تقرير: الوطن tv
تواجه بعثة يونيتامس في السودان هجوماً شرساً في الآونة الأخيرة وهو إمتداد لهجوم ظل مستمراً منذ أن وطأت أقدام البعثة أرض السودان. وإزداد الهجوم على البعثة بعد طرح الآلية الثلاثية للحوار ورفض كثير من القوى السياسية المشاركة فيه بينما تحبذ دول مجاورة الحوار السوداني السوداني.
وفي لقاء مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أكد مستشار رئيس دولة جنوب السودان توت قلواك دعم جوبا للحل السوداني السوداني مشيراً إلى حرص الرئيس سلفاكير علي التنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي والإقليمي لحل القضية من داخل البيت السوداني دون تدخلات خارجية لتجاوز الأزمة الاقتصادية والسياسية بالسودان. وجدد توت حرص دولة الجنوب علي الجلوس مع كافة القوى السياسية السودانية دون إقصاء للوصول إلى حلول ترضي كافة الأطراف.
من جانبه أكد الناطق الرسمي بإسم حزب البعث السوداني محمد وداعة في تصريح صحفي أن موقف الحزب كان معارضاً منذ البداية لدور البعثة الأممية، والتي تم إستدعاءها بواسطة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك دون مشاورة ودون حتى إخطار (لحاضنته) من قوى إعلان الحرية والتغيير وقال محمد وداعة: (حذرنا وقتها من دور البعثة وإمكانية تدخلها في الشأن السوداني خارج إطار ما تم الإتفاق عليه على علاته).
وأشار محمد وداعة إلى أن اليونيتامس تقوم الآن بأدوار خطيرة منفردة ومجتمعة مع الإتحاد الأفريقي وممثل الإيقاد، وجاء إعلانها لبداية حوار غير مباشر مخالفآ لكل ما تم من تشاور مع أطراف الأزمة، لأن المتفق عليه كان إقتصار دور الآلية الثلاثية على تسهيل الحوار السودانى – السودانى عبر مائدة مستديرة دون تدخل أو إنحياز.
وقال وداعة: (إن ما حدث اليوم من إبتدار حوار غير مباشر بين أطراف العملية السياسية المنتظرة، وتقديم أجندة وإستفسارات وأسئلة للمجموعات التى تمت مقابلتها، يؤكد ما ذهبنا إليه مسبقآ من أن الآلية الثلاثية تجاوزت إطار مهمتها من تسهيل الحوار إلى إدارته وتحديد أطرافه والتحكم فى مخرجات الحوار قبل أن يبدأ.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن بعثة يونيتامس تواجه مرحلة حرجة في وجودها في السودان. فمع فشل مبادراتها في لم الشمل وتوحيد الفرقاء في السودان فإنها تواجه خطر إبعادها نهائياً من السودان في يونيو المقبل إذا لم يتم تجديد التفويض لها. وأشار الخبراء إلى عدم رضاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو عن أداء البعثة التي حادت عن مهامها الأساسية وتدخلت في الشأن الداخلي السوداني.
وأكد الخبراء أن بعثة يونيتامس تتحمل نتيجة أخطاءها وسياساتها في الإنحياز لطرف دون الآخر ومحاولاتها المستميتة لإدانة المكون العسكري وإستماعها لأصوات لا تريد الإستقرار للسودان ومن الطبيعي بعد كل هذه الإخفاقات أن يخرج الشارع السوداني للمطالبة بطرد البعثة. حيث شهدت الخرطوم عدد من المواكب التي توجهت صوب مباني الأمم المتحدة وطالبت بإبعاد البعثة ورئيسها فولكر بيريتس.
ونبه الخبراء إلى أنه مع ظهور البعثة الأممية في الساحة السياسية السودانية حدث إقسام سياسي كبير بين جميع المكونات وهو شرخ ظاهر لكل متابع للشأن السياسي. وقال الخبراء أن هذا التفكك يشير بوضوح إلى أن البعثة لا تقوم بمهامها خاصة وأن كثير من الكيانات التي تسعى للوفاق والحوار وجدت إقصاءً حتى من الدعوات لحوار الآلية الثلاثية وهو ما يفرض السؤال الكبير الذي يبحث عن إجابة شافية: (هل تسعى البعثة لحل الأزمة السياسية في السودان ولم شمل الفرقاء أم أنها تخطط لمزيد من التشتت والتشرذم والإنقسام)؟