الخرطوم : الوطن tv
لم يجد فضل السيد عبدالمولي ” مزارع ” حلا سواء الاستدانة بالفائدة من احد تجار المنطقة ليتمكن من حرث أرضه للحاق بالموسم الصيفي ولم يخف فضل السيد حسرته وهو يقلب يديه مع بداية موسم الزراعة المطرية دون أن يحصل على التمويل البنك الزراعي لتجهيز أرضه إيذاناً بانطلاق صافرة الموسم، خاصه و إن شهر يوليو يمثل البداية الفعلية لزراعة المحاصيل، ولكن هذا العام، يواجه عبدالمولي أكبر تحدٍ، لعدم تمكنه من تجهيز الأرض ويضيف: «الأمطار بدأت في الهطول ومعلوم أن موسم الأمطار محكوم بمواقيت محددة، إذا لم يتمكن المزارع من التجهيز مبكراً يمكن أن يخرج عن دائرة الإنتاج»، ويقول: «نحن كمزارعين نتحمل كل تكاليف مدخلات الإنتاج الزراعي من وقود وقطع غيار ومبيدات وغيرها، ورغم ذلك الدولة عجزت عن توفير ما يليها، فيما يتعلق الوقود والتمويل المصرفي، في الوقت الذي يستنفر فيه العالم إمكانياته لمواجهة موجات الجوع المتوقعة».
تحذيرات بالفشل
وحذر نائب رئيس تجمع مزارعي القطاع المطري في السودان غريق كمبال من فشل الموسم الزراعي للعام 2022 – 2023م لعدد من الإشكالات التي تواجه العمل الزراعي، مشيرًا إلى أن المزارعين في وضع لا يحسدون عليه، وحمل بنك السودان المركزي مسؤولية قبض السيولة ومنع البنوك التجارية من تمويل الزراعة من احتياطيها والتي تصل إلى نسبة 22%.
وقال غريق إن إدارة البنك المركزي تحافظ على سعر الدولار بدلًا من تمويل الموسم، وتوقع أزمة حقيقية وفشلًا ذريعًا حال لم يتم فك السيولة وشدد على تقييد البنك المركزي للبنوك في شأن التمويل، لافتًا لضعف رأسمال البنك الزراعي البالغ 2 مليون دولار وقال طالبنا برفع رأس المال ودعم البنك لتقديم تمويل معقول وشكا من ارتفاع أسعار الوقود في الولايات حيث وصل سعر برميل الجاز إلى 165 ألف جنيه ودمغ وثيقة التأمين الزراعي بأنها جبائية ووثيقة إذعان ويدفع لها حوالي 5 مليارات و571 مليون جنيه سنويًا دون فائدة، وأعلن رفضهم للتأمين بصورة قاطعة.
وشكا عضو تجمع مزارعي القطاع المطري موسى عبد الرحيم من عدم توفر سياسات تمويلية واضحة من الدولة تجاه القطاع الزراعي مما تسبب في إعسار عدد كبير من المزارعين، وأكد عدم التحضير للموسم الزراعي حتى الآن، مقرًا بعدم توفر الأسمدة والتقاوي ومدخلات الإنتاج، مطالبًا البنك الزراعي بانتهاج سياسة تمويلية واضحة، مناشدًا البنوك التجارية بتمويل الموسم الزراعي الصيفي
- بداية خجولة
وبعد مرور أكثر من شهر علي بداية الموسم
أعلن قطاع الجزيرة بالبنك الزراعي عن رصد مليار جنيه للتمويل الزراعي للربع الثالث من الموسم الحالي .
الأستاذ ذو الكفل أحمد الأمين مدير قطاع الجزيرة بالبنك الزراعي أكد إنطلاق عمليات التمويل بكل فروع البنك علي مستوي محليات ولاية الجزيرة وأشار الي إكتمال تمويل 2 ألف مزارع من جمل 4 ألاف تقدموا للتمويل الي جانب توفير إحتياجات العروة الصيفية بمخازن البنك واضاف تم توفير 175 ألف جوال سماد يوريا .
وأشار لتمويل القطاع المطري بولايات شرق السودان حيث بدأ تمويل الذرة والجازولين وذلك في اطار سياسة البنك الرامية لتحقيق الأمن الغذائي .
