تقرير : الوطن tv
تجددت الخلافات القديمة بين كواهل الحزب الشيوعي وحزب الامة القومي على خلفية الصراعات والابعاد التاريخية منذ مجاذر الجزيرة ابا والتي ألقت بظلالها احقاد دفينة في نفوس البعض من قيادات حزب الامة القومي وخاصة جماعة الانصار الذين يعتبرون خلافهم مع الشيوعي خلاف فكري لا مجادلة فيه, ولكن هذه المرة نلاحظ ان الصراع يبدو مختلفاً ولا يمكن تناول أسبابه بعيدا عن الصراع الداخلي لحزب الامة نفسه والذي تجلى مؤخراً في تضارب التصريحات والمواقف بين رئيس حزب الأمة المكلف اللواء فضل الله برمة والقيادة الشبابية الوسيطى بزعامة مريم الصادق.
*تحركات مريم *
ويرى الخبير والمحلل السياسي احمد قاسم البدوي ان تحركات مريم الصادق الاخيرة ولقاءاتها مع ناشطات التيارات اليسارية من الحزب الشيوعي والجمهوري قد تقود الي انقسام داخل حزب الامة بقيادة فضل الله برمة الذي عادة ما يميل الي التحالفات العقائدية الاسلامية, وذلك في ظل مناداة بعض من شباب وطلاب حزب الامة بالتقرب نحو الفكر اليساري بقيادة مريم الصادق .
غياب الامام
ويضيف البدوي أن غياب الامام الصادق عن الحزب ترك فراغاً كبيراً إلا ان هذا الفراغ أتسعت هوته الآن وبرز الى السطح ليكشف ماكان يدور في الخفاء من صراع, وبالتالي فما يجب قوله ان كل هذه الخلافات والتضارب في المواقف سواءا من موقف الحزب من حركة ٢٥ اكتوبر ونهاية بالخلاف مع الحزب الشيوعي هي في مجملها أحداث يمكن تفسيره في أن الحزب ظل يشهد منذ فترة طويلة صراع فكري وسط قيادته و كوادره الشابة متمثل في الهوة مابين التراث والتجديد فكثير من قيادات الحزب الشابه كانت الاقرب الى التيار اليساري وترى ان الارث التاريخي لحزب الأمة ارث تقليدي لا يستجيب للمتغيرات السياسية الراهنة واصحاب هذه النظرية هم الآن الاقرب الى فكر الحزب الشيوعي وقال انهم تربطهم علاقات تواصل قوية مع الكوادر الشيوعية.
تمترس فكري
وفيما يتعلق بخلافات الشيوعي والامة قال البدوي انها خلافات جذب بين من يريدون دفع عجلة الحزب يسارا وبين من يتمترسون في ماضي الحزب العريق الذي هو اقرب لليمين وبالطبع الحزب الشيوعي من جانبه من مصلحته دعم الاصوات الاقرب اليه والتي تريد دفع الحزب بإتجاه اليسار .
تناقض تصريحات
القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف ، قال في تصريحات صحفية إن الحزب بصدد عقد لقاء مع حزب الأمة للتشاور حول الأزمة السياسية , الامر الذي اكده ورحب به رئيس حزب الأمة المكلف اللواء فضل الله برمة ودعا لاجتماع عاجل لمناقشة حال الوطن والوصول إلى رؤية مشتركة، ولكن اعقب ذلك تصريح للواء برمة لقناة العربية قال فيه ان الحزب لم ولن يجلس مع قيادات الشيوعي منا يؤكد تجزر الخلافات داخل حزب الامة واختلاف قياداته على رؤية موحدة لبرامج واطروحات الحزب.
إنعدام ثقة
رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر في حوار لصحيفة (اليوم التالي) اشار الي انعدام الثقة من جانب الحزب الشيوعي رداً على طلب الاخير بخطاب مكتوب للجلوس مع حزب الامة وقال ان اي عمل تُفقد فيه الثقة لن يؤدي إلى نتائج” وهذا يشير الي نية حزب الامة في عدم الجلوس مع الحزب الشيوعي.
إحتقان وتذمر
مطالبة الحزب الشيوعي بان يقدم حزب الامة طلباً مكتوباً يحدد في أجندة الاجتماع حال أراد الجلوس مع الحزب خلف ردود افعال واسعة وسط قيادات حزب الامة خاصة قطاعات الشباب والطلاب الذين هاجمموا الحزب الشيوعي في مواقع التواصل الاجتماعي وقالو الشيوعي حزب آحادي لايجيد العمل الجامعي مستدلين بالعديد من التحالفات التي فشلت وشارك فيها الحزب الشيوعي .
اخيراً..
هل ستشهد الايام المقبلة مزيداً من التوتر في علاقة الحزبين الشيوعي والامة في ظل حالة الانقسام والتشظي داخل مؤسسات الحزبين ام ستكون للعلاقات الشخصية لبرمة مع صدقي كبلو
وصديق يوسف رأي آخر, وما دور مريم الصادق وحلفها الشبابي اليساري من ذلك؟