الدكتورة ايمان بشير نور الدائم نجم يتالق في شموخ يعانق السحاب في كبرياء المراة السودانية المعطون بالارث الجميل و الحذاقة الانثوية الماهرة فكانت خير خلف لخير سلف جلس على كرسي كلية النهضة تلك المنارة العلمية الباسقة التي كانت ثمرة من ثمرات غرسٍ لمؤسسها _ طيب الله ثراه_ و الذي وهب نفسه للعطاء البازخ بدون تحديد سقف له لأجل إرساء قيم كان منبعها الريف السوداني البسيط لتكون هذه المفاهيم مدرسة ينهل منها الأجيال من بعده بكل شقف ، و لعل بروف يونس عبد الرحمن كان يهتم بأدق تفاصيل الكيف قبل الكم في مؤسسته ، فكان ينشد بها تجويد مفهوم التعليم كقيمة مقدسة أكثر من كونها مؤسسة تعليمية ترفد الناس بالعلم مقابل الربح ، ولهذا كان من الأوائل الذين أرسوا قيم و مفاهيم المسؤولية المجتمعية في مثل هذه الصروح العلمية بصورة تدعم المجتمع و تحافظ على نبيل هذه القيم
ها هي الدكتورة ايمان بشير نور الدائم التي لاتهزها الرياح ولاتقف في طريقها مطبات الحياة العاتية لأنها تحمل نفس طموح المؤسس لترفد المجتمع السوداني بقيمة مضافة عبر هذا الصرح العلمي الذي ظل يتلالأ بشموخ و فخر و عزة لينثر درر الاستنارة والتثقيف بلا حدود حيث كان العام 2014م الذي شهد ميلاد النهضة التي حملت مضمون إسمها كماً و كيفاً لتنطلق كالسهم الذي خرج من قوسه ليجب عباب السماء
إنها كلية النهضة التي دخلت قلوب وأحاسيس ومشاعر الطلاب والطالبات كأنها بلسم يحمل الشفاء و طاوؤس بهي المظهر يدغدغ النفوس.
و لهذا ظلت خليفة المؤسس جدار عالي من الهمة الوطنية والقداسة المهنية والتفوق الذهني و العقلي قطع أشواط النجاحات والمثابرة والانتصارات بثقة مشهودة وحنكة ممدودة فكان سجلها العلمي و العملي مليئاً بالإنجازات و حافل بالمفاخر التي يعتز بها الوطن كرقم من أرقامه المميزة التي تحمل أنبل القيم الإنسانية ، و التعليمية ، فهي استاذ في علم الاجتماع والانثربولوجيا و تخصصت في العلوم السياسية و نقبت في علوم العلاقات الدولية و حملت الشهادة الباذخة في الأدب و لها كتب و اوراق منشورة أسهمت في مجالات متعددة ، فالدكتورة شعلة متقدة من العطاء و تشكل كوكتيل من عصارة الاجتهاد و ما زالت طالبة علم تنقب في ما ينفع البلاد و العباد .
فهي عضو مجلس القومي العربي واتحادات الجامعات العربية والافريقية و المجلس العربي فضلاً عن المجالس المهنية والاجتماعية و العلمية . و تشغل كرسي رئيس شؤون المرأة بإتحاد الإعلاميين الأفارقة
كلية النهضة علم يرنو إلى الأفق البعيد بكل ثبات يخدمه ثلة من إميز الأساتذة العظماء بكل تجرد ، لها طموح ليس له حدود و هي تشق طريقها إلى المستقبل الحالم تحت قيادتها الرشيدة وفق خطط استراتيجية تدرس بعناية لتقدم خدمة تعليمية تحمل رسالة عبر صرحها الممتد على بساط النبل و تكسوها الاناقة التي تمتزج بالعلم والمعرفة في كليات الطب و طب الاسنان و كلية الصيدلة والحاسوب واللغة الإنجليزية والفرنسية والتمريض والعلوم الادارية وتقنية المعلومات ، بمايقارب 16 كلية وبرامج اكاديمي ، و هي على موعد من التوسع الكبير والزيادة المضطردة وصولاً الي قيام جامعة النهضة التي سوف تمشي على قدميها في مهابة وتجلة.
لم تبخل عميدتها في التقصير على الاهتمام بدور المسؤولية المجتمعية انطلاقاً من ايمانها بجدوى هذا الدرب الحيوي الذي وضعه المؤسس حيث أصبح هذا هو ديدنها في الحياة العامة ، فأسست الطرق و بنت الاندية و حفرت آبار المياه و أنشأت المراكز الصحية و أسهمت في الدعم الاجتماعي للفئات الضعيفة من المجتمع بالإضافة للمننح لطلاب الاقاليم و حفظة القران و المتفوقين .
حيث تقف اللفتة البارعة والانطلاقة النادرة للدكتورة ايمان باستنباط تجربة التعليم الاكتروني علي أرض الواقع في أوج ظهور جائحة الكورونا فلم تتوقف الحركة التعليمية والاكاديمية في الكلية خلال تلك الفترة فكانت سابقة لها موقعها في دفتر العلم .
فها هو السجل النابض لهذه المرأة الحديدية بشير خير يحكي أروع مشوار سجلته و عصى على النسيان والتجاوز في عالم مؤسسات الاستنارة والتعليم العالي.