.
تقرير :الوطنtv
شهدت الفترة الماضية جولات متعددة للجنرال حميدتي لعدد من الدول الخارجية في محاولة لتعزيز العلاقات الثنائية مع تلك الدول مع التأكيد علي أن المصالح هي الحاكم الأساسي للعلاقات بين الدول .
ولا شك أن روسيا والصين هما أكبر حلفاء للسودان في مجلس الأمن حيث ظلت الدولتين تسقط بإستخدام حق الفيتو عدد من القرارات التي تصدر ضد الحكومة السودانية، لذا لا تعد زيارة الوفد الحكومي الي العاصمة الروسية موسكو أمر مستغرب يستحق ما لاحق تلك الزيارة من إشاعات ومحاولات لإفراغ الزيارة من محتواها الرئيس وهو الملف الإقتصادي ولا شك أن تكوين الوفد أكبر دليل علي أن الإقتصاد هو المسيطر الأول علي مجالات التفاوض والمباحثات المشتركة بين الجانبين.
إعادة البوصلة
ويري مراقبون أن هناك من يحاولون الترويج للإشاعات السالبة والمضللة لإخراج الزيارة الرسمية للوفد الحكومي برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة لموسكو من محتواها..ويري خبراء أن ما يدور من شائعات حول الوفد الحكومي لروسيا محاولة لتدمير السودان وإسقاط خطوط دفاعه التي بناها حلفائه بمجلس الأمن حتي يصورون فشل الحكومة الإنتقالية في إدارة البلاد.
وأكدو أن زيارة حميدتي الي روسيا تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية القائمة أصلا . وإعادة البوصلة لتعلم امريكا أن السودان لا يعيش في جزر معزولة ولن ينتظر جوال القمح الذي تمن به امريكا علي السودان .
شراكات إستراتيجية
والتقي نائب رئيس مجلس السيادة خلال زيارته سكرتير مجلس الأمن الروسي حيث بحث دقلو، مع سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أوجه التعاون المشترك بين السودان وروسيا في جميع المجالات وعلى المستويات كافة الثنائية والدولية.
وأكد الجانبان على عمق العلاقات بين البلدين، التي تقوم على تعزيز المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وأمن الجانبان على تفعيل جميع الاتفاقيات السابقة في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية والأمنية، وتبادل الخبرات والتدريب وبناء القدرات ونقل التقانة.
وامتدح نائب رئيس مجلس السيادة، مواقف روسيا تجاه السودان خاصة الدعم والسند الذي ظلت تقدمه للسودان في المحافل الدولية، مؤكداً رغبة السودان في تعزيز هذا التنسيق بشكل أوسع خلال المرحلة المقبلة، وبناء شراكات استراتيجية تحقق مصالح شعبي البلدين.
من جانبه عبّر سكرتير مجلس الأمن الروسي، عن ارتياحه لمستوى العلاقات المتطورة بين البلدين، مؤكداً سعيهم إلى مضاعفة التنسيق القائم في المستويات كافة بما يحقق مصلحة الدولتين، مشيراً إلى ضرورة مضاعفة العمل المشترك والتعاون في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية خلال الفترة المقبل.
مصالح مشتركة
ويري الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي في مجال إدارة الأزمات والتفاوض لواء مهندس د.أمين إسماعيل مجذوب أن زيارة حميدتي تدخل في إطار إخراج السودان من حصار جزئي عاني منه طيلة الفترة الماضية وقال بأن الملفات التي يمكن تناولها خلال الزيارة تستنتج من تكوين الوفد المكون من وزراء المالية والطاقة والخارجية ورئيس إتحاد أصحاب العمل مما يؤكد بأنها زيارة اقتصادية بالمقام الاول ، خاصة أن هناك تصاعد كبير جدا في أسعار العملات الحرة بالسودان إنهيار جزئي للجنيه بجانب التضخم الكبير بالموازنة والضائقة المعيشة والإشكالات بقطاع الكهرباء…اذا السودان يبحث مع موسكو الملفات المتعلقة بالحصول علي قروض ومساعدات وفتح مجالات للإستثمار الروسي في ظل المقاطعة والتهديد بالعقوبات من الولايات المتحدة وأوروبا.
وتوقع أمين أن يناور السودان قليلا في مسألة الخلاف بين روسيا والإتحاد الأوربي والولايات المتحدة في مسألة أوكرانيا بأن يفسح المجال لروسيا مجالا للتحرك بأفريقيا بمبدأ ” تكسب وانا اكسب ” خاصة ان السودان يحتاج لروسيا وروسيا تحتاج المنفذ لأفريقيا عبر السودان وسواحل البحر الأحمر التي يطل عليها السودان. وأكد أمين بأن هذه هي الملفات دون غيرها يضاف بعض المساعدات العسكرية التي وعدت بها روسيا سابقا مقابل القاعدة البحرية علي البحر الاحمر .
ملفات أخري
وحقق الوفد مكاسب أخري حيث شهد دقلو، التوقيع على مذكرة تفاهم بين اتحاد الغرف التجارية السوداني، ومجلس الأعمال الروسي.
وأبدى عدد من رجال الأعمال والشركات الروسية، رغبتهم الدخول في استثمار بالسودان خلال الفترة المقبلة، مشيرين للإمكانيات الكبيرة التي يمكن الاستثمار فيها خاصة في مجال الحبوب واللحوم، والبنية التحتية، والغاز والكهرباء.وعبّر دقلو، عن شكر السودان للحكومة الروسية على إعفاء متأخرات ديونها السيادية على السودان خلال العام الماضي، ورحب بانعقاد الدورة السابعة للجنة الوزارية السودانية الروسية الاقتصادية والتجارية المشتركة بالخرطوم في النصف الأول من العام الجاري، مؤكداً توفير رعاية خاصة للاستثمارات الروسية القائمة في السودان كافة ومعالجة ما يواجهها من مشكلات، مشيراً إلى أهمية تفعيل العلاقات التجارية في قطاع الزراعة، واللحوم، والفواكه، والحبوب.
من جانبه أعلن وزير المالية د. جبريل إبراهيم بتذليل المعوقات التي تعترض تدفق الاستثمارات الروسية للسودان، مشيراً إلى أن السودان يمثل بلد الفرص اللامتناهية، إلى جانب كونه يمثل بوابة أفريقيا، ونوه إلى وجود أكثر من ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة مع توفر الإمكانيات كافة التي تسهم في الإنتاج، وأشار إلى الإمكانيات في مجال الثروة الحيوانية والتعدين، لافتاً إلى أن كل تلك المشروعات وغيرها سيتم الاتفاق حولها خلال اجتماعات اللجنة الوزارية قريباً.
كما شهدت الإجتماعات تفاهمات علي التعاون بمجال الزراعة والطاقة والنفط عبر الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الروس في تقانة وتكنولوجيا النفط والغاز، وطرح السودان توفر فرص لإقامة موانئ لتصدير وتكرير البترول، إلى جانب إنشاء مصانع للبتروكيماويات.
وفي السياق شدد رئيس الغرفة التجارية على ضرورة إحكام التنسيق بين الجانبين السوداني والروسي، وتكثيف اللقاءات الثنائية لتسهيل عمل الشركات الروسية في السودان، وأوضح أن المجال مفتوح للشركات الروسية للعمل في مجالات البنية التحتية والطرق والموانئ والسكة الحديد، مشيراً إلى أن الزيارة ستفتح المجال أمام رجال الأعمال والشركات في البلدين لمزيد من التعاون.