مصر تتعرض لعقلية سودانية ظالمة تشن هجوماً منتظما على المحروسة بلا كوابح بحجة وجود نظرة مصرية فوقية علي السودان لاتقدر وزنه وقيمته على جميع المستويات فضلاً عن ذلك يتحدث هؤلاء عن وجود ممارسات مصرية تقع في دائرة الاستغلال والانتهازية علي السودانيين بل النظرة السودانية التي تهاجم مصر لاتنظر الي الجزء الأخير من الكوب تقفز على جوانب المساوي والتصرفات حتى لو كانت من شرائح فردية دون النظر والاعتبار الي ماهو أعمق وأهم من ذلك!! ماذا قدمت مصر فى مجال التعليم.. أليست جامعة القاهرة فرع الخرطوم خرجت الالاف من السودانيين وصاروا يحملون شهادات جامعية استفادت منهم بطارية الخدمة المدنية يوم كانت الجامعات السودانية محدودة الي وقت قريب.. ماهو سر التدفق السودانى نحو مصر الذي تجاوز العشرة ملايين سودانى منهم من ذهب للعلاج أو السياحة اوالعلم أو التجارة أو المكوث في أرض الكنانة فضلاً عن شراء الاراضي والعقارات.
أيضاً هنالك من يتحدث عن ذهاب المنتجات الزراعية واللحوم وبعض السلع السودانية الي مصرعن الطريق البري معتبرين ذلك بأنه استغلال للسودانيين وسرقة خيراتهم دون التفكير بأن هذه المعطيات جاءت ارتكازا للسياسات الاقتصادية المتوحشة في السودان التي جعلت البنك الزراعي على سبيل المثال يعجز عن شراء القمح الوطني السوداني فكان من الطبيعي قيام التاجر المصري بشراءه الشئ الذي عالج اشكالية المزارع السوداني.. ماذنب مصر فى ذلك؟! سلع سودانية متعددة تذهب الى مصر فى وضح النهار برضاء التجار السودانيين!!
العلاقة السودانية التي لاتحبذ التماهي مع مصر من منطلقات نفسية وتاريخية وسياسية كان موقفها في البداية مع اثيوبيا في قضية مشروع سد النهضة فقد كانت الخرطوم في عهد البشير وحمدوك ضد مصر لكن رويداً رويداً تغير الموقف السودانى واصبح يتكامل مع الرؤية المصرية.
وبذات القدر هنالك رموز سودانية كثيرة ارتبطت بعلاقة وثيقة مع مصر كان لها دورا متعاظما في دفع التواصل بين الخرطوم والقاهرة الي الامام عندما تظهر البلايا والخطوب.
أيضا مر علي السودان مجموعة من الدبلوماسيين والقناصل المصريين قاموا بدعم العلاقة الوجدانية منطلقين من أهداف مبنية على تقدير كبير للمسؤولية المهنية والسياسية هؤلاء القناصل كانوا لصقين بالمجتمع السوداني يعرفون أوجاعه وملامحه وحوجته في النماء والتطور من وحي بعض هذه المعطيات جاء الامتياز المصري للطلاب السودانيين في الجامعات المصرية حيث يجدون التسهيلات والخدمات الكبيرة في مجال الدراسة لا تتوفر علي الطلاب من الدول الاخري.
بل هؤلاء القناصل والدبلوماسيين كانت لهم مواقف كثيرة تخدم العلاقة مع الخرطوم في عالم التجارة والبيزنس والحماية للجالية السودانية من الاستهداف والعراقيل.
بقدر ماتوجد عقلية سودانية تهاجم مصر يوجد مثلها في مصر.
غير أن فضاء العلاقة الازلية ومايحفه من نماء وقيم تاريخية وتبادل مصالح وساسة أماجد في شمال الوادي وجنوبه استطاع تقزيم الافرازت السالبة هنا وهنالك.