المبتعثين للدراسة في الخارج مابين مطرقة الإهمال وسندان الظروف
بقلم : بابكرالقاسم
حالهم كعامة أهل البلاد الذين أرهقهم سوء الحال وعلى وجوههم تبدو تراسيم الوضع البائس!، وهؤلاء المبتعثين للدراسة في الخارج ليسوا من كوكب آخر أو من بلد آخر، وإنما سودانيون هم منا ونحن منهم ،ضاقت بهم السبل فقفزوا من ظهر الواقع المر، أو أُتِيحت لهم فرص فإنتهزوها لعلهم يرتشفون منها علماً يستبينوا به ما إنبهم فوق الذي كشفه لهم الزمان عن إهمال راعيهم في ظروف تتطلب الإهتمام والمتابعة لحل مشاكلهم والوقوف إلى جانبهم في الزمن الملتهب والذي تطفو فقاقيعه من سطح المشهد.
ونقلا عن باج نيوز كشفت أستاذة جامعية مبتعثة بإحدى الدول الأوروبية لنيل درجة الدكتوراة إن عدد من زملائها ضاق بهم الحال لدرجة أنهم باعوا جزء من نخاعهم الشوكي من أجل البقاء على قيد الحياة ومواصلة الدراسة وشكا عدد من أساتذة جامعات مبتعثين سودانيين من عدم إرسال الجامعات ووزارة التعليم العالي لمصاريفهم وتكاليف إعاشتهم بتلك الدول،وفي غضون ذلك ضجت الأسافير بخبر عن إرسال وزارة التعليم العالي “الحكومة”مبلغ ٩٠٠دولار لعريس وزوجته عالقين بماليزيا ووصف بعضهم أن وزارة التعليم العالي لم تعرالأساتذة العالقين في الدول الأوروبية أي إهتمام رغم الظروف المالية والصحية التي يمرون بها في المنافي، ففي الرابع من يونيو الجاري أرسلت سفارة السودان ببرلين خطاباً لمدير إدارة التعاون الثقافي تستعجل فيه الجهات ذات الصلة لدفع علاوات المبتعثين التي لم تدفع منذ مارس الماضي وأورد الخطاب إن عدداً من المبتعثين مهددين في معاشهم ومقابلة مصروفاتهم وذكر في الخطاب إن وزارة التعليم العالي طلبت من السفارة السودانية القيام بواجباتها تجاه المبتعثين إلا أنها لاتملك مالاً.
هل كانت الدولة فعلاً عاجزة أم مقصرة؟ أين المسؤولية تجاه رعاياها، تجاهُل المبتعثين للدراسة في الخارج من قبل الحكومة يجعلهم مابين مطرقة الإهمال وسندان الظروف الصحية في ظل جائحة كورونا فكيف لحكومة أن تحمل مسؤوية كبيرة مثل هذه لسفارة ولسان حالها يقول: فاقد الشيء لايعطيه!؟