إضاءات…إضراب أساتذة الجامعات

حامد احمد عمري

ان قضية الهيكل الراتبي للأساتذة الجامعات السودانية هي قضية عادلة تمت المصادقة والموافقة عليها من رأس الدولة في الحكومة الإنتقالية الماضية، وهي قضية مطلبية من الدرجة الأولى تهدف إلي إستقرار الأستاذ الجامعي وتمكينه في التفرغ في أداء رسالته تجاه طُلابه من إشراف ومتابعة وبحوث، لذلك يجب الاستجابة لها وتنفيذها من الحكومة دون تردد وبعيدا الحجج والمبرارات الواهية التي تقدمها وزارة المالية، ولجنة أساتذة الجامعات(لاجسو) لقد إنبرت لهذه القضية بكل شجاعة وإقدام منذ عامين من اجل إنصاف الأستاذ الجامعي بوضع هيكل راتبي يتناسب مع طبيعة عمله من جانب، ولوقف الانهيار الذي سيلحق بالجامعات حال استمرار الوضع الحالي من جهة أخري، بعد التناسي والإهمال الطويل الذي لحق بهم من الحكومات المُتعاقبة، وذلك كان سبب رئيس في إلتفاف السواد الأعظم من الأساتذة حولها تأييدهم ومباركتهم الي كل الخُطوات التصعيدية التي قامت بها، وقد قدمت لاجسو عدد من المذكرات المطلبية للجهات المختصة بالدولة خلال العام المنصرم إلا انها لم تجد التنفيذ رغم الوعود التي قطعتها وزارة المالية، ان أساتذة الجامعات قد صبروا كثيرا علي الوعدات التي قطعتها الحكومات المتعاقبة وآخرها حكومة الفترة الإنتقالية التي ظنوا أنها ستنصفهم لأنها رفعت شعار العدالة، إلا أن كل آمالهم تلك ذهبت ادراج الرياح، وذلك بالمماطلة والتسويف الذي تمارسه وزارة المالية عليهم، لذا قرروا الدخول في إضراب مفتوح حتي تتم الاستجابة لمطالبهم العادلة، والإضراب هو خيار مكفول ومشروع لهم لأن الوضع وصل الي حال يصعب معها الاستمرار.

لا يمكن لدولة تُنشد التقدم وعلماءها رواتبهم لا تكفي المصروف خمسة أيام، ومنهم من هاجر الي الخارج ومنهم من يفكر في الهجرة وآخرون يفكرون بصورة جادة في البحث عن سُبل أخرى لكسب العيش بعيدا عن سّوح المعارف التي نالوا شرف العمل بها بكل جدارة واقتدار، رغم كل هذا التحديات والصعاب إلا أن لاجسو ظلت قابضة علي جمرة القضية المطلبية لأنها تدرك تماما ان انهيار الجامعات يعتبر إنهيار الدولة والأمة السودانية، لأن الجامعات هي التي يقع علي عاتقها قيادة حركة التنوير المعرفي ونشر المعارف، لذلك سيظل الاضراب قائماً الي ان تتحقق المطالب المتمثلة فى هيكل راتبي خاص بالأستاذ الجامعي ويتناسب مع طبيعة عمله.

كاتب وباحث- جامعة الضعين

[email protected]