تقرير :
احتضنتها معسكرات اللجؤ بعد ان افقدتها الحرب اللعينة اسرتها ( خ.أ ) فتاة عشرينية ولكن بدت ملامحها كانها لوحة باهته تعدت الاربعين ترهق حتي الكلمات جسدها النحيل تقول انها حاولت ان تتعايش مع الواقع وتنظر بترقب كانت تحسبه قريب لان يتحقق السلام ويسكت صوت البندقية والحرب للابد في دارفور وتعود الحياة وانسان دارفور لسابق عهده ..ويبدو بان احلامها لم تكن مستحيلة تقول ( خ .أ ) عندما سمعت بتوقيع السلام سجدت خشوعا لله وحمدته كثييرا بان من سياتون بعدي لن يعيشو ما عشناه من حرمان واوجاع خلفتها الحرب واضافت “حسي محتاجين يحمونا وهمنا اولادنا الصغار يعيشو في سلام ما عاوزين تاني نرجع وراء ونسمع صوت سلاح في دافور تاني” …..
الخوف من المجهول
حينما تغيب الشمس يحل السكون وترتفع معدلات الخوف من ظلمات الليل ولكن بمجرد ان ترسل اشعة الشمس خيوطها من جديد يتجدد الامل الا أن الترقب والحذر يظل قائما خوفا من المجهول خاصة وسط مجتمعات تبدلت ملامحها بسبب تغلغل الخوف والحروب وشلالات الدماء التي سالت بسبب الحروبات الاهلية هكذا هو الحال في اقليم دارفور ….
وسط تلك الاجواء رفرفت حمامة السلام وانطلقت بشائره من مدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان التي احتضنت المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة بعد جولات بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع فريق اول محمد حمدان دقلو والتي تكللت بتوقيع اتفاق جوبا للسلام ..وقطعا فان الامر كان له اثر ايجابي في بث الطمأنينة واستعادة مواطن دارفور لتكوينه الاجتماعي الاساسي بالتعايش ولو نسبيا مع بعضه البعض الامر الذي غطت عليه سابقا سحابة الحرب وغياب الامن ….و يبقي التحدي الاكبر في كيفية استكمال السلام بلحاق حركتي عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو بركب السلام فيما يبقي التحدي الاخر المتعلق بحماية المدنيين وسد الفراغ الامني الذي خلفه خروج القوات المشتركة يوناميد من اقليم دارفور لحين استلام البعثة السياسية يونيتامس رسميا وهو ما يصفه بعض المراقبون بالاخطر خاصة في ظل موجة الرفض الواسعه لخروج البعثة تخوفا من عودة حالة اللاامن في دارفور ……
حكمة وصبر
ووصف عضو مجلس السياده رئيس الجبهة الثورية د. الهادي ادريس في تصريح خاص الوضع في دارفور بالمعقد لوجود بعض الانفلات الامني بالمدن وفيما قطع بان الامر غير مقبول اكد بان الدولة تتعامل معه بالحكمة مشيدا بدور قوات درع السلام في حماية المدنيين.
تعهدات بالحسم
و قطع قائد متحرك قوات الدعم السريع شمال دارفور النور احمد القبة بان لا مجاملة في تأمين الحدود وحماية المدنيين بولايات دارفور واكد بان متحرك درع السلام ” الدعم السريع ” منتشر بكل محليات دارفور بقوام اكثر من 450 عربه للتصدي لاي محاولات لذرع الفتن واشعال الحروب بين المكونات الاجتماعية المختلفه وكشف القبه عن رصد دقيق للمتفلتين والمهربين مشيرا الي احباط عدد من عمليات التهريب عبر الحدود .واكد القبة هدوء الاوضاع وانحسار الظواهر السالبه بشكل كبير بعد وصول هذه القوات مشيرا في ذات الوقت الي ان الجهود تجري لاستكمال عمليات جمع السلاح التي وصلت 80%حتي الان .
في السياق اعلن القبة عن اعتقال عدد من الشخصيات المتورطة بالاحداث الاخيرة بمنطقة سرف عمرة بتهم التحريض علي اشعال الفتن وتهديد الامن مشيرا في ذات الوقت الي جهود تجري مع القيادات الاهلية والاعيان في دارفور لرتق النسيج الاجتماعي ونسف مخططات ضرب السلام والتعايش السلمي في دارفور
صمام أمان
ووصف الخبير الاستراتيجي فتح الرحمن احمدالوضع الامني في دارفور بالهش والضعيف وقال بان الامر تتاج طبيعي لاستطالة امد الحرب بالاقليم وقال فتح الرحمن بان خروج يوناميد ترك اثرا سالبا علي الاوضاع الامنية حيث علت اصوات باعادة البعثة واخري تنادي ان تكون قوة مساندة للبعثة السياسية يونتامس معتبرا ان هذه المخاوف طبيعية مؤكدا هدوء الاوضاع نسبيا خلال هذه للفترة عقب وصول قوات درع السلام لحماية المدنيين التي قال بانها تعمل في ظروف بالغة التعقيد نسبة لتعدد المكونات الاجتماعية في دارفور ووصف هذه القوات بانها صمام الامان لدعم العملية السلمية مؤكدا علي ضرورة تنوير المجتمع بالدور الرسالي لهذه القوات . واكد فتح الرحمن ان هناك مطلوبات يجب ان تتحقق لانجاح برنامج حماية المدنيين تتعلق بكيفية التعامل مع المكونات القبلية والتزام الحياد بجانب استعادة الثقة وقبول الاخر وهو الذي تلعب فيه النخب الدارفورية دورا كبيرا مشيرا الي قضية الامن في دارفور تستند بشكل كبير علي الجدار القبلي وشدد علي ضرورة ان تتخذ البعثة السياسية القادمة منهجا واضحا لحماية المدنيين حتي لا ينفرط الامن مجددا.
