أشاعت اجواء الاحتفال بالعيد الوطني الـ(92) للملكة العربية السعودية في الخرطوم حالة من الفرح والسعادة في بلادنا ، عندما جمعت كل اللون والطيف السياسي والاجتماعي والفني الابداعي ، ومن النادر ان تجتمع تلك الفسيفساء المتنوعة في بلادنا كما كانت عليه في تلبية دعوة سفير خادم الحرمين الشريفين السفير علي بن جعفر ، حيث كان الاحتفال فعالية سعودية اختلطت معها المشاعر السودانية ، وبادلتها الود بالود.
ان الدور الذي باتت تلعبه “الاخت الكبري” كما يحلو مناداتها عند أهلنا في الخليج ، اصبح دورا كبيرا ، اكتسبته بطلائع الامل الذي تبثه في شعوب المنطقة العربية ، واليد المدودة في السراء والضراء اليهم ، انه دور بات واضحا لعمقه في ملامسة قضايا الجيران والاخوة والاشقاء ، ان الامل في حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، وولي عهده البدوي الثائر محمد بن سلمان يبرق من ثنايا خطواتها في دروب شاقة من اجل مصلحة الشعوب ، فتتدخل كما لو أنها غيث ينزل مدرارا ، هنا وهناك، بعيدا وقريبا.
وفي الخرطوم علي وجه الخصوص باتت سيرة “الاخت الكبري” ويدها الحانية علي الشعب السوداني مكانا للالفة ، ومدعاة للقبول ، في عيد المملكة الوطني الذي اقامته “الاربعاء” يمكنك ان تري كل الالوان ، وان يسترعي انتباهك الوقفات الجليلة لسفارتها امام الرموز السودانية التي نالت تكريما عزيزا من بلاد عزيزة علي نفوس السودانيين ، منذ ان كانت محط هجرتهم ، ووطنهم الثاني ، وغذائهم الروحي وما زالت وستكون ، ان العيد الوطني للملكة كان سودانيا صرفا ، حشدت فيه الحكومة الموقرة وسفارتها وطواقمها النشطة كل امكانياتها ليظهر بهذه الاناقة ، ويزدان بجميل الافعال ، هنا تكريم لموهبة الرياضة الفذة نصر الدين جكسا ، وهناك ذكري لصاحب الروائع الدكتور عمر محمود خالد “متعه الله بالصحة والعافية”، تذكارات وضعتها السفارة علي صدر كل من عانق تلك الامسية، وكان احد ضيوفها.
ان المملكة ومثلما جمعت أطياف السياسيين في مبادرتها المعلومة الكريمة ، ايضا مثل عيدها الوطني لقاءا لكل الطيف السياسي ، لم تستعصي عليها حواجب الخلاف ، ولا سخائم التغابن ، مضت من عمق الازمة لتستحيل معها الي انفراج ، ان منزل السفير السعودي في الخرطوم بات محطة هامة في خلق الوفاق الوطني ، وهو بتلك الهِمة بلا من أو أذي ، له التحيات الكبيرة علي صنيعه ، ولبلاده التقدير الكبير والانحناء ، ان العيد الوطني للملكة العربية السعودية ، هو عيد لكل العرب والمسلمين ، كيف لا وهي تحتضن أطهر بقعة في الارض ، وتقوم علي خدمة زوارها ، وهو عيد للانسانية التي يصلها عطاء المملكة في البقاع البعيدة بمشروعاتها ويده الحانية لها منا التجلة والاحترام دائما.