الخرطوم : الوطن tv
المساهمة المصرية في حلحلة الملف السوداني لا تخبو ولاتنحسر مهما وصلت التعقيدات في المعالجة بل تتجدد المحاولات المرة تلو الاخرى بحكم خصوصية العلاقة التاريخية المبنية علي الإرث والمصالح ووحدة الأهداف والمقاصد.
هاهي الحكومة المصرية تنظم في هذا الظرف الحساس الدقيق الذي يلوح في المسرح السودانى الورشة التفاكرية التي تنطلق في القاهرة تحت شعار “نحو وطن يسع الجميع” وهو شعار يجسد مباديء هامة في القضية السودانية تتمثل في تجميع الصف السودانى على قدر يسير يؤطر لحدوث الاختراقات المطلوبة في الاتفاق الاطاري الموقع بين العسكر وقوي الحرية والذي يواجه تحديات جمة وعاصفة هوجاء تهدد أركانه رغم وجود الاصرار على اكمال مشواره باعتباره الحل الممكن في ظل انعدام مبادرات الحل في الساحة السودانية المنافسة له.
الدعم والاهتمام الحكومي المصري للورشة التفاكرية بلغ مداه الأقصى المتمثل في تعاون مابين كافة المؤسسات المصرية سويا حول تسوية طريق ازالة الأشواك والمطبات التي تجسر بلوغ الورشة الي مبتغاه والتي يحضرها لفيف قيادات الكتلة الوطنية باحزابها ورجالتها فضلاً عن مشاركة شخصيات سودانية سياسية صاحبة عطاء في بطارية وضع الحلول للمشكل السوداني الذي صار قاب قوسين من الانطلاق في الربع الاول من شهر فبراير المقبل.
دلالة التفاؤل تسير بقدر محدود تتصدر المشهد السياسي في التنسيق والتعاون الامريكي المصري الذي نادي بضرورة تهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام ودعم الوساطة التي تقدمها الامم المتحدة في قيام حكومة مدنية من خلال الاتفاق السياسي الإطاري.
سوف تظل مصر دولة مفتاحية في المنطقة حيث لايمكن أن تحدث تطورات سياسية لها مابعدها على مستقبل شعوب المنطقة دون وجود الدور المصري الذى ينطلق من أهداف تاريخية وضرورات سياسية متعلقة بالامن والاستقرار في دول الجوار لاسيما السودان.
الحكومة المصرية لم تعارض الإتفاق الاطاري بل سعت الي توسيع مداه واللاعبين السياسيين في محيطه الشيء الذي يجعل رفض قوي الحرية والتغيير للمسعي المصري خطوة متسرعة تفتغر للحكمة والتروي.
لاشك أن حراك الورشة التنسيقية في القاهرة سوف يقوم على المحاججة وتلاقح الافكار والتصورات من خلال مداولات الاعضاء وبذلك تبرز على السطح الرؤية الموحدة السلسة التي سوف تشكل دعامة كبيرة للاتفاق الاطارى.
ماذا سوف يكون موقف الاجسام التي رفضت الذهاب للقاهرة عندما يظهر المنتوج الفكري والسياسي على السطح هنا تظهر الحكمة المصرية في قيام هذه الورشة التفاكرية التي وجدت اهتماماً مصريا منقطع النظير وجد الترحيب والاسناد من قوى سودانية في الملعب التفاوضي زائدا الرعاية الإقليمية والعالمية.