السادة اعضاء حكومة الاقليم
السادة اعضاء لجنة الامن
السيدات والسادة من وسائل الاعلام المختلفة
مواطني اقليم النيل الأزرق الشرفاء:
أتوجه اليكم اليوم بخطابي هذا وفي وقت شهد فيه الاقليم احداث دامية ،راح ضحيتها نفر عزيز من أبناء وبنات الاقليم وأسأل الله لهم الرحمة والمغفرة والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
إن الأزمة التي عايشها الاقليم في الايام الماضية؛ هي أزمة قديمة متجددة، وقد استغل بعض ضعاف النفوس والعنصريين طيبة شعبنا وتسامحه وبالتواطؤ مع العديد من الذين يريدون جر الاقليم الى حرب داخلية واستمرار معاناة مجتمعاتنا التي عانت التهميش والحروب كثيرا. هذه الجهات نعلمها جيدا ونعرفها تماما وفي سبيل أمن واستقرار الاقليم سنبذل كل ما بوسعنا من اجل حماية مجتمعنا من أمراض الكراهية والعنصرية، هذه الفئات التي جرت الاقليم الى الاقتتال تحت وهم العرق والاثنية كان هدفها الاساسي هو السلطة ونقول لهذه الفئات ليست هكذا تؤخذ السلطة.
درجت ايضا هذه الفئات التي ترتبط اجندتها بأجندة قوى من المركز الى اثارة النعرة القبيلة والاثنية بالاقليم وقسمت مجتمعاتنا المتعايشة لمئات السنين لمواطنين درجة اولى ودرجة ثانية ، لقد تابعنا عبر معلوماتنا الاجتماعات التي عقدتها هذه الفئات في الخرطوم مع احزاب تدعي انها تقاتل من اجل الحرية والسلام والعدالة ، لنكتشف ان هذه الاحزاب والشخصيات تعيش في بؤس اخلاقي وازمة انسانية وازمة ضمير كبيرة.
وفي الوقت الذي تبحث المجتمعات عما يوحد فكرها وقضاياها لتواجه مصيرها موحدة ، تسعى جهات عديدة الى تفتيت وحدة الناس وخلق الفتن وجر الناس الى العنف ولكن العنف لا يولد الى العنف.
نتابع عن كثب اعتراض مجموعات سياسية في المركز ووكلاءهم في المناطق الاخرى على اتفاق السلام حيث ينادي بعضهم بالغاءه والبعض الاخر بتغيير بنوده .إن هذا الإتفاق ليس غاية في حد ذاته بل نعتبره خارطة طريق / وآليه لتحقيق المطالب وتحقيق أهدافنا المتمثلة في السودان الجديد/ سودان المواطنة المتساوية/ السودان الذي يحترم التّعددية ويحسن إدارتها . هذه ليست أماني وأحلام لانه بتوقيع الإتفاق إنتقلنا من المعارضة والمطالبة الي مرحلة المشاركة ومن الثورة الى الدولة هذه المرحلة تحتاج منّا جميعا للعمل سوياً بعقلِ مفتوح وأن ننتقل من مربع الاحتجاج الذي أضر بقضايانا الى مربع الفعل والمشاركة الفاعلة وتحمل المسؤليات الملقاة على عاتقنا.
⭕خلف هندسة السلطة وحسابات الثروة هنالك معنى آخر للسلام، فما هو هذا المعنى؟ ما الذي يعنيه السلام للنيل الازرق؟ هنالك كثيرون ـ هنا وفي غير هذا المكان ـ يحسبون ان الغاية من السلام هو توزيع الوظائف، واقتسام مواقع السلطة، واكتناز المال عبر استغلال الممتلكات العامة، أو هو الهيمنة على الآخرين. الذين يفكرون على هذا الوجه يقرأون من نص آخر غير النص الذي وقعناه. إن أهدافنا أكثر سمواً من ذلك، وبدائلنا ورؤيانا أكثر نبلاً.
⭕ النص الذي أحمله يقول أن السلام هو تحقيق الأماني التي يترجاها المواطن العادي من سلام يتطلع مشغوفاً لتحقيقه. فالسلام في فكري وفي اعماق روحي هو وعد بتوفير الحياة الفاضلة للصغار والشباب والمسنين في النيل الازرق، الذين تحملوا في صمت وكبرياء فقدان ابنائهم في حرب التحرير وهم يحسون بالعجز واليأس. هو وعد لهؤلاء أننا لن نخون أبداً الأهداف التي ضحى بارواحهم من أجلها ابناؤهم الشهداء. هو أيضاً وعد لأرواح شهداء الحرب وضحاياها في الجانب الآخر ولذويهم أن السلام العادل المُشَرِّف هو الذي سيبرئ الجراح التي أدمينا بها بعضنا البعض.
السادة الكرام:
أدعوا الاداراة الاهلية لممارسة دورها الطبيعي والمعروف لقد ترعرعنا في ظل الادارة الأهلية، نحترم الشيوخ والعمد والسلاطين، نحترم آليات الدولة لتقنينها وتحسين فعاليتها ، لقد عملت الانظمة على استغلال الادارة الاهلية لتوطيد حكمها منذ الاستعمار الانجليزي الذي استعان بالإدارة الأهلية لمساعدته في تقوية قبضته جاء النظام البائد باسوأ إستغلال وجعل الادارة الاهلية أدوات قمع لشعوبها التي يفترض ان يتم حمايتها ، ومنحتهم رتب عسكرية مختلفة .
