بسم الله الرحمن الرحيم
قلنا في مقالاتنا الفتنة بين الجيش والدعم السريع (1)و(2) ومقالينا الحملة الاعلامية المنظمة ضد الدعم السريع وقائده (1) و(2)
ان الجيش موسسة قومية وطنية قديمة وفاعلة همها وواجبها حماية الارض والعرض في الوطن السودان وهو واجب مقدس يتطلب احترامها من كافة اهل السودان وهي تقف في الحياد في مسافة واحدة من كل القوي السياسية السودانية دون ان تنحاز او تنتصر لاي فريق علي الاخر وهي منتشرة في كل السودان
وقلنا الدعم السريع قوات مساعدة للجيش ولها مهام خاصة وقامت بقانون مجاز من الهيئة التشريعية القومية وصادق عليه رئيس الجمهورية وهي قوات غير مسيسة جاءها التسييس بعد دخول قائدها في المجلس العسكري ثم من بعد السيادي وصار جزء من المنظومة الحاكمه وصار يدخل في السياسة يمارسها والسياسة دائما محل خلافات ووجهات نظر بل محل اختلافات بعضها لله وبعضها لغرض ولكن هذا الموقف مشروع اذا احتفظ الشخص برايه دون الدخول في عداءات مع الاخرين لان اختلاف الراي لا يفسد للود قضية هذا اولا
ثانيا مطلوب ان تكون العلاقة بين الدعم السريع والجيش قوية وخاصة بين قائد الجيش والدعم السريع وحتي ولو تباينت الروي السياسية لان هذه علاقة مؤقته والاصل في العلاقة بين القوات المسلحة والدعم الدعم السريع علاقة متينة وأصيلة لا تعكرها المواقف السياسية ولا المواقف المختلفة الشخصية منها والعامة لان الامر ليس خلاف عسكري ولكنه خلاف سياسي بحجة ان كل واحد يري الامر من زاوية وليس بالضرورة الاتفاق علي المواقف السياسية ولكن بالضرورة الاتفاق فيما هو عسكري
ولذلك مطلوب الانسجام في المواقف العسكرية ولكن ليس بالضرورة الاتفاق علي ما هو سياسي ولذلك الانتباه لهذا هو الذي يجعل العلاقة العسكرية بعيدة من النزاع السياسي لان السياسة منعطفاتها كثيرة
وهذا يستدعي حصافة وكياسة من الرجلين
ولكن انا الاحظ ان الحملة الاعلامية التي ضد الدعم السريع وحميدتي هي حملة ممنهجة ومرتبة ومقصودة ومنظمة ليس القصد منها دمج قواته في القوات المسلحة وهو نفسه مقر بذلك وموافق علي الدمج وفق اركان وجداول محددة ولكن الحملة لا تتحدث عن الدمج وولكنها حملة مقصودة لدخول الرجل في المكان الضيق والممنوع وهو مركز القرار والسلطة والحكم ليتولي موقعا قياديًا في دولة السودان حكرا لنخب لا رصيد لها جماهيري ولا شعبي ولكن رصيدها انتهازي قايم علي الفلهوة والاستهبال السياسي ويعمل ليجعل كل الاخرين يدورون في فلكهم وممنوع الاقتراب او التصوير كانه موسسة عسكرية ولكنه موسسة مدنية ممنوع الاقتراب منها الا لاشخاص بمواصفات خاصة وهم مجموعة نخبوية لديها مصالح خاصة تجير الحكم لها علي حساب الشعب السوداني في ريفه وهامشه وحضره والغريب في الامر يختلفون في المشارب الفكرية ولكنهم يلتقون في المشارب والافكار المصلحية والسعي للسيطرة علي الحكم في السودان ودائما لان لديهم المال والجاه والسيطرة علي السلطة وكثيرا ما يتعاونون مع الاجانب ولو علي حساب الوطن وهذه المجموعات ليست قبائل او جهات ولكن قوم متسلقين علي حساب الكل يتغير الزمان والمكان ولكن لا يتغيرون ولذلك هذه الطغمة متواجدة باستمرار في اماكن الحكم منذ الاستقلال وهي تجمع قوي يبعد كل اهل الهامش والريف رغم اكثريتهم ويسيطر علي الحكم باساليب مختلفة منها ما يجري مع حميدتي الان وما حدث مع كثيرين في حقب السودان المختلفة بأساليب مختلفة
