بُشريات السلام

بقلم : يونس الفكي
لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي ظل يبزلها النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو فيما يتعلق بملف السلام الشامل في السودان وملف المصالحات الداخلية منذ انبلاج فجر التغيير في البلاد،وتوليه حقيبة وفد التفاوض من جانب حكومة الخرطوم وجلوسه على كابينة التفاوض كرئيس للوفد، فالرجل لم تلين له عزيمة ولم تفتر له إرداه في سبيل إنجاز هذا الملف الصعب الذي أعجز الكثيرين قبله، وظلت مساعيه متواصله وأستطاع بالحنكه والإراده تجاوز الكثير من العقبات في طريق السلام الشامل بالسودان خلال فترة قياسية مقارنه بالمفاوضات التي كانت تجري في عواصم مختلفة في فترة ما قبل التغيير وتستغرق زمناً طويلاً دون الخروج بنتائج تزكر.

نجاح قائد الدعم السريع في مخاطبة جزور الأزمة الحقيقة في السودان وإعترافه بالظلم التاريخي الذي وقع على بعض الأطراف ودعواته المتكررة لعقد مواثيق شرف ومصالحات وطنية يجمع عليها كل السودانيين ولا تستثني أحد جعلت اغلب السودانيين يؤمنون أن عهد السلام قد أشرق واخذت القناعات تسري في نفوس قادة الكفاح المسلح بأن أسباب حمل السلاح قد إنتهت وحان قطاف ثمار السلام وغير بعيد عنكم تصريحات الإشادة والإطراء التي إنهالت على حميدتي من قبل نظرائه في طاولة المفاوضات الذين أكدوا على انه الرجل الذي بإمكانه الأخذ بيد السودان من بؤرة الحرب الى فضاءات السلام.

أعتقد أن جوبا التي لملم حميدتي جرحاتها وأهدى فرقائها السلام قبل أشهر قليلة ستكون شاهده على إنهاء تاريخ طويل من الصراع إذا سارت الأمور على هذا النحو الطيب وبَعُد العملاء وأصحاب المصالح الشخصية عن تشويب مسيرة المفاوضات،وأقصد بأصحاب المصالح بعض أحزاب(قحت) التي ما إن رأت السلام مقبلاً حتى بدأت في التململ خوفاً على مصالحها التاريخية من الزوال لأن إستمرار الصراع تجاره تدر الكثير من الربح على جيوب العملاء لهذا ينبغي ترك الأمر برمته للمجلس السيادي لأنه من إختصاصه وأحد واجباته التي كفلتها له الوثيقة الدستورية فالسلام اذا تحقق هو إنجاز لكل السودانيين قبل أن يكون مفخرة للسيادي ووسام على صدر حميدتي.