سماهر الخطيب
لا تزال التكهنات كثيرة حول من يقف خلف الهجوم الإرهابي الذي وقع في موسكو ليلة الجمعة في 22 آذار/مارس المنصرم والذي كان بمثابة الصدمة للرأي العام الروسي والعالمي، إضافةً إلى المراقبين الدوليين. ويبدو أنّ التقارير والمعلومات التي تصدرت الصحف والعناوين لم تستبعد حتى السودان
وعلى سبيل المثال فقد نشرت وكالة “سكاي نيوز” الفرنسية يوم السبت الماضي، مقالة تحدثت فيها عن تورط الجيش السوداني بالإستعانة بعناصر متطرفة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الحرب الدائرة في السودان ضد قوات الدعم السريع منذ ما يقارب العام، واستدلت الصحيفة بعدة شواهد تؤكد هذه الإتهامات.
واعتبرت الوكالة أن مشاركة كتيبة “أنصار دولة الشريعة” في القتال الدائر بالسودان، أمر لا ينفصل عن خروج العديد من السجناء التابعين للتنظيمات المتطرفة كالقاعدة وداعش، بعدما قام عناصر نظام البشير بفتحها أبريل الماضي بعد اندلاع الحرب، حيث قام أنصار النظام السابق بتحريرهم بشكل متعمد وبإتفاق مسبق للقتال بجانب الجيش ضد قوات الدعم السريع.
واستشهدت “سكاي نيوز” كذلك باعتقال قوات الدعم السريع في مايو الماضي، لأحد قادة تنظيم داعش علي الجزولي، والذي ظهر عقب اعتقاله قائلا في فيديو: “كنت أنتمي إلى داعش منذ عهد البغدادي”.
وأضافت أن “القاعدة” كذلك وجدت حاضنة لها في السودان منذ بداية عهد “الحركة الإسلامية”، وبما أن الإسلاميين عادوا مرة أخرى الى المشهد السياسي في السودان وبقوة، فمن المرجح أن تكون التنظيمات الإسلامية المتطرفة قد عادت أيضًا للعمل في البلاد.
ما يثير الإنتباه أن هذه التقارير والمعلومات ظهرت بعد الهجوم الإرهابي على العاصمة الروسية موسكو، حيث وقع إطلاق النار في قاعة المركز التجاري “كروكوس” في 22 مارس، واقتحم المبنى رجال مجهولون يرتدون ملابس مموهة وبدأوا في إطلاق النار. وتم إلقاء القبض على العناصر الإرهابية في صباح اليوم التالي، واتضح أن لديهم علاقة بتنظيم داعش، وتم تدريبهم لفترة قبل تنفيذ الهجوم الإرهابي.
وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه للشعب الروسي بعد ساعات من إلقاء القبض على المتهمين، أن الأجهزة الأمنية الروسية تمكنت من إفشال مخطط الإرهابيين وإلقاء القبض عليهم قبل وصولهم الى الحدود الأوكرانية، حيث تم تأمين “منفذ” لعبورهم الحدود، وكان هناك من ينتظرهم على الجانب الأخر.
وبدأ الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بنفي الإتهامات الروسية عن تورط أوكرانيا في الهجوم الأوكراني، على الرغم من وجود دلائل ملموسة لدى الأجهزة الأمنية الروسية لم تكشف عنها بعد، ولكنها أكدت وجود دلائل تورط النظام الأوكراني بالتخطيط للعملية بالتعاون مع الجماعات الإسلامية التي تنشط أيضًا في اوكرانيا وتقاتل بجانب القوات الأوكرانية في شرق البلاد.
وبطبيعة الحال، فإن روسيا تتهم بشكل صريح أوكرانيا بالتخطيط لهذه العملية، وقالت أنها ستنشر الدلائل والنتائج النهائية فور إنتهاء التحقيقات وجلسات المحاكمة المغلقة. وبحسب التصريحات الصادرة من شخصيات رسمية روسية، فأن العملية الإرهابية تمت بترتيب وتخطيط أوكراني ونفذت بمساعدة عناصر إسلامية متشددة، تستقطبها أوكرانيا من السودان، حيث تنشط وتقاتل بجانب القوات المسلحة السودانية منذ آب من العام الماضي.
