(يَا صَوتهَا لَمّا سَرَى) في عروق الوطن عافيةً وأملاً واستشرافاً لوعد قادم يملأ الآفاق صدقاً ووعياً وحقيقةً.
إنّه صوت الأخت والصديقة العزيزة والصحفية الشجاعة سهير عبد الرحيم، وقد اختارت بكلِّ وضاءة، مسيرتها الباهرة وحُضورها المُميّز في خارطة الأداء المهني أن تضيف إلى الفضاء الإعلامي منبراً جديداً، اختارت أن تسمى منَصّاته الإعلامية وقناته على اليوتيوب (صوت السودان).
ما أجمل (صوت السودان) حينما ينسرب معقماً – إلى مسام الدنيا وأسماعها – بالأداء الاحترافي الرفيع، الذي ظلّت تُسجِّله سهير في ذاكرة المهنة وهي ابنة سرحتها، صقلتها مطابخ الأخبار ومشاوير التحقيقات والتغطيات المُرهقة (تحت الهجير.. تحت الظلام.. تحت المطر.. عز الشتاء).. سهير لم تهبط على الصحافة ب(البرشوت).. ولم يسقط اسمها الانور على الورق سهواً في زمنٍ تطفّل فيه كثيرون على المهنة، وتجمّعوا على أبوابها مثل تدافع الذباب على أقداح الحلوى.. ما أروع المداد حينما يندلق من محبرتها المُعبأة بالصدق والجرأة والوضوح.
مَنَصّات الوعي والإضافة الراشدة التي شهدنا تدشينها أمس، تفتح سقف التطلُّعات والأمل في مشروع إعلامي ناضج ومُحترم يقف على مسافة واحدة من الجميع، همُّه الوطن، ورهانه المهنية، وغايته السمو بقضايا البلد، بعيداً عن الأجندة والخلافات والشقاق.
(مَنَصّات صوت السودان الإعلامية) تُبشِّرنا بأن قضايانا الوطنية ستظل في حرزٍ أمينٍ، وإن أشواق الغلابة من أهله البسطاء الأنقياء الخُلّص ستكون في أيدٍ أمينة لها كسبها في الدفاع عن حقوق الناس وحراسة مُكتسباتنا الكبيرة.
خرج (صوت السودان) أمس الأول في تدشينه الرسمي بعد تجربة امتدت لأشهرٍ عديدةٍ مغسولاً بالوعي، ومحمولاً على أجنحة الحقيقة، ومحفوفاً بالصدق الذي عهده الرأي العام في قلم سهير وصوتها الذي طالما صدع بالحق وصدح بمعاني الخير والجمال.
في أمسية انطلاقة (صوت السودان)، كانت الخرطوم تتوسّد دفء الوفاء لميثاق الإعلام السوداني وعرابه وأستاذه (أبونا البروفيسور علي شمو)، وقد اختارت سهير أن تُكرِّمه في مُستهل مشوار، نتمنى له الرسوخ والذيوع والانتشار.
تكريم (أبونا شمو) بادرة إشراق سطيعة، طمأنتنا على أنّ القادم سيكون مشمولاً برحيق التجربة المُحترمة التي قدمها البروفيسور شمو (ناظر مدرسة الإعلام النظيف) للسودان وللعالم أجمع.
مَنَصّات (صوت السودان) تبرم لبلادنا موعداً مع ميلاد مشروع إعلامي عملاق يُواكب مُقتضيات العصر وقفزات الرقمنة ومطلوبات الإعلام الجديد، ويُراهن على المواكبة التي تجعل صوتنا بكل إشراقاته وتعقيداته مُتاحاً للجميع في كل أنحاء الدنيا.
تجلّت (رهف) كريمة سهير بإنجليزية رصينة وحُضُورٍ نابهٍ في تقديم المشروع بلسان الحداثة الذي يُوظِّف الواقع للتصالُح مع المستقبل، وطمأنتنا (البنية) ب(فصاحة وجدية وإيجاز الفرنجة) على روح الشباب التي سكبتها سهير في (الطبخة)، فجاءت مُستساغة وطاعمة ومُستوعبة لإضافات (شباب الديجتال) واهتمامات (الجيل الراكب راس)..
في الاحتفالية المشهودة، اجتمع عقدٌ نضيدٌ من أبناء وبنات السودان بمختلف انتماءاتهم وتوجُّهاتهم الفكرية والسياسية، جاءوا خبباً يستجيرون من هجير الخلاف الذي تشهده بلادنا بغيم المَوَدّة والتوافق الذي ظلت تنشره وتُجسِّده سهير عبد الرحيم صاحبة القلم المتفق عليه، نحييها ونُبارك لها المَنَصّات الإعلامية وقناة اليوتيوب، ونراهن على نجاحها ونحن ندرك تماما..
(هي ما زي البنات من جم وما بنجر فيها النم.. دي كان شرقت على الأوزان، يقوم نفس الشعر* بنخم، مجرتق صوتاً بالأحزان
كحال أهل البلد من جم
كما النيل موسم الفيضان
تعم بالخير وخيراً أعم
ملامحا تشبه السودان
ودا المديها لون وطعم)..