يتقلب العالم ويتأرجح بين كفتي الصراع بين الخير والشر ،الحرب والسلم ،القوي والضعيف ،قوة المادة وضعف الإرادة وهناك قوي خفية تحرك المشهد.نظل نتصارع ونتشاكس ونمارس العنف بكل لغاته وأسالبيه الممنوعة والمسموح بها ولا ادري من يعطي الاوامر بالتدمير والهلاك..هكذا جبل الإنسان علي ظلم اخيه لأجل البقاء.
.صراع الجبارة المحموم والمسموم مازال مستمرآ بين من أطلق علي نفسه حلف كذا وتجمع كذا .ونحن نتفرج علي المشهد في مسرح الحياة لمسرحية ابطالها وهميون نعم وهميون .كلنا يعيش وهم السلطة والسطوة والبريق الزائف.وشعوبنا يقتلها الفقر والجوع والمرض والجهل .وهناك الآلة الحربية التي تفوقت وتقدمت علي خيال المبدع الفنان لتقتل وتدمر في مشارق الأرض ومغاربها …يتكرر المشهد كل يوم في دول المقدمة او المتقدمة كما يحلو لنا جميعآ أن نطلق هكذا مسميات يعلو صوت الآلة لتسحل وتقتل الإنسان …لكنها لا تقتل قيمه ومثله واخلاقه.من يسقط اليوم في ميدان المعركة في غير معترك قادر ان يقف غدآ ليقود ركب الأمم .
تتباين ووتتنوع اسباب ودوافع الطغاة في كل العالم ولكن الهدف واحد ،الصراع من اجل البقاء .صراع القوي ياكل الضعيف.هكذا لغة العالم الواحدة رغم تعدد الألسن لكنه الصراع لأجل الديمومة والبقاء.لم ولن تسلم من هذا الصراع كبري الأندية الرياضية مثلما تتصارع الكتل السياسية الوهمية للفوز بمقاعد زائلة .وحتي الأسر لن تسلم من هكذا صراعات بين مؤيد للفريق كذا والفريق كذا ،وبين منتمي لحزب تقدم به العمر أكل الدهر عليه وشرب وحزب ناشئ أتت به ظروف الحرب اللعينة يبحث عن موطئ قدم في شارع السياسة غير المعبد بالأسفلت أو المفروش بالورود.
لعل الصراعات داخل الأسر وأن تباينت مسبباتها ودوافعها مقدور عليها ،هناك من بيده مقاليد السلطة وربان السفينة وقائد الركب وحامي العرين يستطيع ان يحسم فوضي خلافات طبيعية .هكذا بني البشر لا يتوافقون علي امر واحد .كثير من الصراعات داخل الأسر تحسمها كلمة واحدة من سيدة الموفق لتنهي جدلآ بيزنطيآ لايسمن ولا يغني من جوع. كلمة من إمرأة نالت شرف أنها تخرج للدنيا كل هولاء الذين يتصارعون من اجل البقاء.وهي التي انجبت فئة أخري تحمل أدوات البناء لا الهدم …هي المرأة التي تكابد في الحياة لاجل أن يعيش أبناؤها ..هي الأم …الحبيبة….الزوجة …الإبنة…الأخت…وكل المعاني الفاضلة لا نستطيع ان يعدد أدوارها علي المستوي الشخصي او العام …تجدها حضورآ في ادق تفاصيل حياتتا سندآ وعضدآ عند الملمات …الافراح والأتراح…..وحتي من يفشل في إداره عمله تجده يلجأ لها مشورة وفكرآ ثاقبآ ناصحة مؤيدة داعمة …قوية تسند أخاها وزوجها وإبنها …عندها السقوط والفشل لا يعني نهاية المطاف …عندها الفشل يعني إستراحة محارب لتبدأ مشوار جديد بقوة وصلابة..
التحية لكل نساء بلادي وللمرأة في مشارق الارض ومغاربها والعالم يتذكرها اليوم في عيدها .الثامن من مارس عيد المرأة كما درجت كل شعوب العالم ان تحتفل به رغم القصف الجوي وصوت المدافع وماتخلفه من لجوء وتشرد في ارجاء المعمورة .نحن نحتفل كل يوم بالمرأة التي تمثلنا علي اعلي المستويات في الدولة داخل البرلمانات والوزارات والتي نال السودان شرف التقدم علي بقية الدول في محيطه العربي والأفريقي.المرأة التي تتقدم الصفوف داخل المؤسسات جديرة بالإحترام والإحتفال بها .
دعوتنا لكل نساء بلادي أن يواصلن تقدم الصفوف وركب الأمم.دعونا نتخطي حاجز الخوف والرهبة داخل كل إمراة طاقة جبارة هي الطبيبة والمهندسة والقاضية لا نقل ضربة قاضية لكنها تحكم بالعدل ،وهي المحامية تدافع عن حقوق الرجل قبل المرأة ،وهي الكاتبة المدافعة عن حقوق الجميع تسلط الضوء علي المسكوت عنه…وهي المعلمة التي تخرج كل الأجيال بكل التخصصات …
دعونا نرفع القبعات لنساء بلادي وكل حواء ثقلت عليها أعباء المسئولية في غياب آدم المبرر وغير المبرر. تبادلت معه الادوار وتبدلت الاحوال.وتظل المرأة هي المرأة راكزة قوية ثابتة فقط تهتز شجرتها لترمي بثمارها علي أبنائها وكل من يستظل بظلها.