نتحدث كثيراً عن مفردة السلام والتى ترتبط أحياناً كثيرة بالحروب والنزاعات والصراعات الداخلية بين مكونات المجتمعات المحلية لإحتكاكات تنشب هنا وهناك بسبب الزراعة والرعى او صراع حول الأرض والحواكير وسرعان ما تتطور تلك الصراعات لتصبح حرباً يفقد فيها الإنسان المال والولد والممتلكات.
والسودان كغيره من دول محيطه الإقليمى عانى كثيراً من صراعات داخلية وحروبات أهلية ومشاكل حدودية مع دول الجوار .ولعل توقيع إتفاق جوبا لسلام السودان بعاصمة دولة جنوب السودان فى ٣ أكتوبر ٢٠٢٠ بحضور إقليمى ودولى يجعل من هذه الإتفاقية التى اكملت عامها الثاني ينظر الجميع اليها بتفاؤل لا سيما أصحاب المصلحة الحقيقية في جني ثمارها بسلام مستدام يضع البلاد في طريق التنمية والإزدهار.
إن قيمة اتفاقية جوبا لسلام السودان تتمثل في إحلال سلام شامل يجعل الإنسان محوراً للتنمية والبناء وليس الهدم..مِعولاً للإعمار وليس التخريب فبناء الأوطان دينًُ مستحق على بنيها.
شركاء السلام عليهم دعم العملية السلمية بالسودان …المجتمع الدولى عليه إلتزامات تجاه الدولة السودانية بإعتبارها عضواً فى كثيرٍ من المنظمات الإقليمية والدولية.. فاتورة السلام باهظة الثمن ،تحتاج تضافر جهود الجميع والمشاركة فيها.. تحتاج المجتمعات المحلية ان تعى القيمة الحقيقية للسلام .يكفى السلام شرفآ انه إسم من اسماء الله عز وجل وعلينا ان نُعلي ونرفع من قيمة السلام فى دواخلنا ونبدأ من داخل البيت والأسرة الصغيرة لننطلق للمجتمع بكل مكوناته الإجتماعية والثقافية .. يتحقق السلام الشامل بنبذ القبلية والصراعات المحلية والتعايش السلمي حتى ننعم بوطن آمن مستقر وتنمية مستدامة .