بقلم: صباحي تربو
تحدثت سابقاً في ذاكرة الرحل بأن هناك صورة وعرة واتجاهاتها متشابكة، وجهها ملون بالكثير من الكدمات والشقوق بفعل الظروف القاسية التي مرّ بها انسان الرحل، منذ رسم حدود الدولة، من فقر وظلم و مجاعة وحروب عبثية ونزاعات تضغضع الصراع والتمايز الطبقي للفئات الاجتماعية، رغم كل هذا الخراب ما زالوا آملين بغدٍ أفضل، وعيش مُحترم!
بالنسبة لتعليم الرُحّل : أن تعليم الرحل يمر بمنعطفات كبيرة تحتاج لإيجاد حلول علمية، وإن لم نجدها ستكون هنالك مشكلات و معوقات يصعب التعامل معها مستقبلاً مما يؤدي إلى تراكم نسبة الأمية والجهل.
فقد يُصنف حالياً الرُحل في مجال التعليم والتنمية ضمن الشرائح الأقل حظاً، لم تلتزم اي من الحكومات المتعاقبة لتوفير تعليم اساسي بما إن التعليم إرث حضاري وفريضة وواجب على كل فرد، و مسؤلية الدولة توفير فرص التعليم لكل الفئات الاجتماعية بالتساوي.
فتعليم الرُحّل يمكنهم من الإنصهار داخل محيط المجتمع مما يرفع حصيلة الوعي، وفتح آفاق جديدة لإدارة وتنمية الثروات الحيوانية وزيادة الإنتاجية ورفع الدخل القومي للدولة.
نظام التعليم ينقسم إلى :
1-المدرسة المُتنقلة: ونظام الدراسة فيها عبارة عن 4 فصول فقط، وتعمل بواسطة مُدرس واحد، يُدرس فيها منهج وزارة التربية والتعليم.
*البيئة التعليمية: تفتح المدرسة المتنقلة في المراحيل، وأماكن تجمعات الرُحّل، لا يقل عدد تلاميذ الفصل من 15 طالب ولا يزيد من 30، يتم تدريس كل الفصول، بل كل المدرسة بواسطة استاذ واحد فقط ولا يوجد لديهم توقيت دراسي مُحدد، وإنما يُحدد وفق ظروف الترّحل.
2- مدرسة الرحل المركزية: وهي مدرسة تعليم اساسي وتتكون من مباني ثابتةوالهدف منها تجميع أبناء الرُحّل في منطقة معينة.
ضرورة توفير كوادر لتطوير تعليم الرحل: هنالك ضرورة ملحة لوجود أساتذة يجب تغطيتها عبر الاستفادة من الفاعلين المتعلمين من شباب المناطق الطرفية التي لا تنفصل عن شريحة الرحل.
فالعلم يجب أن يكون له القدوة الحسنة، وله دور رسالي مهم، فهو الذي يقود حركة التغيير في مجتمع الرحل، ويحتاج لوضع حد من الاعتبار، وذلك لضمان بقاءه من أجل استدامة العملية التعليمية لشريحة الرحل.
المعلم في مراحل التعليم العام في المدن، والمناطق المستقرة له قضايا، ودور متعدد بالتأهيل، والتدريب، الترقيات، الأجور التنقلات، إلا أن المعلم في مناطق الرحل له قضايا أكثر تعدداً، وتتطلب معالجات، لأن معلم الرحل يتحمل عبئاً كبيراً ويقوم بمهام كثيرة ومتنوعة لقلة عدد المعلمين والمعلمات.ذلك لأن الحياة في مجتمعات الرحل تتميز بخصوصية واضحة في وصفها الاجتماعي، المادي، الثقافي، وفي لحظة طرق التفكير تتميز مجتمعات الرحل بشيء من العزلة، أدت إلى تشكيل عيشهم، فقد تواضعوا على بعض قواعد السلوك، والضبط، لتشكيل نمط اجتماعي متميز فرضته ظروف حياة البداوة.
لذلك يجب على المتطوعين من معلمين الرحل، ان تكون مهمتهم ليست تلقيناً للمعلومات، بل دورهم الأكبر أن يقودوا عملية التغيير لهذه الشريحة المنسية من العدالة الاجتماعية.
هذا تسليط ضوء على جزء من مشاكل واقع عملية التعليم لهذه الشريحة، لاحقاً نكتب عن المعالجة المنهجية لإصلاح مشاكل تعليم الرُحّل.
أخيراً :نفتح مدارس جدشأن كلنا نتعلمنتعالج بالمجانما هو العلاج دا الهمنتلاقي دون تمييزنرقص بأحلي نغمسوداني …سوداني