– كشف ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني، عن رغبة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في “التنحي” وتسليم منصبه العسكري لنائبه شمس الدين كباشي، في إشارة ضمنية إلى يأسه من التقدم في المعارك مع استمرار الحرب دون أفق لنهايتها، وعجزه عن تحقيق الانتصار الذي يروج له قادة الجيش في كل مناسبة والتي أظهرت المعطيات أنها ليست أكثر من دعاية سياسية.
وأطلق العطا مجموعة من التصريحات المثيرة للجدل خلال لقاء مع التلفزيون السوداني الرسمي وقال أن البرهان “قال لي أنا وصلت الحد واتفقوا عشان نسلّم كباشي السلطة، فقلت له التنحي بعد هزيمة الجنجويد”.
وأضاف إنه في حال مقتل عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش أو نائبه في الجيش شمس الدين كباشي أو مساعديه الآخرين “فإن القوات المسلحة بها مليون من القادة كلهم البرهان وكباشي وياسر العطا”، وذلك في رد على محاولة الاغتيال التي استهدفت البرهان الأربعاء.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، تصدي مضاداتها الأرضية، الأربعاء الماضي لمُسيَّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية، بولاية البحر الأحمر بشمال شرقي السودان. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في بيان “تسبب الحادث في استشهاد 5 أشخاص، ووقوع إصابات طفيفة جارِ حصرها”.
وعلق المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق على منصة إكس أنه على تصريحات العطا، قائلا أنها “تؤكد حالة الإحباط واليأس التي يعيشها البرهان بعد هزائم الجيش والجماعات الإرهابية والحركات المرتزقة وعجزه عن تحقيق أي إنتصار على قوات الدعم السريع”، مضيفا أنها تشير إلى أن “هناك خلاف عميق بين العطا وكباشي، والمسيطر الفعلي على قرار الجيش هو العطا وليس البرهان بدعم من الحركة الإسلامية بقيادة علي كرتي.
ويرى متابعون للملف السوداني، أن العطا يعبّر عن الحركة الإسلامية السودانية وعن جماعة الإخوان، ولا يعبّر عن الشعب، فالحركة الإسلامية تراهن على العطا كأحد أدواتها للعودة إلى السلطة، وهو موثوق عندها أكثر من البرهان.
كما أن وجود العطا في منطقة أم درمان التي يوجد فيها عناصر الحركة الإسلامية والنظام السابق، وكتيبة البراء بن مالك تؤثر على خطابه التي تبدو متماهية معهم، وهو يدعم تسليح المقاومة الشعبية التي يعترض عليها كباشي، مما يؤكد أن العطا يعبّر عن النظام السابق ولا يعبّر عن السودانيين.
وأضاف العطا في تصريحاته أن حلفا إستراتيجيا يتشكل لصالح السودان من دول كبرى، ومن دول في داخل الإقليم وخارجه، بعدما عملت قوى إقليمية على حصار السودان وعزله.
وزعم أن الفترة المقبلة ستشهد انتصارات حاسمة للجيش في كل محاور القتال بعدما حصلوا مؤخرا على إمدادات عسكرية كبيرة، مع توقعات باستلام أسلحة نوعية أخرى “ستكون بداية لنهاية قوات الدعم السريع”.
الحركة الإسلامية تراهن على العطا كأحد أدواتها للعودة إلى السلطة وهو موثوق لديها أكثر من البرهان.
ولم يكشف عن الجهة التي منحت الجيش السوداني السلاح، لكن تقارير أشارت إلى أن إيران زودت الجيش السوداني بأسلحة مختلفة خلال الفترة الماضية. ضمن إستراتيجية تهدف إلى تمهيد الطريق لوجود بحري إيراني على ساحل البحر الأحمر.
وعلق الباشا طبيق على هذا الحديث قائلا على منصة إكس أنه “إذا كان حديث العطا صحيحًا، فإنه يؤكد وصول الباخرة الإيرانية التي تحمل الأسلحة والذخائر للجماعات الإرهابية التي تقاتل الشعب السوداني، وفي كل الأحوال أشاوس الدعم السريع ينتظرون وصول هذه الأسلحة لاستلامها من هذه الجماعات الإرهابية والتسلُح بها”.
ويرى محللون أن إيران تبحث عن موطئ قدم في المنطقة، وإذا حصلت على تنازلات جيوستراتيجية، ستقدّم المزيد من الطائرات دون طيار.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعاد السودان وإيران العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في العام 2016، بعد ذلكبدأت الطائرات العسكرية الإيرانية بالوصول إلى بورتسودان، وبدأت الطائرات دون طيار الإيرانية في استهداف مقاتلي قوات الدعم السريع.
ووجود قاعدة بحرية في السودان سيضع الجيش الإيراني وسط أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، ويظل السماح لإيران بإنشاء قاعدة يفتح الباب أمام هجمات من دول أخرى في السودان، كما أن روسيا تضغط أيضًا من أجل وجودها البحري على البحر الأحمر.
ويأتي إعلان العطا في وقت تتجه فيه الأنظار نحو محادثات جنيف المرتقبة لوقف الحرب في البلاد. كما يستبق رد الجيش السوداني على الدعوة الأميركية لطرفي الحرب في السودان، إلى بدء جولة محادثات جديدة تنطلق يوم 14 أغسطس/ آب الجاري في سويسرا.
واعتبر محللون ذلك دليلًا على وجود خلافات داخل معسكر الجيش السوداني حول العملية التفاوضية.
وغالبا ما يتجاهل العطا الأوضاع العسكرية الميدانية، واتساع دائرة سيطرة قوات الدعم السريع على مواقع عسكرية مهمة، وتزايد مساحات انتشارها وسيطرتها على ولايات ومدن وحصار أخرى، وقطع الطرق البرية بين وسط البلاد وغربها وجنوبها وشمالها، ويطلق تصريحات ويتوعد بالقضاء على ما يسميها “الجنجويد” التي تتسع دوائر سيطرتها دون جدوى.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10