شمال السودان هو المنطقة الممتدة من الجيلي حتي حدودنا مع مصر وهي تضم ولايتي النيل والشمالية وهو ارض حضارات قديمة بل منطقة وعي بل هم من اوائل اهل السودان الذين هاجروا الي خارج السودان وتعلموا وكذلك انتشروا تجار ومعلمين في كل السودان وهو منطقة فيها التعليم منتشر ومبكر جدا وهي منطقة تعتمد علي الزراعة المروية حيث تقل فيها الامطار ويجري فيها النيل علي مدار السنة وهو الرابط القوي بمصر وفوق ذلك الحضارات القديمة والعلاقة بين السودان ومصر بصفة عامة علاقة استراتيجية وازلية قامت علي كثير من الممساكات والمصالح. المشتركة فمصر مشعل النور تعلم كثر من السودانيين فيها وكذلك لدي السودانيون ارتباطات تجارية وسكنية واجتماعية حيث ان عدد السودانيون في مصر يتجاوز الملايين ولديهم سكن شقق وغير ذلك وكذلك مصاهرة ومصر تعتبر كل سوداني مصري ويتمتع كل سوداني فيها بالحريات الاربعة بعكس علاقة السودانيون مع كل الدول العربية والافريقية والسودانيون في شمال السودان مرتبطين بالمصرين عرقيا ووجدانيا وروحيا
اذن مصر بالنسبة للسودان اهم جار وكذلك السودان بالنسبة لمصر هذه العلاقة الوطيدة والممتدة والراسخة يشوبها من وقت لاخر تواترات تخلقها ظروف موقتة وعابرة تنتهي بنهاية تلك الظروف
بعد قيام ثورة ابريل بدات مظاهر العمل علي خلق هذه التواترات ظاهرة للعيان ومن بعض التيارات السياسية التي تعادي مصر تاريخيا وبعضها عابر للقارات
ظهر امر التروس هذه في ثورة اكتوبر1964م وكذلك في انتفاضة ابريل1985م وكانت فقط في الفترة الاولي لقيام هذه الثورات وفِي الخرطوم ولفترة. محدودة انتهت بنجاح التغيير وَلَكِن في وبعد ابريل 2019م. صارت مستمرة وسلوك يومي بل انتقلت من وسيلة احتجاج مشروعة ومحدودة الي وسيلة احتجاج اقرب الي الحرب والفوضي في الخرطوم وانتقلت الي السودان الكبير واخرها ترس الشمال
قام الترس علي مطالب مشروعة تخص زيارة الكهرباء للمزارعين وخاصة ان اثر هذه الزيارة كان كبير علي المزارعين حيث انها جاءت بعد رمي المزارعين الثمار في الارض وكذلك مع الزيارة الكبيرة في المحروقات وتكلفة الزراعة ولكن هذا الترس تلقفته الجهات التي تعادي الحكومة وتعادي شمال السودان وخرج امر الترس من يد المزارعين سيس تسيسا كاملا مما اضر بالعلاقة بين مصر والشمال وكذلك بالسودان
هنا يهمني علاقة شمال السودان بمصر والتي تسعي جهات عديدة من السودان ان تتوتر واهل الشمال غير منتبهين لذلك لان السودان دولة غير مستقرة لو حدث فيها اي خراب او صراعات فانه ليس لشمال السودان ملجا غير مصر وخاصة ان باق اقاليم السودان تحادد دول اخري ولذلك يجب علي اهل شمال السودان ان ينتبهوا لاهمية مصر الامنية والتجارية وعلاقات الرحم بل والتاريخية مع شمال السودان وان لا يجرهم اصحاب الاجندات لتعكير مثل هذه العلاقات الاسراتيجية
كذلك علاقة مصر مع السودان الدولة والشعب والوطن يجب ان لا تكون محل مزايدة ولا تدخل في الاجندات عابرة الدول والقارات وخاصة وان امن مصر من امن السودان والعكس صحيح ولذلك يجب ان نبعد الصراع الداخلي في السودان من العلاقات الخارجية وخاصة مع. دولة محورية وهامة كمصر وكذلك يجب ان ينتبه اهل شمال السودان بالعلاقة الخاصة مع مصر وبالذات امنيا في ظل السودان المضطرب وان لا يقود الشمال اصحاب الاجندات من داخله ومن خارجه
مصر بالنسبة للسودان عموما ولشماله بصفة خاصة الرئة التي يتنفس بها. ارجو ان لا تتعرض للأجندات السياسية ومصالح اهل السودان المتقاطعة ولا الصراعات الداخلية في السودان ولا صراعات بعض الدول التي يخدمها بعض ابناء السودان
تحياتي