ينتظر المراقب للشان السياسي السودانى ومن قبله المواطن المغلوب على امره ماتخرج به إجتماعات الإلية الثلاثية للحوار . فكان ان بدأت الآلية الثلاثية للحوار فى السودان ممثلة فى الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقى والهيئة الحكومية للتنمية( الإيقاد ) مشاوراتها مؤخرآ حول إدارة حوار يجمع بين القوى السياسية غير المتفقة على كلمة سواء والقوى المدنية( التى لايعجبهاالعجب ولا الصيام فى رجب ) فى محاولة منها لإستعادة الحكم المدنى وتجسير هوة الخلاف بين اطراف الصراع السباسي السودانى.
ينتظر المواطن هذه الآلية التى تفشل حينآ وتصيب أحيانآ فى التمهيد لحوار ناهيك عن إجراء حوار حقيقي بين الاطراف المتشاكسة.
يرى بعض المراقبين والمتشائمين من حالة تخبط الآلية الثلاثية فى إجراء الحوار ،حيث تتعالى اصوات تهكمية ساخرة بأن الآلية الثلاثية هذه تمثل وسيط هش وضعيف بين طرفين نزاع وكل دورها تهدئة الطرفين بان (يستهدوا بالله ويباركوا الموضوع) ويقدموا تنازلات تقود لحل الازمة..بينما يرى آخرون هذه الآلية تمثل مؤسسات جديرة بالإحترام وان القضية السودانية ليست بمعزل عن المحيط الافريقى ومايشابهها من حالاات فى دول سبقتنا بطرح قضاياها وإيجاد حلول مكنتها من العبور لبر الأمان ويتوقع من الآلية ان تقرب بين الأطراف المتشاكسة.
لن تقتصر مشكلة السودان الوطن فى إجراء حوار لا ادرى المقصود به حوار من أجل الحل أم حوار من اجل الحوار فقط؟. مشاكل السودان الوطن اكبر بكثير ياهؤلاء .
دعونا نعزز قيم الوطنية فينا .ليتنا نتبنى فكرة قبول الآخر . نصف الرأى عندى ونصفه الآخر عند أخى .مشاكل السودان حلها من داخل البيت السودانى ( القديم) بكل معانيه وتعريفاته .بيت كبير يسع الجميع .بيت تتنوع وتتباين فيه الديانات والثقافات فتجد المسلم والمسيحى داخل البيت الواحد. كذلك يضم البيت السودانى كل ابنائه رغم إختلافات الإيدلوجيات والإنتماءات السياسية . البيت السودانى بمكونيه المدنى والعسكرى . نعم العسكرى داخل معظم البيوت السودانية ،رغم ان الصراع يدور الآن حول إدارة الدولة مدنيآ ام عسكريآ؟ ،يجئ فى الانباء ان آلية الحوار الثلاثية ستبدأ حوارآ مع اللجنة العسكرية والتى يترأسها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو .
لا ينتهى الصراع حول مدنية او عسكرية الدولة ولكن يظل الهم واحد هو الوطن السودان .
نكرر دعوتنا ان الحوار وإن تعددت مسمياته خلال عقود مضت لكنه لم يفضى الى إتفاق طوال عهود سابقة .عليه ندعو الكل ان يتسامى فوق جراحه وان يضع الوطن فوق الهامات وان نصدق النوايا لاجل حل القضايا لنعيش فى سودان آمن مستقر نعتز فيه بهويتنا (السودانوية) وسمرتنا وتعدد لغاتنا ولهجاتنا فى رؤية واحدة وكلمة سواء تجمع بيننا.