تقرير: الوطن tv
صوبت عدد من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير إتهامات للحزب الشيوعي بتأجيج الخلافات بين قحت ولجان المقاومة وطالت الإتهامات المتبادلة فضح بعض المواقف للحرية والتغيير التي إتخذتها بصورة مغايرة لما تتحدث عنه، وهو الأمر الذي إعتبرته لجان المقاومة (غش وخداع وتنصل) عن مبادئ الثورة وقالت الحرية والتغيير على لسان بعض قياداتها إن الشيوعي يريد السيطرة على لجان المقاومة، ويسعى لإبعاد بقية المكونات عن اللجان التي يعتبرونها مؤثرة بوجودها في الشارع، في محاولة منه لإستعادة أمجاد غابرة يحاول التذكير بها، ليثبت أحقيته في تبني النضال الثوري والإستفادة القصوى من فترة ما بعد ثورة ديسمبر.
وقال الكاتب أكرم عبد الوهاب في مقال نشرته صحيفة الهدف ذات الصلة الوثيقة بإعلام حزب البعث، أن الحزب الشيوعي صار معول هدم للإنتقال الديمقراطي بقيادته لحملات مصطنعة وموجهة بغرض تعميق الخلاف والإختلاف بين الثوار ومكونات الثورة. وأكد أكرم أن حملة التخوين للمناضلين ورموز الثورة السودانية بدأها الحزب الشيوعي الذي سعى أيضاً إلى أضعاف قوى الثورة وشيطنة الأحزاب السياسية والصراع داخل مكوناتها، مثل تجمع المهنيين ولجان المقاومة واللجان التسييرية. ونبه أكرم إلى أن خطاب الحزب الشيوعي، أصبح (تخوين وشيطنة) لقوى الثورة، وهدم لأي خطوة في إتجاه الوحدة بصورة مباشرة أو عبر واجهاته.
من جانبه كتب مهادن الزعيم في مقال نشرته أيضاً صحيفة الهدف على الفيسبوك، أن الخلافات تطورت إلى صراع شرس بين مكونات لجان المقاومة نفسها. مشيراً إلى أن الصراع الآن بين لجان المقاومة، ضد الأجسام الثورية الأخرى مثل (غاضبون وحاسمون ومقاومون ومشتبكون وكتل ثورية وحرس ثوري)، الذين يعتقدون أنهم يسيطرون على الشارع، وبقية اللجان غير فاعلة ويجب حلها. وأضاف مهادن: إذا إستمر الوضع بهذه الوتيرة فمن المؤكد أنه سيكون لدينا في الشارع لجان مقاومة (أ) ولجان مقاومة (ب) ومجموعات ثورية متخصصة في (الغنجات).
وقال الخبير والمحلل السياسي عصام حسن أن بعض القوى المدنية لم تفلح في شيئ سوى الخلافات والمؤامرات. وأشار عصام إلى أن تفكك كيان الحرية والتغيير، وهشاشة تكوين الحزب الشيوعي وعدد من الأحزاب يؤكد أن القوى المدنية لا زالت بعيدة عن التوافق، وأن إنتظارها فيه هدر للوقت وضياع لمستقبل السودان. وقال عصام: (هناك جهات أبدت رغبتها بوطنية خالصة في توظيف طاقات هؤلاء الشباب لأجل سودان المستقبل بعيداً عن خطاب الكراهية والتقليل من بقية المكونات ولا زالت الخيارات أمامهم، إما البقاء في أحضان الحزب الشيوعي والتوهان في دوامة الفشل، وإما العمل الجاد لبناء مستقبل مشرق).
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن الصراع بين قوى الثورة، صار واضحاً في فشل المواكب التي خرجت في الفترة الماضية، إلى جانب فشل خطة الإعتصام والعصيان، وهو ما يشير بوضوح إلى أن هناك جهة ما صارت تعمل على تفكيك مراكز القوى داخل هذه الكيانات، وتبث روح الفرقة والشتات بين قوى إعلان الحرية والتغيير للإنفراد بالقرار. وقال الخبراء أن الشيوعي يشعر قادته بأن الزمن تجاوزهم وصاروا منبوذين بسبب مواقفهم المناهضة لأي تيار آخر من قوى الثورة، لذلك يعادون كيانات بعينها ويؤججون الخلافات بين فئة وأخرى، حتى لا يجلسوا على مقاعد المتفرجين ويطويهم النسيان.