استعجال ولكن..
ويري ناشطون ان قرار خروج يوناميد فيه استعجال لأن الأوضاع في الأرض لا تزال هشة وتوجد سيولة أمنية وحتى الآن اتفاق السلام لم ينفذ على أرض الواقع بشكل يطمئن النازحين ..لكن وعلي اراض الواقع الان قامت الحكومة بنشر قوات مشتركة لبسط الامن وسبقت ذلك بانتشار واسع لقوات درع السلام لحماية المدنيين “الدعم السريع” الذي عمل عبر متحركات متعددة الاوجه والمهام لفرض هيبة الدولة ومحاولة سد الفراغ الامني الذي خلفه خروج اليوناميد بجانب النجاح نسبيا في امتصاص غضب اهالي دارفور وتبديد مخاوفهم خاصة بمعسكرات النازحين التي كانت ترفض خروج يوناميد.
البديل الأفضل
وامتدح البروفسور مايكل بونابرت الخبير الإستراتيجي بمركز السلام الدولى بنيويورك الدور الكبير الذي لعبه عضو مجلس الشركاء الانتقالى الفريق عبدالرحيم دقلو قائد تانى قوات الدعم السريع في إرساء دعائم السلام ورتق النسيج الاجتماعي ورعاية مبادرات الصلح بين القبائل بولايات دارفور ، مما انعكس ذلك إيجابا على امن واستقرار المواطنين في قراهم وعودة النازحين إلى ديارهم آمنين .فيما يرى مراقبون ومحللون سياسيون أن قوات الدعم السريع هى الخيار والبديل الافضل ليوناميد بنيالا ، وان تناغم وانسجام الدعم السريع مع القوات النظامية الأخرى يحقق التنمية والاستقرار وبقدوم حركات الكفاح الوطني تكتمل الصورة وتنعم البلاد بالأمن والأمان والتنمية المستدامة في ربوع البلاد
وفي ذات السياق أكد والي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق قدرة القوات المشتركة علي حماية المدنيين بالولاية عقب خروج بعثة يوناميد ، وقال بان اجراءات التسليم تمت بتوقيع الطرفين حيث وقع مع الحكومة ممثل بعثة اليوناميد زوراب زورخان ، موضحاً بأن الأصول الثابتة والمتحركة بالمقر تسخر لخدمة المدنيين بالولاية.
وفاء بالعهد
وكانت قيادة الدعم السريع بوسط دارفور قد اعلنت عن جاهزية القوات لبسط الأمن والإستقرار بالولاية وحماية المدنيين وتأمين مقار بعثة يوناميد وقال قائد الدعم السريع قطاع وسط دارفور العميد علي يعقوب جبريل في تصريحات سابقة إن الدعم السريع تشكل غالبية القوات المشتركة المكونة من الدعم السريع والجيش والشرطة والأمن المخابرات العامة ،المناط بها حماية المدنيين وتأمين مقرات بعثة يوناميد ،مؤكدا جاهزية القوات لتحقيق الأهداف المرجوة وبسط الأمن والإستقرار في ربوع الولاية.
جاهزية ويقظة
من جانبه اكد خبير العلاقات الدولية د. مصعب عبد القادر أن دور قوات درع السلام ضروري لدعم مرحلة الإنتقال في السودان بإعتبار أن المرحلة تتطلب الإنتباه و اليقظة لمواجهة أي مهددات تعترض المرحلة الانتقالية و تستهدف عملية السلام مؤكدا علي ضرورة إحكام التنسيق بين هذه القوات والقوات النظامية الأخري لتجويد الأداء وتحقيق الفاعلية في إنجاز المهام الموكلة إليها
خاتمة
حسنا … تظل قضية حماية المدنيين هي القضية الاولي لما لها من ارتباط مباشر لدي إنسان دارفور البسيط بان هناك سلام حقيقي قد تحقق علي ارض الواقع ولكن سيظل التحدي قائما ما لم تقنن العلاقة بين المكونات الاجتماعية في دارفور في شكل معاهدة تحاكمية تحكم العلاقة بين الاهالي وتعالج مضامين اساسية تشكل أسس النزاع بين مكونات المجتمع المدني بحيث يمكن الرجوع اليها حال حدوث اي خلاف.