تحليل : عمار عركي
جاء في الأخبار ، ان نائب رئيس جمهورية كينيا (ريقاثي قاشقوا) ، بحث مع الفريق أول محمد حمدان دقلو( حميدتى) ، العلاقات الثنائية ، وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والدبلوماسية، بجانب رفع مستوى التنسيق بين البلدين على المستويين الإقليمي والدولي، بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة خاصة دولة جنوب السودان، التي يمثل السودان ضامناً لاتفاقية سلامها المنشطة، بجانب رئاسته لمنظمة الإيقاد.
العلاقات السودانية الكينية من اكثر علاقات الجوار (قبل الانفصال ) والحوار البعيد (بعد الانفصال) ، حتى فى أوج حرب الجنوب احتفظت كينيا بعلاقة متوازنة ومعقولة عكس دول الجوار الأخرى التى تأثرت العلاقة معها بسبب حرب الجنوب مثل يوغندا ،اثيوبيا، ارتريا،
بالمقارنة ، تميزت كينيا عن كل دول المنطقة والإيقاد بأن الأكثر إستقرار – نسبيا – مما انعكس على مجملها أوضاعها الداخلية والخارجية ، خاصة بالدول المحاورة ، وليس لها خلافات او صراعات جوارية تذكر اللهم الا صراعها الحدودي البحرى مع الصومال وهو تحت السيطرة والتحكم بفضل السياسية الخارجية الكينية المرنة.
مؤخرا ، إطلعت كينيا بلعلب ادوار سياسية اقليمية فى سعيها للتموضع والبروز كدولة مؤثرة فكان لها دور كبيرة في سلام جنوب السودان المنشط ورعايته بجانب السودان ، كذلك السلام في اثيوبيا ضمن الاتفاق الاخير بين الحكومة الأثيوبية وجبهة التقراي ، ايضا لعبت دورا في تقريب وجهات النظر والتفاهم بين السودان واثيوبيا والذي افضى الى عودة العلاقة لطبيعتها بين البلدين بعد فترة من التجاذبات والخلافات بسبب الصراع الحدودى وآراضى الفشقة ، كل هذا وغيره ، جعل من كينيا تستثمر هذه المجهودات الإقليمية لتحقيق مصالح السياسية والاقتصادية في المنطقة ، فكان وان وجهت الدعوة لنائب رئيس مجلس السيادة ( حميدتى) ، واعتقد بأن كينيا وجهت له الدعوة ( تحديدا) ، باعتبار ان حميدتي تتوفر فيها جملة من وسائل تحقيق تلك المصالح سياسيا واقتصاديا ، خصوصا وان السودان رئيس الدورة الحالية للايقاد ، كما ان (حميدتى) يتميز بعلاقته الجيدة بدولة جنوب السودان يمكن العمل معه بصورة ممتازة في هذا الملف ،
ايضا ، لدي حميدتى) علاقات واستثمارات اقتصادية في المنطقة تشحع كينيا في الدخول معه فى شراكات تحارية واستثمارات .
بشكل عام ، كينيا تعمل لتحقيق مصالحها فى السودان فى اطار تبادلى مشترك وفق تخطيط ودراسة متكاملة جاوبت على ماذا تريد من السودان وكيف تحقق تلك الإرادة؟ وما دعوة (حميدتى) الا بداية الاجابة على سؤال كيف ؟
خلاصة القول ، ومنتهاه ، نعم ، ظروف واوضاع السودان أثرت كثيرا على ملف العلاقات الخارجية ، ولكن هذا لا يمنع من تشكيل لجان استراتيجية متخصصة لإدارة مثل هكذا مستجدات إيجابيةالعلاقات.
- لابد من تقييم تلك الزيارة ، ووضع خطة عمل للتعامل طالما أن كينيا لديها خطة وفق ماذا تريد منا وكيف تتعامل معنا ، فبالضرورة يكون السودان كذلك مراعاة لمصالحه السياسية والإقتصادية في كينيا ومع كينيا وبواسطة كينيا.