لعل أهم درس في تاريخ الفترة الانتقالية يجب وضعه في الإعتبار للتخطيط للمستقبل هو أن إهدار أي فرصة لتحقيق عقد إجتماعي وطني الأن قد تترتب عليه تكاليف عالية لإنجازه لاحقاً وتارة قد يصبح مستحيل تحقيق هذا العقد الاجتماعي بشكل نهائي وحينها سيدفع الجميع فاتورة الحرب وحتى الخرطوم ستنال حظها غير منقوص نتيجة السيناريوهات والغُبن التراكمي تجاه حُكم المركز والنخبة .
والبرهان يتحرك الأن وفي هذا الوقت لإثارة ملف شائك بدواعي تأسيس الجيش الوطني الواحد ويفعل ذلك لأجل إيقاف تطلعات الطبقة المستغلة التي تتقدم في كل ثانية وحين لإبتلاع المركز وهي بمقدورها ذلك خاصة أنها تمتلك الرجال وننتظر طرح المشروع للولوج للساحة السياسية وتغيير الأندية السياسية .
بينما يتحرك الجميع بخُطى صادقة لإكمال الإتفاق الإطاري في ظل تحديات جِسام وإصطفاف جهوي يقرع أجراس الحرب ويوقد الجمر وينثر الملح على الجِراح لأجل حكم النخبة الواحدة وممثلوها في ظل الفردية التي تنتقل بالحبل السري المغلق بينهم فيضعون المتاريس والعقبات لإجهاض المولود الجديد او إنجابه في الشهر الثامن .
ومن هنا نهمس في أذن الجنرال دقلو بأن الهيكلة والإصلاح يجب أن تكون إحدى مهام الحكومة المنتخبة وعن طريق برلمانها المنتخب الذي يشارك فيه الجميع حتى الطبقة المستغلة لنضع جميعاً قانون الهيكلة والإصلاح وقانون القوات المسلحة الذي يعبر و يخاطب وجدان جميع أبناء السودان متسلحين بقيم المواطنة على أساس الحقوق والواجبات ، وأن الهيكلة الان تعني الإلتفاف على الدعم السريع وإذا تم ذلك فإننا قد أضعنا مجهودات وأرواح وتضحيات في سراب بقيعة يحسبه الهامش ماء .