السلام الوشيك الذي انتظره السودانيون طويلا وكان احد اضلاع مثلث شعار الثورة المجيدة التي فجرها ضد الظلم ومظاهر القبح التي سادت وشوهت وجه البلاد ثلاثين عاما.
ولهذا سارعت حكومة الثورة بوضعه احد اولوياتها ضمن مصفوفتها للستة اشهر الاولى من عمرها ، واتجه وفد التفاوض عبر الوساطة الي منبر جوبا يحدوه الامل مع بذل جهود كبيرة اخرى بعيدا عن المنبر في تقريب وجهات النظر والتفاهمات المشتركة ، وجميعها تهدف لتسريع عملية السلام وانجازها في مدتها المحددة.
كان اول الخذلان الذي شعر به من جانب القائد “عبد الواحد محمد نور” رئيس حركة جيش تحرير السودان الذي كان احد الرموز التي شكل التضامن معها ضد اكاذيب وافتراءات النظام وقودا للحراك الثوري حينما رفض الشعب تلفيقات النظام لمن اسماهم باتباعه وعناصر حركته الذين تم تدريبهم في الموساد!؟!
فكانت عبقرية الثورة والثوار التي انتجت شعار (ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور). وظن هذا الشعب ان “نور” سوف يكون احد اول المبادرين لمنبر جوبا ومايزال يحدوه الامل في ذلك.
وفي لهفة الانتظار لتوقيع اتفاق سلام شامل ينهي عذابات الحرب ومآسيها بعد كل هذه المدة والتطويل ، وتعدد المسارات التي جاءت لمزيد من مناقشة قضايا التهميش والعمل علي معالجتها دون اغفال لاي مظلمة تاريخية !! وبينما يتم تبشيرنا بالتوقيع الوشيك ؛ اذا بالاخبار السيئة تطفو مرة اخرى للسطح ويبدو ان مارشح منها لايبشر بخير بحسب معلومات من مصادر قريبة من سير المفاوضات بجوبا!! وانه غالبا لن يتم توقيع اتفاق سلام في 20 يونيو الجاري كما تم الاعلان عنه من قبل؟! وعزا بعض المراقبين ذلك لتعنت بعض حركات الكفاح المسلح ، تحديدا القادة الحلو ومناوي وعبد الواحد نور.
ويشير كذلك بعض الخبراء والمراقبين الي ان التعنت ناتج عن مواقف خاصة ربما لها ارتباط بالمحاور والاجندات المرتبطة بمصالح دولية اكبر من ان تتيح لهم حرية الاتفاق دون شروط واستحقاقات، ولم يستبعد المراقبون ارتباطات اخرى مدعومة بمخبارات غربية مهتمة بتأخير عملية المفاوضات الي حين وصول بعثة الامم المتحدة المتكاملة لمساعدة الحكم والانتقال!!؟.
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه الان هل يمكن ان يتكرر الوضع كما حدث من قبل مع جنوب السودان!! عندما انفصل جنوب السودان نتيجة مفاوضات مطولة بمشاركة بعثة الأمم المتحدة.
وكما يرى الخبراء في الوقت نفسه سعى قادة بعض هذه الجماعات المسلحة إلى تحقيق مصالح تجارية شخصية بحتة!؟. ومنهم من توسعت اعماله التجارية بصورة قد تخرجه من دائرة النضال الي مصاف رجال المال والاعمال!؟!.