وبدأت التساؤلات اليوم عن ثمن مساعدة كييف للخرطوم في حربها ضد التمرد، وهل إستخدام العناصر الإرهابية المتطرفة كان ضمن صفقة بين الطرفين برعاية ومباركة غربية.
وربما نستشهد في هذا الصدد بما قاله المحلل السياسي والمهتم بشؤون القرن الأفريقي سليمان السعيدي، بأنه لن يكون من المفاجئ أن الهجوم الإرهابي قد تم التخطيط له في السودان، بالإتفاق بين الإستخبارات العسكرية الأوكرانية وتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
كما يذكر أن وكالة “سبوتنيك” الروسية كانت قد نقلت عن مصادر إستخباراتية في صيف عام 2022، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية تقوم بتجنيد مسلحي “داعش” لإرسالهم إلى أوكرانيا.
وقال المصدر آنذاك لوكالة “سبوتنيك”: “وفقا للمعلومات المتاحة، تعمل وكالة الاستخبارات الأمريكية بنشاط على تجنيد مقاتلي “داعش” المحتجزين في السجون والمعسكرات، التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرقي سوريا. يقوم الأمريكيون بنقل الإرهابيين إلى منشآتهم بحجة إجراء تحقيقات إضافية مع احتمال نقلهم إلى أوروبا”.
ووفقا للمصدر، “فقد سلم الأكراد حتى ذلك الوقت للجانب الأمريكي عدة قيادات رفيعة المستوى ونحو 90 من مقاتلي “داعش”، معظمهم من مواطني دول الاتحاد الأوروبي والعراق وكذلك مهاجرين من الشيشان، ومنطقة شينغيانغ الإيغوارية ذات الحكم الذاتي في الصين”.
وبالتالي فإنه من المتوقع أن تكون قد تضاعفت هذه الأعداد منذ صيف عام 2022 وهذه الأسلوب الذي اتبعته الولايات المتحدة في سورية منذ أكثر من عشر سنوات عبر تدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية وهي اليوم تستخدمهم في أوكرانيا ضد روسيا وفي أي دولة لتحقيق أهدافها في السيطرة وقلب ميزان القوة تحت ما يسمى بالحرب الهجينة واللامتماثلة وهذا ما يثير الشكوك حول تورط السودان بالهجوم الإرهابي ضد موسكو في ظل ما تمّ ذكره من تقارير ومعلومات .
يُشار إلى أنه، انتشرت في وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية بعض المعلومات حول خطط أوكرانية للتوسع في غرب أفريقيا والمشاركة في النزاعات المسلحة على أراضي تحالف دول الساحل. إلى جانب استعداد أوكرانيا لإرسال قوات خاصة إلى ليبيا برعاية واشنطن، وتنسيق مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان. ويأتي ذلك، ليؤكد معلومات تم تداولها سابقاً، تفيد بأن قرار إرسال المرتزقة الأوكران إلى السودان لدعم البرهان، جاء أساساً، بطلب من واشنطن، كأحد الشروط لاستمرار الدعم المادي والعسكري لكييف، في حربها ضد روسيا، وتم التركيز وبشدة على ضرورة إبقاء هذه الاتفاقيات سرية.
ويبدو أنّ استخدام للمرتزقة الأوكران سواء في مناطق الصراع في السودان أو الصومال أو حتى في اليمن هو فصل ضمن استراتيجية شاملة لواشنطن، لتنفيذ مخطط يقوم على استخدام المرتزقة الأوكران، من أجل تحقيق مصالحها في القارة الأفريقية وفي أي دولة بالعالم دون تدخل مباشر منها وكذلك استخدام المرتزقة من تلك الدول في أوكرانيا لتحقيق ذات المصالح..
كاتبة سورية
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10