أعربت قوى الحرية والتغيير عن بالغ أسفها لفقدانها السلطة التنفيذية والتشريعية في حكومة حمدوك الثانية وبلغت أسفها مرحلة البكاء على اللبن المسكوب بقولها فقدنا السلطة التي كانت بين أيدينا وتعاطف الشارع السوداني ولجان المقاومة والفاعلين وأصحاب المصلحة، والثقة لدى الجمهور بسبب انشغالها بالمحاصصات الحزبية والانكفاء الذاتي، فكيف نعود لها في مستقبلا الأيام القادمات؟.
وكشفت قوى الحرية والتغيير بانها واجهت العديد من العقبات والتحديات خلال الفترة الإنتقالية ليست من قبل المكون العسكري فقط ، ولكن من الذين تضررت مصالحهم من حلفاءنا داخل منظمومة “قحت” ومن أجل حماية مصالحهم عملوا حملات إعلامية ضدنا لتشوية صورتنا أمام الرأى العام المحلي والأقليمي والدولي بالرغم من اعترافنا بالقصور في دولاب العمل الحكومي .
ويرى الخبير الاستراتيجي محمد النور ان ورشة تقييم الفترة لإنتقالية لقوى الحرية والتغيير ما هي الا جلسة مؤانسة لبعض قيادات الحرية التي انقطعت بهم السبل لجمع شتاتهم، داخل غرف مغلقة وغسل سوآتها من الضغائن والبحث عن شماعة لتعليق فشلها، والظهور بأنها حريصة على مكتسبات الثورة، لكن سخرية المشهد حملت أخطائها لأطراف العملية السلمية الموقعة لإتفاق جوبا لسلام السودان، والمكون العسكري كقنطرة للعودة إلى السلطة مجدداً بلا حياء أوخجل.
ويعتقد فقهاء القانون ان قوى الحرية والتغيير ساهمت في نشر خطاب الكراهية والتمييز العنصرى وعززت خلال مشاركتها في السلطة التمثيل الجهوي الأمر الذي أدى إلى صراع في كسلا والبحر الأحمر بين البجا والنوبة وفي غرب دارفور بين العرب والمساليت، حيث وقعت في فخ التمثيل الأثني والقبلي لحكام الولاية أو ٤الأقاليم فجاء التمثيل النوعي ضعيفاً وعجزت عن تمثيل الشباب والمرأة بنسبة 20%.
ودعا الخبراء لجان المقاومة وأصحاب المصحلة بقتح بلاغات تجاه منسوبي قوى الحرية والتغيير الذين اعترفوا بالأخطاء الجسيمة في حق الشعب السوداني وتسببوا في إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة وتقديمهم إلى محاكمات عادلة أمام الجمهور، فهل تكفي التحلل من المسؤولية بالاعتذار بعد ضياع أرواح شباب الثورة في معركة بدون معترك ؟
وناشد الخبراء لجان المقاومة وشباب الثورة باستبعاد كافة مكونات قوى الحرية والتغيير من المشهد السياسي الآن وان تتقدم الصفوف الأمامية لحمل رأية التغيير بعيدا من أدبيات الحزب الشيوعي والحزب البعثي والناصري والمؤتمر السوداني وتيارات الحزب الاتحاد والاصطفاف حول السودان أولاً والجلوس مع القوى الوطنية الحيّة للوصول إلى توافق سياسي للخروج من الأزمة الحالية .
وأجمع الخبراء ان التقييم الحقيقي لقوى الحرية والتغيير خلال ثلاث سنوات الحكم بأنها لا تعرف غير الانتهازية والهرولة نحو السلطة بإي ثمن حتى إذا أدى ذلك إلى التعاون مع المخابرات الأقليمية والدولية ضد مستقبل أجيال السودان فمن يبيع نفسه بحفنة من الدولارات، لا أمانة له وان اغتسلت بماء البحر الأحمر من دنس المؤامرة واعترفت بأنها أخطئت، فيجب لها ان تترجل وتفسح المجال للآخرين فحواء السودان ما زالت تلد البنين والبنات
يكشف المراقبون لورشة تقييم الفترة الإنتقالية التي نظمتها صحيفة الديمقراطي ان قيادات قوى الحرية والتغيير كانت تتفاخر بانها جاءت بأدب بثقافة الاعتذار وتقييم تجربتها بالرغم من انها واجهت متاريس من شركاء الأمس اعداء اليوم ، لكن المراقب يستنتج من كلمات ومداخلات المشاركون في الورشة ان قوى الحرية والتغيير لم تستفد من تجربتها وما زالت تمارس إقصاء الآخر وتسعى لإحتواء لجان المقاومة بصورة تكتيكية ومواصلة في تصفية الحسابات ضد بعضها البعض بسبب التنافس السياسي والمصالح الذاتية، فهل فهمت “قحت” الدروس المستفادة من الأمس ؟ وكيف تعود إلى السلطة ووجهها ملطخ بدماء الشهداء؟ وهل لديها رؤية وبرنامج واضح لإقناع الشعب السوداني ؟