⭕أود أن أقول نحن نحترم المكوك والشيوخ والعمد ولكن الذين يحملون الرتب من الادارات الاهلية في القوات المسلحة ، الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات فمكانهم الثكنات العسكرية تلك المؤسسات العريقة التي لها واجبات ومهام ، إدارة الاهل هي من نصيب الادارة الأهلية ارثا وارضا لقد خصصنا بند سميناه الترتيبات الأمنية المناط منها الوصول الي جيش سوداني مهني واحد يراعي التعددية السودانية، كيف نقبل باجسام معسكرة ونحن ننادي بنزع السلاح بما في ذلك إعادة الدمج والتسريح.
في هذا المنحى الأمن والتنمية والاستقرار يعني بسط هيبة الدولة وزرع الطمأنينة في قلوب المواطنين بحيث يمارسوا حياتهم اليومية دون توجس او خوف . هذا يعني العمل المستمر للجنة امن هذا الإقليم التي انا علي راسها . لا للتفلتات الامنية تحت مسميات مختلفة ، إثنية ومناطقية جهوية بفعل فاعل من أشخاص نفعين تساندهم بعض المؤسسات التي لا تحب استقرار الاقليم ولا السودان نفسه. نحن في لجنة الأمن سوف نتشدد في المحافظة علي الاستقرار والأمن في الاقليم تحقيقا للعدالة الاجتماعية والمحافظة على استقرار الاقليم وشعب النيل الازرق.
بذلت الاجهزة النظامية المختلفة في الايام الماضية جهودا كبيرة في التصدي لكل المخططات التي كانت ترمي إلى جر الاقليم الى حرب تقضي على الاخضر واليابس ، وستستمر الاجهزة النظامية والامنية في لعب دورها الطبيعي لاعادة الأمن وفرض هيبة الدولة ولن تتهاون مع ايا كان في امن واستقرار وسلامة مواطني اقليمنا الكرام.
جهات عديدة سعت عبر الاجتماعات والتحريض وبث رسائل الكراهية والاستفزازات سعت هذه المجموعات لان تدخل الحركة الشعبية طرفاً في هذا الصراع ولكن احي ضباط وضباط الصف والجنود على انضباطهم وعدم انجرارهم نحو الاستفزاز . فالحركة الشعبية حركة مقاتلة لاكثر من ثلاثين عاما ولديها من الخبرة السياسية والعسكرية ما يكفي لان لا تسمح لاي جهة باستفزازها .
على الاجهزة العدلية والنظامية اتخاذ كافة التدابير القانونية للقبض واعتقال كل المشتبهين بتورطهم في هذه الأحداث وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم جزاءا على ما ارتكبوه من جرائم في حق المواطنيين العزل. ويجب ان تكشف اللجنة التي كونها النائب العام حول تقصي الحقائق في الاقليم يجب ان تكشف نتائج تحقيقها .
وسيناقش مجلس وزراء الاقليم في جلسته المقبلة قانونا يجرم العنصرية ويعاقب عليها . ولن نسمح بتقسيم المواطنيين في النيل الازرق الى مجموعات حسب اثنياتهم وعرقهم ،فالنيل الازرق هو السودان الصغير وكل المجتمعات هم مواطنيين لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات.
ادعوا المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية للتدخل الانساني العاجل، وتقديم المساعدات الضرورية للنازحيين من غذاء ودواء وادعو الخيرين من بنات وابناء الشعب السوداني لتقديم المساعدة الممكنة في ظل هذه الظروف العصيبة التي نعيشها في الاقليم .
ادعوا الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى تحمل مسؤلياتها الاخلاقية تجاه كافة المجتمعات وخلق الوعي وضرورة نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين مجتمعاتنا في كافة انحاء السودان. فنحن امام اختبار أخلاقي وانساني في ضرورة توحيد مجتمعاتنا لتحارب الكراهية والعنصرية ويجب ان لا نسمح لمصالحنا الشخصية واغراضنا الايدلوجية الحزبية الضيقة باثارة العنف في مجتمعاتنا المتعايشة واعلن من هذا المنبر ان اولوياتي للمرحلة ستبدأ بالحرب ومكافحة العنصرية والعنصريين عبر القانون والقضاء.
الى مواطني النيل الازرق قاطبة :
هناك واجبات تقع علي عاتقكم وبمساعدة المنظمات والمؤسسات الرسمية للتحول من مجتمع متأثر بالحرب الي مجتمع مدني مسالم وهذا يتطلب من الجميع:
• المصالحات الداخلية والتسامي فوق جراح الحرب.
• التسامح والتعافي وطي صفحة الحرب ومرارتها وفتح صفحة السلام والوئام.
• التعايش السلمي والتراضي الاجتماعي وقبول الاخر المختلف ثقافيا وعرقيا وعقائدياً.
• الحد من النعرات القبلية والعنصرية والجهوية والمعتقدات.
• معالجة النزعات بالأعراف والقانون.
• عدم الثأر والانتقام.
• التعاون مع الجهات الرسمية والشعبية والمنظمات والهيئات.
• العمل والانتاج.
• إرساء السلام
• جمع كافة أنواع الاسلحة وتسليم العهد من الادوات والمهمات العسكرية وعدم امتلاكها بطرق غير قانونية أو حملها الي المناطق.
• ادعو جميع المواطنين للتعاون مع الجهات الامنية لحفظ الامن في الاقليم.