بسم الله الرحمن الرحيم
في مقالاتنا القاهرة في الخرطوم ذكرنا اهمية السودان بالنسبة لمصر وقلنا ان العلاقة المصرية السودانية علاقة متينة وقوية وقلنا ليس علاقة رسمية فحسب ولكنها علاقة شعبية ومتوفرة علي كل الصعد وهي تجارية واجتماعية واهلية وامنية وتاريخية وقلنا ان مصر هي تواءم السودان وقلنا هي مفتاح العالم العربي والاسلامي والافريقي وقلنا ان مصر هي مدخل هذه العوالم الثلاث الي اوروبا وامريكا
واهمية مصر تنبع من مواقعها الجغرافي بمحاددتها اوروبا وموقعها المطل علي البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر
حذفت مصر من الدور المطلوب لها بالسودان وحلت محلها دول ليس في عمق العلاقة بين السودان ومصر ابعدت افريقيا كلها عن لعب دور في السودان وكذلك ابعدت اسيا بل ابعدت بعض الدول الاوروبية مثل فرنسا وتركيا دخلت الامارات والسعودية وهما دورهما هامشي في ملف السودان رغم وجود قوات سودانية في السعودية والامارات ضمن قوات الحزم والتي جاءت تطبيقا لقرارات الجامعة العربية
وجاء تدخل السعودية والامارات ضمن الرباعية وليس بقرار اممي ودورهما كان سلبيا في الدفع بملف حل المشكل في السودان بل قد يكون هدفا لانها تبني بعض القوي السياسية وترك اخرين وقسم شعب السودان علي اساس معنا وضدنا وصار السودان مقسوما وفق روي السعودية والامارات بل حتي امريكا وإنجلترا تدخلا ليس لصالح السودان بل لمصالحها وهذا التدخل السالب مكن لفولكر جعله حتي يطرد القنوات الفضائية وكل وسائل الاعلام السودانية وظن انه حاكم عام السودان علي شاكله بريمر في العرق في مشروع فاشل وقوض العملية السياسية في السودان وامات مشروع الفترة الانتقالية المستقرة وحمل ملامح الوجة الاستعماري الذي يسعي لتغيير المشروع الوطني السودان والبسه جلباب الخارج وجعله يتعارض ويتقاطع مع دين واخلاق وقيم اهل قدم المشروع النيوليبرالي الذي جعل الامر خليطا بين قيم المجتمع الغربي وبعض من اشتراكية بل جزءمن تعصب يقود الي المشروع الابراهيمي
وجعل اغلب القائميين علي امره يتبعون الي الاستعمار الجديد عبر بعض السفارات الغربية وبعض دول عربية بل قام مشروع السودان الجديد علي عزل الاكثرية السودان بحجج مختلفة منها تفكيك نظام الانقاذ ومنها ابعاد الاسلاميين ومنها محاربة الفلول وكلها حجج واهية معني منها ابعاد الدين وكذلك تمكين العلمانيين وتغيير شكل السودان وتمكين العلمانيون من رقبة السودان الدولة والمجتمع
ولكي ينفذوا ذلك لابد من ابعاد الدول التي لها علاقة بالسودان وسيطرة دول ذات مصالح غير واضحة بل مصالح تضيع مصالح السودان
اذن المبادرة المصرية تقوم علي حوار سوداني سوداني يجمع اهل السودان علي المشروع الوطني الذي يؤسس للدولة السودانية الوطنية التي تملك قرارها وتتعامل مع الاخرين. بندية دون ان يكون السودان تحت ابط الاخرين
ثانيا ان يكون القرار سودانيا دون تبعية مخلة
ثالثا ان يسيطر علي موارده واليات حكمه
رابعا استقرار الفترة الانتقالية وفق تراضي من اهل السودان
خامسا علاقة السودان بالاخرين وفق مصالحه وسيادته علي قراره
ومبادرة مصر هي مبادرة جامعة للصف السوداني للبقاء علي السودان دولة واحدة وتوقف مشروع تفكيك وتفتيت السودان
بل مشروع علمنة السودان
وكذا تقوية الامن السوداني والمحافظة علي القوات المسلحة والدعم السريع وباق الاجهزة الهامة
اذن المبادرة المصرية تعمل لجمع اهل السودان في مشروع وطني يودي الي نجاح واستقرار الفترة الانتقالية لانه واضح فشل الاتفاق الاطاري واعتقد ان بعض القوي الخارجية الداعمة لاطاري قد تعيد النظر فيه لانه اتضح لها عدم نجاحه لانه مات سريريا
وهو الان في غرفة الانعاش
وقطعا اننا قادمون الي مرحلة جديدة سيكون لمصر دور هام ومحوري فيها واعتقد ان نجاحها مضمون
وكل الشواهد والدلائل لنجاحها تري بالعين المجردة دون تلك القوي المجهرية التي تقف علي الاطاري
تحياتي