طالعنا اللقاء الذي بثه تلفزيون السودان مع الفريق أول ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة وعضو ما يسمى بمجلس السيادة، والذي جاء مخيباً لآمال ملايين السودانيين الذين يتطلعون لسلام حقيقي ينهي معاناتهم التى فاقت حد الوصف في مراكز النزوح ومعسكرات اللجوء، وعوضاً عن أن يبشرّهم أحد قادة هذه الحرب اللعينة بقرب اسكات صوت البنادق، جاء اللقاء بعكس ذلك تماماً، كما حفل اللقاء بالعديد من المغالطات والاتهامات الجزافية في حق القوى المدنية الديمقراطية المنادية بوقف الحرب.
اتهم الفريق أول ياسر العطا تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، بالعمالة والخيانة وهي تهم، غير أنها كاذبة، تنم عن درجة عالية من عدم المسؤولية في إطلاق الحديث على عواهنه فيمن يفترض فيه صفة القيادة والحكمة، إذ يعلم الفريق العطا قبل غيره مجافاة هذه الأكاذيب للحقيقة، فمن عمل على تجنيب البلاد الحرب؟ ومن سعى إطفاء نارها؟ ومن يعمل ليل نهار لمعالجة آثارها الكارثية التي ساهم فيها الفريق العطا بقسط وافر؟ فمن هو الذي يعمل لمصلحة وطنه و شعبه بالفعل من يدعو للسلام أو من حمل المعاول لهدم بلاده وقتل أهلها في حروب السودان السابقة والراهنة، وفض الاعتصام، و شارك فى صناعة انقلاب ٢٥ أكتوبر وما تلاه من قتل للمتظاهرين، وأخيراً من اشعل حرب ١٥ ابريل و يصر على استمرارها حتى و إن مات الناس جميعا و دٌمرت البلاد من أقصاها إلى أقصاها.
الفريق العطا غارق في بحر دماء شعب السودان التي سفكها دون رحمة، ومن يرتكب كل هذه الجرائم لا يحق له أن يدعي أفضلية أخلاقية تمنحه حق توزيع صكوك الوطنية و جدارة الانتماء إلى تراب الوطن و شعبه.
كما أن تصريحات العطا تكشف عن مأساة المؤسسة العسكرية التي سٌيست حتى النخاع ولم تعد تكترث لأبسط قواعد المهنية العسكرية، فليس للرجل رؤية للحرب و لا رؤية للسلام وإنما أدمن حرب الكلام التى تضج بالعنصرية و الحط من قدر العديد من المكونات السودانية الأصيلة. المؤسسة العسكرية التي اخترقتها الحركة الاسلاموية بصورة كبيرة و حولت بعض كبار قادتها لمجرد متحدثين باسمها عوضاً عن أن يتقيدوا بالمهنية و الانضباط والصرامة الواجب توفرها في من يرتدي البزة العسكرية، هذا التسييس أضعف المؤسسة العسكرية و أوصلها إلى مدارك سحيقة من الاستهتار بمصالح الشعب و بمقدّرات البلاد، وهذا ما كشفته بجلاء حرب ١٥ أبريل، والتي أوضحت صحة ما ذهبنا إليه من وقت مبكر حول ضرورة بناء جيش مهني قومي واحد ينأى عن ممارسة السياسة والاقتصاد ويتقيد بواجباته الأساسية و التي تنحصر في الدفاع عن البلاد من المهددات الأمنية.
اخيراً نؤكد نحن فى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) أن مثل هذه الأحاديث لن تزيدنا إلا تمسكاً بطريقنا الذي اخترناه في البحث عن سبل إحلال السلام في بلادنا، وهو طريق تعترضه قوى عديدة تستثمر في الحرب وتتخذها سلماً لبلوغ غاياتها السلطوية على حساب خراب البلاد و موت العباد. و مصاعب هذا الطريق لن تثنينا عن العمل لصالح بلادنا وشعبها حتى تنتهي هذه المأساة وتنعم بلادنا بالسلام والعدالة والديمقراطية والرخاء في وطن تنتهي فيه كافة أشكال التمييز والتسلط والفساد.
رسالتنا للفريق الفريق ياسر العطا و بقية رفاقه فى القوات المسلحة أن ما ينتظره شعب السودان منكم ليس هتافات عنصرية و زعيق فارغ و لا حديث فى الفلسفة عن الفرق بين مفهوم الشعب و الأمة و لا كيل الاتهامات المجانية تجاه القوى المدنية الساعية لإنهاء الحرب و توزيع نياشين الوطنية، بل ينتظر منكم قرارا شجاعا بالذهاب إلى التفاوض للوصول إلى سلام دائم مقتضاه معالجة أصول وأمهات المشاكل التي أدت إلى الحروب عبر حل سلمي متفاوض عليه.
بكرى الجاك
الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم)
الأحد ٤ أغسطس ٢٠٢٤
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10