متقاعد يؤكد .. هزيمة الجيش منذ اليوم الأول للحرب

د.سعيد الكردفاني ✍🏿

أكد جنرال متقاعد بالقوات المسلحة السودانية هزيمة الجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبد الفتاح البرهان قد تجرع هزيمة ساحقة منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الكارثية بينه وقوات الدعم السريع من منتصف شهر أبريل من العام الماضي.

وقال الجنرال المتقاعد (م-ر) والذي عمل في التشكيلات القتالية المختلفة للجيش السوداني في حرب جنوب في الفترة من (83-1998 وكذلك مشاركته في قيادة العمليات المركزية وقيادة قوات أممية لحفظ السلام في عدد من الدول الإفريقية.

أسباب هزيمة الجيش:

وعدد الجنرال أسباب هزيمة الجيش الساحقة والتي تمثلت في محاصرة قيادة الجيش حصاراً محكماً لا فرار منه داخل أسوار القيادة العامة ولم ينجح الجيش في فكه أو كسره بكافة الطرق والأسس العسكرية المعروفة والمتبعة في فك وكسر الحصار الذي ظل مستمرا إلى يومنا هذا ما عدا حالات قليلة سنتطرق لها لاحقا.

مشيراً إلى أن الحصار قد وقع لقيادة الجيش بكاملها ما يعني أن هذا الحصار لم يقع تحته قادة ميدانيين يسهل تعويضهم أو إستبدالهم بآخرين يمكنهم سد الفراغ، بل وقعت تحت الحصار كل القيادة وبكامل أركانها ومن أعلى قمة هرمها.

حصار البدروم:

وتابع الجنرال بالقول (م-ر) بالقول أن قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ذاته قبع تحت الحصار لعدة شهور وكذلك نائب القائد العام الفريق أول شمس الدين كباشي وخرجا بطريقة ما الا أن الحصار ظل كما هو متفقداً قيادة الجيش من أداء مهامها العسكرية بعد أن ظلت حبيسه (البدرومات) ومقطوعة عن ما يجري من حولها.

قيادة الأركان تحت الحصار:

ويكمل الجنرال المتقاعد حديثه بأن قيادات الجيش العليا ومنهم الفريق أول محمد عالحصار،سين رئيس هيئة الأركان، والفريق أول مبارك كوتي المفتش العام للجيش وقع تحت الأسر في أول ساعة لإندلاع الحرب، بينما الفريق خالد عابدين الشامي نائب رئيس هيئة الأركان إمداد ما زال تحت الحصار، وايضاً الفريق عباس حسن الداروتي نائب رئيس هيئة الأركان عمليات ما زال تحت الحصار، واللواء محمد علي صبير رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ما زال تحت الحصار ، فضلا عن العديد من قادة الوحدات والفرق والأفرع المهمة تم تقديرهم بخمسين قائدا كلهم تحت الحصار منذ اليوم الأول للحرب حتى يومنا هذا.

وقال (م-ر) أن السبب الثاني في هزيمة الجيش هو فشله في استدراج قوات الدعم السريع إلى خارج المدينة وفقا لخطط الاستدراج المعروفة في العلوم العسكرية والاشتباك معه بعيدا عن المواطنين والمرافق المدنية بل تم استدراج الجيش نفسه إلى حرب مدن وشوارع لا خبرة له ولا دراية بها وتم فيها استخدام جميع أنواع الأسلحة بما فيها الطيران مما تسبب في خسائر ضخمة للمدنيين في الأرواح والممتلكات.

وقال إن السبب الثالث يتمثل في عدم مقدرة الجيش على حصر الحرب في مواقع محددة داخل العاصمة أو إفراغ العاصمة من السكان وحصر الحرب داخلها والسماح بتمددها لتشمل أكثر من ثلثي مساحة البلاد.

وذكر بأن رابع أسباب هزيمة الجيش منذ اليوم الأول للحرب تمثل في عدم توفر تشكيلات كافية من القوات البرية أو المشاة والتي تعتبر عاملا مهما وحاسما في العمليات الميدانية.

ولخص السبب الخامس للهزيمة في معاناة الجيش من نقص الإمداد اللوجستي من سلاح وذخائر ومركبات وغيرها من المعدات والمهمات العسكرية والعملياتية على وجه التحديد إما باستيلاء قوات الدعم السريع عليها أو تمكنه من قطع طرق الوصول أمامها وبالتالي الاستحواذ عليها أو تدميرها.

بينما عزى السبب السادس في عدم توفر وانسياب المعلومات الاستخباراتية عن تحركات وتشكيلات وتجمعات العدو وتحديد خطوط إمداده لقطعها وسد الطريق أمامها وهذا أيضا من العوامل العملياتية الحاسمة.

وقال أن سابع الأسباب في ضعف الجيش تعود للترهل الكبير في جسد الجيش ووجود عدد كبير من الضباط دون مهام نسبة لعدم وجود قوات ميدانية تناسب عددهم وتعمل تحت إمرتهم وقيادتهم وتوفر الضباط بأعداد تكاد تكون متساوية بين الضباط وما دونهم من مستويات ورتب.

استحالة انتصار الجيش:

وبنبرة خوف وحذر قال جنرال الجيش المتقاعد أنه سيكتفى بهذه النقاط السبع وسيمسك عن أشياء أخرى كثيرة لأن الوقت والظرف الحالي لا يتناسبان لذكرها. لقناعته بأن الجيش بمعطياته الحالية لن ينتصر ولو ظل يقاتل لمئة عام ما لم تحدث فيه الإصلاحات المطلوبة لمعالجة هذا الخلل البنيوي والهيكلي في صفوفه المترهلة غير المتناسقة.

مؤكداً بحسرة أن الجيش السوداني في ظل غياب القيادات المهمة والأساسية اما بالوقوع في الأسر أو تحت الحصار يظل وضع الجيش مثل فريق كرة القدم الذي يخوض مباريات مهمة ومصيرية في ظل غياب المدرب والجهاز الفني بأكمله وكذلك الجهاز الإداري وغياب حارس المرمى الأساسي وقلب الدفاع وراس الحربة وغيرهم من الأساسيين والدفع بلاعبين غير مهيئين وغير مواظبين في محاولة يائسة لسد الفراغ الكبير وليس النقص فحسب.