تقرير : الوطنtv
لا شك أن التعقيدات التي تشوب المشهد السياسي بالسودان جعلت منه يتبدل علي رأس الساعه وما يجري الآن يؤكد بان قراءة الواقع السياسي أمر شبه مستحيل لان القضايا والملفات تتشابك في كثير من الأحيان وترتبط بواقع مأزوم يصعب فيه تفكيك وتحليل الأوضاع… ولا شك أن إقتلاع الحركة الاسلامية ونظام الإنقاذ أكبر دليل علي ذلك ..لم يكن أحد يتوقع سقوط حكم البشير وكل مجريات الأمور تشير إلي أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات حينها الفريق صلاح قوش أزاح البشير بالقوة خاصة ان الرجل عاد لرئاسة الجهاز وهو يحمل الغبن لأخوانه بالحركة الإسلامية بعد أن تم سجنه بتهمة التخطيط لإنقلاب خلال العام ٢٠١٢م ، ويري مراقبون أن البشير أخطأ حينها في قرار إعادة قوش للملعب السياسي والأمني مرة اخري .
من هو قوش
وحتي تكتمل القراءة للمشهد السياسي السوداني يجب أن نعرف من هو قوش وما هي خلفية الغبن الذي ظل يحمله لنظام البشير حتي الإطاحة به …الفريق أول صلاح عبد الله قوش، هو سياسي سوداني، كان يشغل منصب رئيس الأمن القومي السوداني، ومستشار الرئيس السوداني حتى أغسطس 2009. وفي عام 2012، حُكم على قوش بالسجن بعد إدانته بالتخطيط لانقلاب، لكن أُفرج عنه لاحقاً بموجب عفو رئاسي. وفي فبراير 2018، عينه الرئيس السوداني عمر البشير مديراً للمخابرات مرة أخرى.
مطالب بالمحاكمة
ويعتبر عدد من الإسلاميين أن قوش شخصية لا يستهان بها ويجب علي الحكومة السودانية القائمة إستعادته عبر الإنتربول ومحاكمته علي بتهمة الخيانة وممارسات اخري تتعلق بلقتل والتشريد والقمع بجانب والتحريض علي الحكومة الإنتقالية بالسودان..وأكد مراقبون أن قوش يتحرك في مساحات واسعه طمعا في السلطة مما يتطلب تتضييقها وتحديد حركته ورصد إتصالاته ببعض الشخصيات الموجودة بالخرطوم . حيث إتهمت جماعات حقوقية الرجل بلعب دور رئيس في قمع الإحتجاجات الشعبية في السودان، والتي انتهت بإعلان إستقالته.
أطماع في السلطة
ولكن اطماع صلاح قوش لاتنتهي بان يشفي غليله ويطفئ نار حقده علي البشير ولكنها تتصاعد الي أكثر من ذلك انه يريد السلطة ولا زال ..ولو وجد قوش أرضية وقبول لعاد.مرة أخري للمشهد ولكنه يعلم تماما أن لا أحد يقبل وجوده مرة أخري.
مخطط تخريبي
وفي يناير 2020 اتهم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو ”حميدتي“، صلاح قوش بتنفيذ مخطط تخريبي في البلاد، والوقوف وراء ”تمرد“ عناصر داخل مقار تابعة لجهاز المخابرات الوطني، وتبادل إطلاق النار بينها وبين القوات المسلحة.
مجرم حرب
وأكد المحلل السياسي فتح الرحمن أن قوش مارس ابشع أنواع القمع والتعذيب ويجي تصنيفه مجرم حرب من الدرجة الأولي ، مشيرا إلي أن الولايات المتحدة أدرجت عقب الثورة الرجل ضمن قائمة الممنوعين من دخول أراضيها، وذلك بسبب ضلوعه في انتهاكات لحقوق الإنسان. وقال بأن قوش يقود إتصالات مع شخصيات سياسية بالسودان ولم يغب عن المشهد السياسي والأمني بالسودان محذرا الحكومة من خطورة تحركات الرجل التي ظل يحيك المؤمرات ويشعل الفتن لتدمير البلاد وتفكيك القوات النظامية.
تهم بالفساد
وواجه قوش تهم بالفساد وتناولت وكالات الأنباء المحلية والعالمية الأخبار تقديم دعاوي ضد قوش بالثراء الحرام وغير المشروع حيث طالبت النيابة العامة السودانية مدير جهاز الأمن والمخابرات إبان حكم الرئيس المعزول ، بتسليم نفسه إلى القضاء بعد دعاوى قدمت ضده بتهم الثراء غير المشروع.
وطالبت حينها “المتهم صلاح عبدالله قوش” بتسليم نفسه “الى أقرب نقطة شرطة في مدة لا تتجاوز أسبوعا”. كما طلبت من الشعب المساعدة في القبض عليه.
ظهور مفاجئ
أثار الظهور المفاجئ لمدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الأسبق صلاح عبد الله المعروف بـ“ صلاح قوش“، في القاهرة، الجمعة، جدلًا واسعًا في الأوساط السودانية بعد 3 سنوات من الغياب وفشل السلطات في إلقاء القبض عليه عبر الإنتربول.
وتلاحق السلطات السودانية صلاح عبد الله ”قوش“ عبر البوليس الدولي ”الإنتربول“ منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وكشفت وسائل إعلام سودانية ، عن زيارة ”قوش“ لبعثة فريق المريخ السوداني بمقر إقامة البعثة في العاصمة المصرية القاهرة. وأفادت بأن ”قوش“ ظهر في أول مناسبة عامة بشكل علني، منذ أبريل 2019، عقب الإطاحة بنظام البشير.وقالت إنه التقى رئيس النادي حازم، ونائبه الأول محمد سيد أحمد الجكومي، والبعثة الإدارية والفنية، بصفته عضو مجلس الشرف المريخي السابق.وذكرت أن ”قوش“ أكد مؤازرته ودعمه للمريخ في البطولة الأفريقية والمحلية، وطالب الفريق ببذل كل الجهد حتى ينال إحدى بطاقتي التأهل في البطولة الأفريقية، وتمنى له التوفيق في مسيرته الأفريقية والمحلية.
السقوط الأخير
ويؤكد الخبير السياسي والإجتماعي حمدنا الله حافظ بأن قوش لن يعود مرة اخري للمشهد وأن ما يقوم به من مناورات هي حرب نفسية يصارع عبرها الرجل نفسه ويوهمها بأنه صاحب نفوذ ويجب أن يسترد ما فقده بالبلاد خاصة ان السلطة الحاكمة بالسودان تدرك تماما ما يحيك الرجل من مؤامرات لخلق الفتنة بين القوات النظامية تفكيك مكونات البلاد الإجتماعية.