نص كلمة حميدتي أمام الشباب في قاعة الصداقة في ختام فعاليات المرحلة الثانية للبرنامج التدربي للشباب الذي ينظمة بنك الإنتاج

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
شباب وشابات بلادي الأوفياء .. أنا اليوم سعيد جداً بالوقوف أمامكم استمد منكم القوة والحيوية والأمل بمستقبل مشرق لبلادنا العزيزة .. أنتم وإخوانكم الآخرين ممن لم تتح لهم الفرصة للدخول في هذا البرنامج التدريبي تمثلون صمام الأمان للسودان في الحاضر والمستقبل في جميع المجالات ..
إن بلادنا اليوم في حاجة إلى سواعدكم الفتية وإلى عقولكم النيرة المتفتحة وإلى طاقاتكم الجبارة المتفجرة .. إن بلادكم تنتظركم في مفترق طرق ولحظة ميلاد جديدة بعد ثورة عظيمة أبهرتم بها العالم بسلميتها حراكاً وتنظيماً تحت شعار (حرية ، سلام وعدالة) .. إن آباءكم وأمهاتكم ينتظرون أن تقودوا مسيرة هذه البلاد اقتصادياً من الفقر إلى رحاب التنمية الشاملة المستدامة، واجتماعياً من الصراعات والنزاعات المتجددة إلى الوحدة والتماسك الاجتماعي وقبول الآخر ، سياسياً من التشاكس والاختلاف إلى الوفاق والتراضي ، رياضياً من الهزائم المتكررة إلى منصات النصر تتويجاً بالبطولات الإقليمية والدولية ، بلادكم تحتاجكم مزارعين تسهمون في مضاعفة الإنتاج كماً ونوعاً ، تحتاجكم بلادكم مهندسين مهرة تشيّدون الطرق والكباري ، تحتاجكم أطباء وصيادلة ، حدادين ونجارين ، سفراء وقضاة ، جنوداً تدافعون عن أرضكم وعرضكم بلادكم تحتاجكم وحدة قوية شبابية تنهض بهذه الأمة إلى مقدمة الدول.
إن الله تعالى قد حبانا بكافة المقومات التي تحقق تطلعاتنا .. لدينا أراض شاسعة منبسطة ومياه وفيرة (نيل وأمطار غزيرة) تؤهلنا لنكون في المقدمة زراعياً ونحقق مقولة السودان سلة غذاء العالم.. لدينا ثروة حيوانية هائلة ومراعي طبيعية بقليل من الجهود نستطيع أن نغزوا أسواق العالم بصادرات اللحوم عالية الجودة .. تنقصنا فقط الإرادة ثم التخطيط والتدريب والعلم .
نثمّن عالياً جهود الإخوة في بنك الإنتاج بقيادة الأستاذ فارس النور على هذا البرنامج التدريبي الطموح لقد برهنوا بياناً بالعمل أنهم قادرون على تأسيس قاعدة كبيرة من الشباب ووضعهم في المسار الصحيح في مجالات ريادة الأعمال ، نحن مع الشباب نقف إلى جانبهم لتحقيق تطلعاتهم ، ومن هذا المنبر ندعو إلى ضرورة التوافق على استراتيجية وطنية خاصة بالشباب ابتداءً من المناهج التعليمية في جميع مراحل العلم وصولاً إلى شباب رائد في جميع المجالات ، ندعو كذلك إلى ضرورة توسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية لأن شباب اليوم هم قادتنا في المستقبل القريب، يجب أن لا نتركهم فريسة لجماعات الهوس الديني والتطرف الفكري والسياسي والاجتماعي ، علينا استيعاب هذه الطاقات واستثمارها وتوجيهها بالشكل الصحيح حتى لا تتجه إلى الهجرة غير المنظمة وتكون بذلك عرضةً للعديد من المخاطر .. إن أعظم استثمار ينبغي أن يتم في شبابنا وشاباتنا لأن الربح هنا مضمون مائة بالمائة لكل المجتمع ، ندعو الدولة إلى إعادة النظر في مؤسسات التدريب المهني تنظيماً وتطويراً ، كما ندعو مؤسسات الدولة المعنية بأمر الشباب وكذلك منظمات المجتمع المدني إلى تسخير الإمكانيات كافة لتأهيل وتدريب الشباب.
إن السلام الذي تحقق يوفر الكثير من الموارد لبلادنا كما يوفر طاقات شبابية كبيرة يمكن أن تسهم في بناء وتنمية البلاد.. يجب علينا أن نتمسك به وندعمه بكل ما نملك ونسعى إلى استكماله بضم بقية الحركات ..
ختاماً نؤكد دعمنا اللامحدود لكل برامج وأنشطة الشباب في العاصمة والولايات ونلتمس من القائمين على أمر هذا البرنامج التدريبي في بنك الإنتاج، مواصلة الجهود وتوسيع فرص المشاركة كماً ونوعاً.