الخرطوم : الوطن tv
ليست مجرد حسن نية وحرص جار على عون جارة ان تتقدم مصر بمبادرة لحل الأزمة السياسية في السودان في هذا الأوان بالتحديد، فالازمة السياسية السودانية ليست وليدة اليوم ولا الامس ولا عاما مضى، فمصر لم تدخل في المشهد الا بعد ما شعرت بتغير أركان اللعبة بعد أن أعلن المكون العسكري بنوايا جدية وصادقة الخروج من المشهد السياسي وتسليم زمام الأمور للقوى السياسية، ما يعني صعود سلطة بديلة لسدة الحكم.
مصر وجدت نفسها الفاعل الأضعف في المشهد حال خروج المكون العسكري بمقابل صعود دور اللاعب الإماراتي والسعودي في تشكيل المشهد الحالي، لذا فأستشعرت خطر سحب البساط من تحت اقدامها، فبدات بالتحرك للحاق بالمشهد قبل أن يستدل الستار وتطوى صحائف الإتفاق النهائي بين القوى السياسية في السودان دون أثر لبصماتها، فبدات التحرك بدءً من إرسال زعيم الختمية الشيخ محمد عثمان المرغني للسودان عله يحدث أمر، ويدخل ضمن الفاعلين في التكوين السياسي القادم وبالتالي تكن مصر قد مدت لها زراع فاعل في المشهد،،، لكن كان دور المرغني أدنى من المتوقع ولم يحدث الأثر المطلوب، ولذا تقدمت مصر بهذه المبادرة لهدفين، اولمها تأخير التوصل للاتفاق النهائي ليتسنى لها الوقت لإيجاد منفذ تجد عبره موطئ قدم لها في المشهد السياسي القادم،، والثاني وهو في حال نجاح المبادرة ان تكن لها ورقة الامتنان على السلطة والتشكيل الحكومي القادم لما يضمن لها حماية مصالحها ولعب دور أقوى في المشهد السوداني مقابل نظرائها الأقليمين والدولين الفاعلين في الوضع السياسي السوداني القائم حالياً.
لذا هذه المبادرة مجرد مؤامرة مغلفة، لا تخدم طريق الحل للأزمة في شئ، إنما تخدم مصالح صانعيها، ويجب أن نبحث عن حل سوداني سوداني بعيداً عن كيد هؤلا المتربصين والمتآمرين.