?إبن عمر ابراهيم الطاهر
لدي اعتقاد راسخ بأن( الامريكان ) — حكومة وشعبا — افضل من ( البريطانيين) ، رغم قناعتي بأنهما يتنافسان في السوء ، من حيث النزعة الاستعمارية والنظرة الاستعلائية والتسلط..
وارى أنهما يمثلان امتدادا قبيحا وقميئا للامبراطورية البرتغالية الاستعمارية ( 1415 — 1999) ، بحسبان انها كانت أطول الإمبراطوريات الأوروبية الاستعمارية ، ومارست ابشع أنواع الغزو و التسلط وقهر الشعوب ونهب الثروات ، تماما كما فعلت وتفعل الآن بريطانيا وأمريكا، مع اختلاف الطرق ووسائل الاستعمار والاستغلال.
ويبدو أن وعي الشعوب واستنارتها اجبرهما — نوعا ما — على تغيير وسائل السيطرة على الشعوب ونهب ثروات بلادهم بدعاوى وزرائع شتى ابرزها رعاية الديمقراطية وحقوق الانسان وحماية الشعوب من بطش حكامهم ، لتنجو الشعوب من بطش حكامها وتقع في بطش اشد وهو بطش ( الخواجات) ..!!
واثبتت التجارب العملية ان تدخل هؤلا المستعمرين في الشان الداخلي للدول بتلك الزرائع الواهية ، غزو صريح و لا يجلب الا الحروب و الخراب والدمار ، وهو السيناريو المتوقع حدوثه في السودان حال دخول البعثة الاممية المسماة ( يونتامس) والتي — للاسف — اقرها مجلس الأمن ، استجابة لدعوة من قبل رئيس وزرائنا المحترم والمبجل فخامة دولة عبدالله حمدوك…!!
وتأكيدا لما ذهبت إليه ، كانت بريطانيا وراء اعداد مسودة القرار الاستعماري ، يؤزها من داخل السودان سفيرها المنحط عرفان صديق ذي الأصول الباكستانية ، هذا السفير الذي بات يحشر أنفه في كل ما يتعلق بالشأن السوداني حتى انه كان مرابطا في ساحة الاعتصام أيام سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير ، ولم تتوقف تغريداته المستفزة للشعب السوداني حتى الآن..!!
،وللأسف استغل ( عرفان) بعضا من بني جلدتنا ضد وطنهم السودان من أجل حفنة من الدولارات، لغزو السودان واعادة استعماره ، نعم باع هؤلا انفسهم قبل ان يبيعوا الوطن ،فالدعوة للتدخل الأممي وان كانت سودانية ، لاشك أن من خلفها أصابع ( بريطانية) ، لكن التاريخ لن يغفر لهم سوء صنيعهم.
ومهما حاول البعض التقليل من دخول البعثة الاممية (البريطانية) ،الا انها لاتعدو كونها حصان طروادة الذي استخدمه الإغريق في هزيمة أهل( طروادة ) ، وبمثابة راس جبل الجليد لفرض استعمارا بريطانيا جديدا على السودان ينتهك سيادته وينال من عزته وكرامته، وهو أمر دونه المهج وخرط القتاد.
ولعل الحكومة البريطانية لم تنسى ولم تغفر للشعب السوداني قتله للمجرم الاستعماري( تشارلز جورج غردون) 26 يناير 1885 بالخرطوم ، على يد ابطال الثورة المهدية خلال معارك تحرير السودان من قبضة الاستعمار البريطاني ، فتاريخ دخول البعثة الاممية ( يونتامس) المزمع في الأول من يناير 2021 ، يتزامن مع الذكرى ال ( 65) لاستقلال السودان من الاستعمار البريطاني 1 يناير 1956 ..!!
ولا يبدو أن تزامن دخول القوة الاستعمارية مع ذكرى الاستقلال محض صدفة فهؤلا ( الخواجات) لا يتركون شئ للصدف أو الاحتمالات ، لكنه الحقد الأعمى وحب الانتقام والبطش.
ولكن نقول لهم وبالفم المليان ان الشعب الذي قتل (غردون) ووضع رأسه في ( مخلاية) دفاعا عن وطنه ، مستعد الان اكثر من اي وقت مضى ان يقدم روحه رخيصة فداءا للوطن وعزته وسيادته، ونبشر تلك القوات الغازية بمصير أسوأ من الذي عاناه الامريكان في الصومال.