تحتفل المملكة العربية السعودية هذه الايام بعيدها الوطني الثاني والتسعون بعد أن صارت رقما في الخريطة العالمية يشار إليه بالبنان فقد انتهج حكامها من لدن الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود منهج الحكمة والتروي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وهو ماجعلها بعيدة كل البعد عن الاستقطاب والعداء والدخول في المحاور السياسية ذات الأجندة التحالفية.
اثنان وتسعون عاما مرت علي عيدها الوطني وهي تنجز العديد من الاعمال التي تساعد على رفاهية الشعب السعودي في مجالات العمران والتنمية الزراعية والصناعية والاجتماعية والتكنولوجية.
لم يكن البترول وسيلة لهناء حكام المملكة من الذين مروا على دست الحكم بل الذهب الاسود صار مصدرا للسعادة والاكتفاء والرخاء لمواطنيها في يسر ونعمة واضحة.
من اموال البترول وعائدتها الكثيفة ظهرت المراعي الراقية وانتظمت الزراعة ومنتجاتها الي حد التصدير بعد الاكتفاء ثم ظهرت الخدمات الاجتماعية للمواطنيين الذين يحتاجون للمساعدات المختلفة في رياح الحياة الهابة، ظلت الميزانية السنوية للمملكة كل عام تبشر بالكثير الذي يتمناه المواطن السعودي لا عجز ولا اخفاق ولا استدانة من البنك المركزي السعودي بل لا توجه الي الالتفات للاحتياطي من سندات الخزانة.
لم تبخل السعودية في تقديم المساعدات الكثيرة الي العديد من الدول سيما الدول الاسلامية والعربية والافريقية.
كلما ظهرت الكوراث الطبيعية وجاءت هجمة المجاعات والفيضانات والمصائب والخطوب كانت حكومة المملكة علي قدر التحدي تؤدي الاريحيه والمساعدات على جناح السرعة دون من و أذى.
بل ماقدمته لبلادنا السودان من مساعدات قيمة ووقفة أخوية صادقة في كوارث السيول والامطار لايحتاج الي اشارة وحديث ، فكان الدعم السعودي الكبير له نكهة مختلفة وايقاع منقطع النظير.
عيد المملكة الوطني لابد أنه سيكون عاملا جديدا في العطاء والتقدير للشعب السعودي النبيل من حكومته الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان.
الآن في ذكري العيد الوطني تتجه المملكة إلى درء منطقة البحر الاحمر من الاستقطاب الحاد ومحاولة التغلغل لهذا الممر المائي الدولي فقد قررت القيادة السعودية الحكيمة اقامة مؤتمر أمن البحر الاحمر حيث دعت له جميع الدول المطله عليه وهي خطوة حكيمة تحمل معاني استباق الشر والاذي قبل ان يقع.
قبل ذلك كان دور المملكة في تاسيس مجلس التعاون الخليجي وقد حقق هذا المجلس الكثير من المنجزات لدول الخليج في إطار مقابلة التحديات العالمية والاقليمية التي صارت نقطة تحوط واجبه في هذا العصر المخيف.
هنيئا للمملكة العربية السعودية بعيدها الوطني الثاني والتسعون ولشعبها الابي المضياف وهي تخطو نحو الثريا والانطلاقة الواسعة في فضاءات الرقي والتقدم والانجازات الرائعة في الكثير من المجالات.
حفظ الله المملكة من كل أذى ومكروه وجعلها سندا منيعا للمسلمين والعرب.