وضع شاب يبلغ من العمر أكثر من (35عاماً)، ويعمل موظفاً مأساته المتمثلة في أنه (مجهول الأبوين)، ولم يكتشف هذه الحقيقة المرة إلا بعد وفاة والده بالتبني، وكان عمره وقتها (14 عاماً).
وقال : بدأت قصتي على هذا النحو منذ أن كان عمري يوماً واحداً حيث أنني تخرجت من دار إيواء الأطفال (مجهولي الأبوين)، وذلك قبل أكثر من (35 عاماً)، إذ أخذني والداي بالتبني من احدي دور الإيواء للعيش في كنفهما، فهما لا ينجبان الأبناء، وكنت معهما في غاية السعادة إلى أن توفي والدي بالتبني، فما كان من والدتي بالتبني إلا وضعت بين يدي حقيقة أنهما تبنياني من احدي الدور المهتمة بالأطفال (مجهولي الأبوين) الأمر الذي اضطرني للانتقال من منزلها إلى منزل الجيران الذي ظللت مقيماً فيه إلى أن أصبح عمري (18عاماً) بعدها اتجهت إلى أن أعمل عملاً حراً إلي أن سنحت لي فرصة أن أتوظف.
واستطرد : مشكلتي تكمن في عدم إيجادي مأوى، فالمنزل الذي اقطن فيه بالإيجار، وهذا الإيجار أنهك ميزانيتي جداً، ولا أجد أي شخص يمكنه أن يساعدني كسائر الأبناء الذين لديهم آباء شرعيين يقفون إلى جوارهم، ويوفرون لهم سبل العيش الكريم، ومع هذا وذاك تجدني محاصراً بنظرة المجتمع الذي ينظر اليّ نظرة (سالبة) باعتبار أنني (مجهول الأبوين) أو (لقيط) رمي به أبواه الحقيقيان في مكب من النفايات أو الطرقات العامة أو أمام باب أحد المساجد، ورغماً عن ذلك إلا أنني كنت محظوظاً كون أنني تبناني رجلاً فاضلاً لم يبح سري إلا لزوجته، وبعض أقربائه، وعندما رحل عن الدنيا اكتشفت (سري)، فلم يكن أمامي إلا الامتثال للأمر الواقع بالرغم من أنني أصبت بصدمة شديدة لم أستوعب معها الأمر، ولكن ليس باليد حيلة، فأنا نتيجة نزوة، وشهوة شيطانية عابرة بين رجل وامرأة لا أعرف أين هما؟.
وتابع : ما الذنب الذي اقترفته حتى يعاملني الناس معاملة الإنسان الذي ارتكب جرماً، فكلما تقدمت لخطبة فتاة من الفتيات، أتفاجأ بالرفض فأسأل نفسي ما الذنب الذي جنيته؟!!.