الخرطوم : الوطن tv
مع اقتراب شهر رمضان الكريم ..تشهد الأسواق ارتفاعا كبيرا فى أسعار السلع الرئيسة التى تشكل مستلزمات اساسية لا غنى عنها لدى الاسر السودانية.
وكشفت جولة (الوطن tv) بسوق ام درمان عن قلة الاقبال من قبل المواطنين، وهو أمر ارجعه تجار ومواطنين إلى ارتفاع اسعار السلع وتأثير الوضع الاقتصادى.
وعزا بعض المختصين هذا الارتفاع إلى الزيادة الكبيرة في أسعار العملات الاجنبية مقابل الجنيه السوداني
وواشتكي عيسي حسين تجار توابل ” من ضعف الاقبال من قبل المواطنين بسبب ارتفاع اسعار غالبية السلع الضرورية لشهر رمضان”.
واضاف ” فى السابق كنا نبيع كميات كبيرة فى مثل هذه الايام من التوابل والبهارات والعصائر البلدية والمأكولات الشعبية، الا أن الوضع الان اختلف وتراجعت نسب البيع بسبب الغلاء وعدم توفر النقود، هناك ما يشبه الركود الاقتصادى”.
ويشتكى مرتادو السوق من ارتفاع الاسعار ويتهمون التجار بالجشع واستغلال موسم شهر رمضان ادراكا منهم بان تلك السلع تمثل مستلزمات رمضانية لا يمكن الاستغناء عنها وان ارتفع سعرها.
الامين عبد المطلب (موظف)، قال أن “الاسعار هذا العام مرتفعة جدا، ولا توجد رقابة حكومية على ممارسات التجار الذين يقومون بمضاعفة اسعار السلع”.
وأضاف ” المواطنون يجدوا انفسهم مضطرين لشراء مستلزمات رمضان كونها ضرورية، لا يمكن لاى بيت الاستغناء عن التوابل او البهارات او العصائر البلدية او السكر والزيت مثلا ، ويستغل التجار حاجتنا لهذه السلع”.
ودافع عيسي عن التجار ورفض وصفهم بالجشع او الاستغلال، ويقول ” لسنا السبب فى زيادة الاسعار ، معظم بضاعتنا مستوردة، وكما تعلمون ان الدولار يواصل الارتفاع امام الجنيه، وهذا هو السبب فى ارتفاع الاسعار”.
وطالب الدولة بالتدخل من خلال دعم السلع الاستهلاكية او اعفاءها من الرسوم والجمارك
ويقول يوسف المهدي (معلم) ، إنه اعتاد على شراء العديد من السلع التي يزداد الإقبال عليها في شهر رمضان ، لكن الزيادات غير المسبوقة في الأسعار دفعته إلى تقليص الكميات المشتراة إلى حد كبير.
إلى أن حالته المادية أفضل كثيراً من غيره، لاعتماده على مصادر دخل غير وظيفته الحكومية، ورغم ذلك فإن مستويات الأسعار أصبحت تثقل كاهل الكثير من الأسر، ما دفعها إلى العزوف عن شراء مستلزمات رمضان.
وقال المواطن سليمان فضل إن ارتفاع اسعار السلع الاساسية في تصاعد يومي، وان سعر السلعة اليوم يختلف عن الغد، مشيراً إلى ارتفاع أسعار اللحوم باختلاف انواعها الحمراء والبيضاء.
ودعا السلطات الى ضرورة تشديد الرقابة والمتابعة لضبط الاسعار واتخاذ قرارات صارمة بشأن احتكار التجار للسلع، كما دعا الحكومة الى تنشيط عمل الجمعيات والقنوات التعاونية لمحاربة اثار التجارة الحرة وجشع التجار والاحتكار.
الخبير الاقتصادي معتز الشيخ، قال إن انفلات الأسعار يرجع إلى تحكم بعض التجار في الأسواق، بينما تنعدم الرقابة، مضيفا أن ارتفاع الأسعار غير مرتبط بندرة السلع، خاصة أن الغلاء يبقى أيضا في المواسم التي تشهد وفرة في السلع.
لكن تجاراً يقولون إن الأسواق تشهد قلة في المعروض، الأمر الذي يدفع الأسعار للارتفاع، مقدرين زيادة الأسعار بنحو 300% منذ مطلع 2017.
ويشير محمد نور، أحد تجار سوق مدينة أم درمان ، إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن الشراء، ما أحدث ركوداً في الأسواق.
واشار الي أضرار للتجار، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى استيراد الكثير من السلع، بينما يشهد الدولار زيادة كبيرة أمام الجنيه السوداني.
وأدى شح الدولار وتضخم السوق السوداء للعملة الصعبة إلى زيادة كلفة المنتجات المصنعة في الخارج في بلد كثيف الاعتماد على الواردات.