عليه اعتقد ان هذه الحملة الاعلامية التي تدار الان ضد الدعم السريع وقائده ليس القصد منها تبعية الدعم السريع للجيش ولاعلاقة حميدتي والبرهان العسكرية ولا لمواقفه المؤيدة للقحاطة والاتفاق الاطاري ولكن لانه دخل المناطق الممنوع الاقتراب اليها حتي ولو دخوله هذه المنطقة مؤقتا ولكن لانه لاعب جديدا في ميدان رطب ممنوع اللعب لامثاله فيه
لذلك اعتقد الامر لاعلاقة له بالامور العسكرية ولا بمصلحة الشعب ولكن لامور اخري ضيعت السودان منذ الاستقلال فالحرب الاهلية بدات قبل الاستقلال واستمرت حتي النزاع الحالي سببه احتكار السلطة والحكم والمال ويظل المكتكشين ممسكون ويقاتلون عن حماهم والاخرين زاحفين نحوها
ولذلك بانتشار العلم والمال ومعرفة الحقوق والواجبات ستتغير المعادلة وسيزول حكم الاقلية بالفهلوة والاستهبال السياسي المصالح المثوارثة علي الأغلبية المهمشة قريبا
ولذلك هذه الحملة الاعلامية المنظمة والممنهجة ضد حميدتي وقواته ليس مقصود منها توحيد القوات في جيش واحد لان حميدتي نفسه مقر الدمج ولا لانه هاجم الفلول والكيزان ولا لانه واقف مع القحاتة والاطاري ولو كان الامر كذلك لقلنا انه يستحق ان يهاجمه هولاء لانه دخل معهم في صراع وخاصة الفلول والكيزان ولكن حتي القحاطة واصحاب الاطاري لا يدافعون عنه وهو ساند لهم ومدافع عنهم لانهم نفسهم نخب المركز واصحاب الشوارع الثلاثة والحارات الاربعة
اذن علي حميدتي ان ينتبه وان يقف علي مسافة واحدة من كل القوي السياسية وان يوطد علاقة مع الجيش والبرهان وان يبتعد من دعم اي جهة ولا يقف مع جهة ضد الاخري ولا ينحاز لاي فريق هو عسكري وليس سياسي تستغله هذه المجموعات المتناحرة لمصالحها وهي ضده وتحفر له ولقواته في كل الاوقات اجعل سندك اخي حميدتي قواتك والقوات المسلحة وهذا الشعب السوداني في كل بقاع السوداني ولكن هولاء التيارات السياسية الذين تتعامل معهم ليسوا سندا لك ويتخلوا عنك في اقرب لفة ويعتبروك مغفل نافع يقطعوا بك فرقة لانك لا تشبهم فكرا ولا حياة ولا عملا ولا بيئة ولا دينا ولا صفاتا ولا خلقا ولا اخلاقا ولا مواقفا والذين الذي تتعامل معهم ياكلون في مائدتك ويسبونك بل قد يتامرون عليك
امسك في الشعب الضعيف المسكين هذا في كل بقاع السودان هو سندك وعضضك وقوتك الباقي كله استهبال سياسي
عليك بالتعامل الطيب والمتين مع القوات المسلحة وكل القوات النظامية والشعب السوداني البسيط
واجعل كل القوي السياسية علي مسافة واحدة منك وميز بين الغث والسمين
امسك عليك لسانك وقلل من التصريحات وابعد عنك فولكر والمجتمع الدولي هولاء كذبة وهم لا يضروك بشي الا كتب لك ولا ينفعوك بشي جفت الاقلام ورفعت الصحف
تحياتي