تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة والسؤال أين الجيش الأبيض؟
بقلم : بابكرالقاسم
كانت البلاد كشجرة مخضرة ترمي الثمار وتمد الظل بل هي سلة مليئة بالخيرات تطعم أهلها وضيوفها من على ظهرها زرعاً وبساتين ومن باطنها ذهبا ومعادن أخري، تفجرالبترول عيونا روى ظمأ المايكنات والمحركات الثقيلة، والنيل الخالد يفيض ويسقي الزرع في ضفتيه والمشاريع المروية العملاقة، والجامعات والمدارس والكباري والسدود والطرق المعبدة هي نهضة بدأت في البلاد ومن ثم حدث التغيير بإرادة الشعب !،ومن منطلق البداية من حيث إنتهى الآخرون أين نحن اليوم؟
تدهور القطاع الصحي في عهد حكومة (قحت) الراكوبة المائلة في موسم الخريف ووباء كورونا تم الناقص،وما يشهده اليوم القطاع الصحي من ترد في الخدمات رغم الدعومات الخارجية ومساهمات أبناء السودان بالداخل والخارج لم يحصد المواطن ثمرته لاعلاجاً ولادواء ولارعاية ولاوقاية وكانت شماعة كورونا حاضرة وعبارة شكراً جيشنا الأبيض حاضرة كذلك كانت المعزوفة التي ترن على أذان الناس هي لظروف الطواريء الصحية في البلاد ستُقفل المستشفيات والمراكز إلى حين ويتم إستقبال الحالات الطارئة فقط عبر مراكز الطواريء أما الباردة فهي باردة أوالموت في عربة الإسعاف أو المنزل، وبالأمس وأمام دهشة الجميع أطل علينا وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح إن إغلاق المستفيات ليس لظروف الكورونا وإنما لشح الكادر الطبي ومضى في حديثه إن إغلاق المستشفيات العامة أو الخاصة بقرار من اللجنة وإنما أغلقت العيادات، وكان هناك توجيه بالتركيز علي الطواريء الصحية ، موضحا ان المستشفيات أغلقت بأسباب مختلفة أبرزها خلوها من الكوادر ولا توجد كوادر كافية بعد تعيين كوادر خلال 15 عاما وفضل بعض نواب الإختصاصين وهم غير موظفين بالوزارة فضلوا البقاء بمنازلهم وهم متعاقدون مع جهات غير الوزارة ،كاشفاً عن أن الكوادر الطبية بدأت في العودة تدريجيا وتعمل بطاقة متصاعدة بعد إتخاذ قرار من المالية بتوظيفها وتحمل وزارة الصحة دفع اموال التدريب لمجلس التخصصات الطبية.
وبالعودة لحديث السيد الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل محمد صالح فإن ماذكره بالجد أمر مدهش وتتبين من ثناياه إن سياسات الحكومة في وادي والشعب في وادٍ آخر وذلك من خلال مايفهم من السياق أن الناس قد شربوا فهم دواعي الإغلاق للجائحة ولكن الحقيقه هي ضعف وهشاشة المؤسسة الصحية في البلاد وتنكر الكوادر الصحية للشعب لتقديم خدمات صحية في ظروف أحوج مايكون للخدمة والرعاية فكيف للجيش الأبيض الذي تتباهى به حكومة الحرية والتغيير أن يختبيء وراء الغرف المنزلية ويترك المواطن في فوهة مدفع كورونا والأمراض الأخرى؟ ألا يمكننا القول بأن الجيش الأبيض لليوم الأسود؟ ويحضر في الذاكرة موقف الكوادر الطبية والصحية في ولاية وسط دارفور المجافي لطبيعة العمل الطبي والذي في الأصل هو عمل إنساني حيث دخلوا في إضراب مفتوح عن العمل وكأنهم أرادوا وقف الأكسجين من رئات المرضى في زمن الكورونا والملاريا والحميات الأخرى نعم توقفوا عن العمل ليس لشيء سوى نقص في الميز الأكل والشراب بسببه حدث الإضراب!
هنالك قضايا ومشكلات تواجه الكوادر الطبية في محيط العمل مثل الإعتداءات المتكررة عليهم ومسألة عدم التعيين وأخرى إتخذوها أسباباً لتولي الدبر في أوار المعركة مع الكورونا وأخرى، وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع قد وجه قواته بضرورة التنسيق مع القوات النظامية الأخرى للإنتشار الفوري والعاجل بجميع المستشفيات لحماية الكوادر الطبية أثناء تأديتهم لمهامهم في مداواة المرضى،وشدد النائب الأول في بيان له آنذاك على ضرورة وضع حد للإعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية ، وأكد أنه سيتبنى إثارة القضية في إجتماعات المجلس السيادي لإيجاد حلول جذرية للظاهرة لجهة أن حماية الكوادر الطبية تمثل واجبا وطنيا،
و أبدى أمله أن لاتؤثر الحادثة على المرضى في مدينة أمدرمان خاصة بعد تواتر الأبناء حول توقف العمل ببعض إجزاء المستشفي في ظل تفشي جائحة كورونا.
ويبقى السؤال قائماً أين الجيش الأبيض في اليوم الأسود؟