مايحدث هذه الأيام في منطقة سوق ليبيا التجارية بمحلية أم بدة أمرٌ يثير أكثر من سؤال ويضع أكثر من علامة تعجب أمام القرارات الجائرة والغريبة التي تنفذها السلطات الإدارية بسوق ليبيا ..وحجتها غير المقبولة أنها تريد تنظيم السوق ومعالجة الاختلالات التي نجمت عن تجاوزات قام ويقوم بها كثيرون من التجار بالسوق .. وهم ممايؤسف له الحلقة الضعيفة في الكارثة الحالية .
من غرائب وعجائب منطقة سوق ليبيا أن السلطات الإدارية التي تقف عاجزة عن إزالة مظاهر الفوضي التي أغلقت المدخل الرئيسي لسوق ليبيا والذي تحول إلي مرتع آسن لفرش وبيع كل مايطلبه المشترون ، سلطات المحلية التي عجزت عن فتح هذا الطريق الرئيسي للسوق تقوم وبطريقة غير مقبولة بتكسير ودهس مواقع ومساحات تم تشييدها في وقتٍ سابق بعلم ومعرفة وموافقة ذات السلطات التي تقوم الآن بحملة تكسير وتشريد سيتضرر منها أكثر من3000 مواطن ظلوا منتظمين في دفع الرسوم المقررة عليهم وفي ذات الوقت يتحملون تبعات عبء نقص الخدمات التي تسجل المحلية غياباً تاماً في توفيرها وفي مقدمتها خدمات الكهرباء والمياه ..من يصدق أن بعضاً من تجار سوق ليبيا يجلبون المياه عن طريق عربات الكارو ؟!مايحدث في سوق ليبيا سيقود إلي كارثة تتجاوز تقديرات سلطات المحلية التي تهدم بالجرافات ما وافقت علي بنائه قبل سنوات طائعة مختارة ..
لايمكن أن يقف والي الخرطوم المكلف متفرجاً علي مايحدث في سوق ليبيا وهو الخبير والعارف بدهاليز هذا السوق منذ سنوات ..وحتي لا تتجاوز أزمة سوق ليبيا مساحة هذه المنطقة وتتحول إلي مشكلة جديدة من مشاكل العاصمة السودانية الخرطوم المرهقة بتعقيداتها الأمنية والسياسية.. حتي لاتأخذ هذه المشكلة أبعاداً أخري ، يحتاج والي الخرطوم المكلف إلي مراجعة طريقة تعامل موظفيه وعماله مع التجار وأصحاب المحلات التجارية هناك ..إنها قضية يمكن حلها بالحوار والتفاهم لا بهدم وتكسير المباني بالجرافات والالات الثقيلة !!