حـــروف واقـــعــيـــة
?️ عـــمــر الـفـاروق عــــزيــب
⭕ “الصراع المسلح بدارفور” جُرح الوطن الغائر
منذ تأسيس الحركات المسلحة بإقليم دارفور في العام 2003م وبعد سنوات من الإقتتال والإحتراب والآف من الجرحى والقتلى والمشردين ، لم يطرأ اي تغيير في تفكيير او سلوك بعض حركات التمرد ، رغم إندلاع ثورة التغيير التي اطاحت بنظام الإنقاذ بعد ثلاثون عاما من جلوسه علي كرسي السلطة والحكم بالبلاد ، الثورة التي رفعت شعارات “الحرية والسلام والعدالة” . ومع ذلك ضربت هذه الحركات مطالب الثورة والثوار عرض الحائط وظلت كما العهد بها لم تجنح للسلم وبقيت علي موقفها الرافض الجلوس للتفاوض والتوقيع علي سلام يجنب البلاد ويلات الحرب وتمسكت بخيار العمل المسلح للوصول الي اهدافها السياسية .
لقد ظلت هذه الحركات تقاتل الحكومة السابقة وحكومة الفترة الإنتقالية لأكثر من 17 عاما ، بيد انها لم تحقق نصراً معلوما ، وفي ذات الوقت لم تتمكن السلطة الحاكمة من القضاء علي حركات التمرد ، بل ظلت الهجمات والإعتداءات تتكرر علي مناطق تواجد الجيش السوداني بمختلف مكوناته من قبل الحركات رغم الظروف والأزمات الحرجة بالبلاد ، واخر الأحداث الهجوم الغادر علي منطقة غرب جبل مرة بتاريخ 2 يونيو 2020م في إنتهاك واضح وصريح لوقف إطلاق النار الذي اعلنه الطرفان . مما جعل الجيش والدعم السريع يردان الصاع صاعين ويستردان مواقع بمنطقة كتروم .
الحركات المسلحة الرافضة للتفاوض والسلام إن كانت تظن ان السلاح وسيلة لتحقيق الأهداف والغايات ، يجب عليها مراجعة تفكيرها مرة اخري ، ولتعلم أن الصراع المسلح في ظل فترة حكم جديد جاء بعد ثورة شعبية كان السلام واحد من مطالبها الرئيسية لن يجدي نفعا ، وإنما يزيد من جرح الوطن الغائر ويضاعف من معاناته ، ولتدرك انها بطريقة او أخري سببا في معاناة دارفور وإنسانها وضعف التنمية بها وتخلفها عن ركب باقي الأقاليم ، السودان الخاسر الأكبر لان المتقاتلين هم ابناءه .