أثار فيديو مسرب تحدث فيه الفريق جقود مقوار نائب رئيس الحركة الشعبية شمال جناح الحلو جدلا” واسعا” وسط النخب السودانية ووسائط التواصل الإجتماعي، تحدث فيه عن لقاء جمع بين البرهان والحلو بحضور جقود والكباشي وياسر العطا، ذكر جقود مادار من حديث في هذا اللقاء وطلب البرهان من الحلو الحضور والمشاركة في السلطة ورفض الحلو هذا الطلب بحجة عدم الإتفاق ولأهمية الأمر وحاجة البرهان لوجود الحركة الشعبية معه في السلطة متجاوزاً بذلك كل ثوابت الأمة السودانية ومنفستو الحركة الشعبية الذي فاجأه به الحلو بإلغاء الشريعة الإسلامية وعلمانية الدولة؟ فماهو الأمر الجلل الذي يجعل البرهان يتذلل أمام قائد حركة متمردة وخارجة عن القانون وتقاتل الجيش السوداني لأكثر من أربعين سنة؟! قال جقود أن مبرر البرهان لهذا السقوط المدوي هو الإستعانة بالحركة الشعبية للقضاء على (المليشاوي) لأن هيبة الجيش ماعادت هى الهيبة الزمان؟! والحديث للمتحدث بالفيديو الفريق جقود،إذا تأكدت صحة الفيديو وأظنه صحيح بنسبة 100٪ ولم يكن مدبلجا”، وأكدت الحركة الشعبية اللقاء ببيان صادر منها ولم تنف ما قاله الفريق جقود، ولم يصدر بيان تأكيد أو نفي من رئاسة الجمهورية أو الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة، مما وضع الباب مفتوحا” لتصديق ما جاء بالفيديو، السؤال من هو المليشاوي المقصود؟ هل هو قائد قوات الدعم السريع؟ وأعتقد جازما” ان المقصود هو قائد قوات الدعم السريع لأن أحاديث هذا الثلاثي في مناسبات مختلفة عن دمج ألدعم السريع تؤكد ذلك، لعمري هذه قمة الإنتهازية وإزدواجية المعايير كيف تصف قوات تم إجازة قانونها من نفس البرلمان الذي اجاز قانون القوات المسلحة، وتعيين قائدها بنفس القرار الذي يعين به الضابط حين تخرجه من الكلية الحربية وهي قوات قاتلت في خندق واحد مع القوات المسلحة هذه الحركة الشعبية التي تتوددت إلى قائدها و طلبت مساندته للقضاء عليها وهي قوات تتبع لك بنص القانون كيف يحق لك أن تصفها بالمليشيا؟!،
المتتبع والقارئ الجيد لمسار الأحداث في السودان يجد أن العقلية الإستخباراتية هى المحرك والمخطط لكل هذه الاحداث بغرض خدمة نخب معينة ظلت تحكم السودان منذ الإستقلال وهى نفس العقلية التي تآمرت مع المستعمر وقسمت المجتمع السوداني إلى طبقات ومناطق مقفولة ليسهل حكمها مدى الحياة وهى نفس العقلية التي زورت تاريخ السودان، وما زالت تخطط وتدبر لمزيد من تجييش القبائل لتستمر في الحكم حتى لو على جماجم وأشلاء الشعب السوداني، هذه العقلية التآمرية والإستعلاء العرقي يجب أن تذهب إلى مزبلة التاريخ وبناء سودان يتساوى فيه الجميع، وإذا رجعت لعنوان المقال وعن الخيانة العظمى للوطن توجه تهمتها إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والإستقرار في بلاده، أو يقاتل مع طرف آخر ضد بلاده، او يتخابر مع دول أخرى معادية مسرباً لها أسرار الدولة، وتكون عقوبتها الإعدام أو السجن المؤبد، فكيف يكون وصف من يتحدث ضعف القوات المسلحة لقائد حركة متمردة بحضور مستشار أمني لدولة مستضيفة لهذه الحركة ومقدمة لها كل الدعم لتقاتل الدولة اليس هذه هى الخيانة العظمى ام يوجد أشخاص لهم حصانة تمنع اتهامهم بهذه التهمة رغم توفر الأدلة؟
على البرهان ومجموعته نفي أو تأكيد ماقاله الفريق جقود في الفيديو المنتشر في السوشيال ميديا وإذا عجزوا عن ذلك عليهم بتقديم استقالاتهم فورا وتقديمهم إلى محاكمة عادلة.
إذاً المطالبة بدمج الدعم السريع في القوات المسلحة دعوة حق أريد بها باطل لخدمة جهات محددة تريد الإستمرار في حكم السودان، يجب هيكلة القوات المسلحة قبل التفكير في دمج قوات الدعم السريع إليها، حتى تصبح القوات المسلحة قومية بحق وحقيقة من أعلى رتبة إلى آخر رتبة فلا يمكن ان تكون الرتب العليا من ولايتين فقط وبقية الولايات ممنوع الإقتراب من كابينة القيادة، القوات المسلحة هي محل فخر وإعزاز وثقة لكل الشعب السوداني لكن لايمكن أن تكون قيادتها حكر لجهات محددة، السودان ملك للجميع ويجب ان يحكم بعقلية وطنية صادقة وجامعة وعادلة بعيداً عن الإستعلاء الجهوي والعرقي وتتساوى فيه الحقوق والواجبات، وطن حدادي ومدادي يسع الجميع.