حــروف واقــعــيــة
?️ عــمــر الــفــاروق عــزيــب
⭕ سقط تجمع المهنيين يوم سلم ثورة الشعب للأحزاب
قبل العام 2018م لم يسمع معظم الشعب السوداني بـ “تجمع المهنيين”، وفي لمح البصر أصبح الاسم الأكثر بروزاً في الحياة السياسية السودانية والأكثر تداولاً في الوسائط الإعلامية المحلية والعالمية بعد أن قاد هذا الجسم “المتخفي” أضخم ثورة شعبية في تاريخ السودان ، والتي ازاحت اطول حكم في البلاد امتد لثلاثة عقود .
واكدت بعض المصادر ان نشأة تجمع المهنيين كان في العام 2012م عبر تكوين لجنة الأطباء المناهضة للجنة الأطباء “الرسمية” التي تديرها الحكومة ، ثم انضمت إليها لجان اخري مثل لجنة المعلمين ، المهندسين ، الصيارفة حتي اصبحت تجمع للمهنيين ولكنه ظل يدير نشاطه بشكل سرى .
واستمر العمل السرى حتى أكتوبر 2018، حين قرر تجمع المهنيين تقديم مذكرة لاتحاد العمال للمطالبة برفع أجور العاملين للحد الأدنى ، لتتوائم الأجور مع غلاء الأسعار جراء تفاقم الأزمة الإقتصادية . وعجزت السلطة الحاكمة انذاك من إيجاد حلول تكبح بها تدهور الإقتصاد وغلاء المعيشة ، ونفد صبر الشعب الذي خرج في مظاهرات إحتجاجية بعدد من ولايات . ومع تواصل المظاهرات برز تجمع المهنيين “تجمع النقابات المهنية” وكسب ثقة الشارع الذي فقد الثقة في الأحزاب السياسية ، واشتدت التظاهرات حتي تمكنت من الوصول للقيادة العامة للقوات المسلحة وإعتصمت امامها ، وحينما ايقن التجمع أن نظام البشير ذاهب لا محالة سلم قيادة الثورة للأحزاب السياسية ، التي تولت لاحقا ذمام السلطة بالبلاد .
بعد ان بلغ تجمع المهنيين غاياته وحقق اماله بدأت الصراعات تدب في اوساطه وانصرف عن اهدافه الرئيسة التي جاء من اجلها ، وبدى وكأنه جسم سياسي اكثر من انه جسم خدمي ، واقر اعضاء من التجمع ان بعض اجسام تجمع المهنيين تمثل واجهات حزبية محددة وهي سبب الخلافات والأخطاء التي حدثت .
سيطرة الاحزاب علي سكرتارية تجمع المهنيين عجلت بإنشقاق التجمع الي اثنين وكلكم رأيتم البيان الصادر علي الصفحة الرسمية لتجمع المهنيين السودانيين بالفيسبوك بتاريخ 5 يونيو حول إنتحال صفة التجمع والتهديد بمقاضاة من قاموا بنشر دعوة لمؤتمر صحفي في صفحة لجنة الأطباء المركزية ، والمفارقة التي اتضحت ان الجسم الجديد يقوده اعضاء بارزين في تجمع المهنيين ، خلاصة القول إنشقاق تجمع المهنيين هو سقوط فعلي للتجمع وهو الذي سقط يوم سلم ثورة الشعب للأحزاب ، وسقط يوم ان علم الشعب بحقيقة ان التجمع ما هو إلا اجسام حزبية بشهادة الاصم ، وسقط يوم ان اكد تأييده لفصل الدين عن الدولة وانحرافه عن مساره .