تقرير : الوطنtv
منذ إندلاع ثورة ديسمبر ظل الملف الإقتصادي محل شد وجذب وظلت القضايا الاقتصادية المعيار الاول لنجاح حكومة قحت او فشلها لكن للأسف سقطت الاخيرة في إختبار منهج وضع السياسات التي تضع الإقتصاد الكلي في مساره الصحيح …وبعد تمدد الفشل لجأت قحت للإستنجاد بجنرالات القصر الجمهوري حينها تقبلهم النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان بصدر رحب وقام برفع الحرج عن الحكومة التنفيذية وإنقاذها عدة مرات من الغرق بحلحلة عدد من القضايا والإختناقات الإقتصادية المتعلقة بصفوف الوقود والخبز وغيرها طيلة الثلاث سنوات الماضية .. حتي صدور قرارات رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بتصحيح المسار في الخامس والعشرون من أكتوبر العام الماضي ..
سقوط الستار
تسيدت القضية الاقتصادية المشهد مرة أخري وتعمقت وظل من أبعدهم الفشل من سدة الحكم التنفيذي
يملأون الأرض ضجيجا بأن المكون العسكري قاد دفة الإقتصاد الي الهاوية وهو الذي مد حبال الصبر للمدنيين من حكومة قحت وقتها حفاظا علي العهد بتحقيق الديمقراطية..ولكن سرعان ما سقط الستار وتعرت قحت أمام الشعب السوداني بعد أن تبين ان رصيدها صفرا في كافة قطاعات العمل التنفيذي بالحكومة الإنتقالية.
نجاح بإمتياز
رغم محاولات التشويه والتخذيل واصل القائد حميدتي المسيرة وظل يحمل هم القضية الاقتصادية ومعاش الناس ومساندة الشرائح الضعيفة بجانب الملفات الأمنية المتعلقة بالسلام والمصالحات الإجتماعية وحل أزمة الشرق وملف الحدود … في ظل تلك النجاحات بدأت قحت تعاود الظهور من جديد وتصور تلك الجهود بأنها محاولة للسيطرة علي الحكم، والتحكم بمفاصل الإقتصاد السوداني وأمنه القومي. وحسب مراقبون فإن قحت التي تساقط حلفائها من حولها لم تعد ذات ثقل سياسي ولا تملك الشرعية الشعبية للعودة للمشهد السياسي مرة اخري.
روسيا نموذجا
لقد.كانت زيارة الوفد الحكومي برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو والتي جاءت بدعوة من الحكومة الروسية
محطة اخري لدفع عجلة الإقتصاد .ولم يكن هدف الزيارة أمرا خفيا خاصة أن تكوين الوفد كان اكبر دليل علي تسيد الملف الإقتصادي طاولة المباحثات بين الجانبين. وأيضا علت بعض الأصوات التي تحاول صرف الأنظار عن محتوي الزيارة وإختزالها في أطر ومجالات أخري ولكن حققت الزيارة مبتغاها وتوصل الوفد الحكومي لعدد من التفاهمات بمجالات مختلفة .
قرارات حاسمة
يبدو ان الجنرال حميدتي قد رأي بأن إعلان الحرب علي مخربي الإقتصاد بالمكافحة والمحاسبة وسيلة ناجعة لحل الأزمة لوقف نزيف الإقتصاد والسيطرة علي الدولار.
حيث اعلن حميدتي عن حزمة قرارات لمعالجة الوضع الإقتصادي وفيما توعد مخربي الإقتصاد بمحاكمات عاجلة كشفت اللجنة العليا للطوارئ الإقتصادية، برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي رئيس اللجنة الفريق أول محمدحمداندقلو مساء اليوم، جملة من القرارات لمعالجة التحديات الإقتصادية التى تواجه البلاد وتحسين معاش المواطنين، والحد من المضاربات في السوق ومحاكمة مخربي الإقتصاد الوطني.
سياسات جديدة
وقال وزير الثقافة والإعلام المكلف د.جراهام عبد القادر ، في تصريح صحفي، عقب الإجتماع الأول للجنة بالقصر الجمهوري اليوم، إن القرارات الإقتصادية تضمنت توحيد سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار، وتأمين انسياب المواد البترولية لضمان استقرار الإمداد الكهربائي وتسهيل إجراءات توفير احتياجات شهر رمضان المعظم عاجلاً .
وأوضح الدكتور جراهام أن اللجنة قررت انشاء محكمة خاصة لمحاكمة مخربي الإقتصاد الوطني، خاصة فيما يتعلق بالتهرب الضريبي والتلاعب بالدولار وتهريب الذهب، بجانب تفعيل القوة المشتركة لمكافحة التهريب، ومراجعة منشور سياسات بنك السودان فيما يتعلق بحصائل الصادر ، بجانب إستكمال إجراءات قيام بورصة الذهب ، ومراجعة الرسوم على جرام الذهب.
يد من حديد
ويري المحلل السياسي د.فتح الرحمن أحمد ان
القررات المتتاليه للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو تؤكد إهتمام النائب بقضايا الناس ووضع حد لمعاناة المواطن السوداني الذي أصبح معاشه وقوت يومه رهينا للمضاربات بالسوق .وشدد فتح الرحمن علي ضرورة أن يضرب دقلو بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه مقاومة تلك القرارات ومخالفتها .داعيا النائب لضرورة المضي للأمام وعدم الالتفات لمن وصفهم بالمرجفين وأصحاب الأغراض مشيرا الي ان إصلاح الإقتصاد السوداني يحتاج لقرارات حاسمة تسهم في حدوث نهضة حقيقة للاقتصاد.
ثقة ومصداقية
ونجح دقلو في لقاء جمعه بمنتجي الذهب بالبلاد، في حضور وزير المالية جبريل إبراهيم .في إنتزاغ
تعهد من منتجي الذهب (شركات مخلفات ،شركات امتياز، معدنون تقليديون) بتوريد جميع إنتاجهم من المعدن إلى خزانة بنك السودان المركزي .مقابل التوصل إلى تفاهمات تم بموجبها حل جميع المشكلات التي تواجه عملية الإنتاج،
ولم ينسي دقلو القطاعات الحيوية بالبلاد خاصة مشروع الجزيرة حيث تبرع نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، ، الدفعة الأولى من تعهده بأسطول من السيارات لدعم مشروع الجزيرة.
مراكز القوة
ولا يختلف إثنين ان هناك مراكز قوة وجهات خفية تعمل علي مقاومة جهود الدولة في الإصلاح والتنمية وتحقيق النمو الشامل للاقتصاد، ولا شك بان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة تعمد ضرب تلك المجموعات بأن الدولة علي دراية تامة ما يجري تحت الجسر ..
وتوعد دقلو من أسماها “بالمافيا” التي تنشط في المضاربة بالدولار والذهب وتتكسب من عرق الشعب السوداني، بجانب المضاربين والمتهربين من دفع الضرائب وعوائد الصادر بمحاكمات رادعة، مشيرا لعدم كفاية القوانين الحالية في ردع المهربين. وقال إن الغرامات التي تفرض تساعد في زيادة وتيرة التهريب بدلاً عن وقفه، داعياً إلى تشديد العقوبة على مهربي الاقتصاد الوطني وملاحقتهم بلا هوادة، وزاد (المهربين هم أعداء السودان ).