وقال ذو الكفل أن البنك إلتزم بالتمويل حسب المساحة وناشد الدولة بزيادة حجم التمويل حتي يتمكن البنك من الإيفاء بإلتزاماته تجاه المزارعين
*إقرار وزاري
وكيل وزارة الزراعة والغابات عبدالمجيد محمد الطيب، اقر بضعف المساحات المزروعة لهذا الموسم، وعزا ذلك لعدم توفير الجازولين ، واشار الي أن نسبة الزراعة التى تحققت فى الولايات تقدر بحوالي 10% فقط بدلا عن 50% ، وأكد أن تأخير التمويل أدي إلى نقص فى المساحة المستهدفة بنسبة 30% إشار الي عدم وجود سياسات واضحة مستمرة ملزمة لكل الأطراف، بجانب ضعف البنية التحتية للقطاع الزراعى ممثلة فى الطرق والكهرباء والمخازن وماكينات الرى ، وقال عبدالمجيد أن المساحة الكلية المستهدفة للموسم الصيفى بالقطاعين المطرى والمروي تبلغ 57 مليون فدان، تستهدف زراعة محاصيل (الذرة، السمسم، القطن، الفول السودانى، الدخن، عباد الشمس، الكركدى، حب البطيخ ) مشيرا لوجود خطة من البنك الزراعى لتحديد احتياجات المدخلات ليتم تنفيذها عبر القطاع الخاص
، مؤكدا على استمرار التعاون مع وزارات الزراعة بالولايات ، واقر بأن المستوى العالى لارتفاع الاسعار هو التحدى الذي يواجه نجاح هذا الموسم ، واكد ضعف تغطية التمويل من البنك الزراعى، إضافة إلى ضعف التمويل لصغار المزارعين . وكشف عن كمية
الجازولين المخصص للموسم الصيفى تساوى 500 الف طن مترى لتغطى مساحة 57 مليون فدان ، مطالبا وزارة الطاقة بزيادة هذه الكمية ، مؤكدا وجود مشكلة تواجه التسويق، قال المزارع يبيع بأقل من التكلفة .
*تحديات موسمية
المدير العام للانتاج الزراعى بوزارة الزراعة والغابات د. فاطمة يوسف الامين، استعرضت المشكلات التى تواجه الموسم الصيفى، وقالت لم نستطيع توصيل الجازولين لبعض الولايات بسبب المشاكل ، وأكدت ان
وزارة المالية تقدم دعم مباشر لدعم التقاوى التى تم توزيعها بمناطق الهشاشة فى ولايات كردفان وشمال دارفور إضافة إلى ولايات اخري، كاشفة عن ضعف الميزانية لشراء التقاوى، قالت كانت تصل شبه مجانية وحاليا واجهتنا مشكلة الترحيل إضافة إلى توقيت توزيع التقاوى، مؤكدا على أن التقاوى كانت تغطى حوالى 10% وحاليا تغطى حوالة 0.1% من المساحات، وقالت ان التأخير قد يقلل من الانتاجية إلى 30% .
وكشفت عن عزوف المزارعين عن زراعة القطن فى الموسم 2020م الذ تمت فيه زراعة 39 الف فدان من جملة 50 الف فدان وان وزارة المالية مولت 10% من جملة المساحة البالغة 50 الف فدان بالمشاريع المروية .
وبالنسبة للتسويق واشارت فاطمة الي ان مؤسسة القطن كانت تسوق للمزارعين وحاليا المزارع اصبح يسوق عبر الشركات .
وكشفت عن المساحة التى زرعت فى هذا الموسم فى القطاع المروى حسب التقارير التى صدرت فى الشهر الجارى حيث تمت زراعة مساحة 103 الف فدان قطن من جملة المساحة المستهدفة 350 الف فدان، وتوقعت زراعة مساحات إضافية من القطن حتى نهاية شهر أغسطس الجارى، وبالنسبة لمحصول الذرة أكدت زراعة مساحة 161 الف فدان من جملة المساحة المقترحة البالغة 450 الف فدان، وأضافت لا اتوقع ان تكون هناك زيادة فى المساحة بالنسبة للذرة، مشيرة إلى زراعة مساحة 83 الف فدان فول سوداني من جملة المساحة المستهدفة البالغة 300 الف فدان .
وبالنسبة للقطاع المطرى أكدت ان المسوحات التى تمت فى الشهر الحالى ان نسبة الزراعة بالولايات حوالى 15% فقط .