علي أحمد
بغض النظر عن حديثه بأن حميدتي قد تم قتله، وهذه (حدوتة) مضحكة تنازل عنها حتى مروجوها الكبار أمثال “مبارك الفاضل” والسفير الكيزاني لدى ليبيا وبعض صحفيي الغفلة من شلة “الصادق الرزيقي”، ومزمل أبو القاسم وضياء بلال وبقية حملة (أظرف) رشاوى البرهان، فإن مجمل اللقاء المصور الذي اجراه موقع (أصداء) الكيزاني، مع الفريق أول صلاح عبد الخالق قائد سلاح الطيران والدفاع الجوي السابق، وعضو المجلس العسكري الانتقالي السابق، كان شهادة حق لصالح قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) في شجاعته وبسالته وقيادته للتغيير ووقوفه بجانب الثورة وجماهيرها.
كيف حدث ذلك؟
قال عبد الخالق، إن حميدتي غادر اجتماعاً كانت منعقداً في القيادة غاضباً، تبعه قائد ثاني الدعم السريع، بسبب رفضه لتعيين الفريق عوض أبنعوف رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، لأن الثوار لا يرغبونه به ولا يمكن العمل ضد إرادتهم، فيما كان بقية أعضاء المجلس الذي عينه أبنعوف خائفون لا رأي لهم ولا صوت، وبسبب موقف قائد الدعم السريع القوي والشجاع الداعم لمطلب الثوار “موقف من قال لا، في وجه من قالوا نعم، أو طأطأوا رؤوسهم خانعين”، ومطالبته بتنحيه اُضطر الفريف أول “عوض أبنعوف” إلى الانسحاب والتنازل والاستقالة خلال 24 ساعة فقط مضطراً لا بطلاً، وتم تصفية الضباط الكيزان الموالين لصلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات، من أمثال: كمال عبد المعروف وجلال الدين الشيخ والفريق أول شرطة الطيب بابكر، والفريق أول عمر زين العابدين، قبل أن يقوم حميدتي باعتقال قوش فيهرب بحيلة إلى خارج البلاد بمساعدة مصرية – (واخد بالك معايا)-، وذلك بعد وقت قليل من تولي البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بواسطة(حميدتي)، وكانت هذه أولى خدع وآلاعيب الكيزان على حميدتي!
وعليه فإن ملخص ما كشف عنه عبد الخالق، أن حميدتي هو الوحيد الذي وقف مع مطالب الثوار بإزاحة عوض أبنعوف وشلته من الضباط المؤدلجين والمنتمين إلى الحركة الإسلامية في قمة قيادة الجيش (هيئة القيادة)، ولكنه كشف أيضاً عن مدى خوار وضعف وجُبن، هؤلاء الضباط، وتدني فكرهم وضحالتهم وبؤسهم، كما فضّح أن موقفهم من رئيسهم البشير لم يكن انحيازاً للثورة ولكنه كان رضوخا تحت الضغط وتمويها لصالح الحزب الحاكم (الكيزان) بإحداث تغيير طفيف وهو تغيير (عمر البشير) فقط، أو (رأس النظام) كما أطلق عليه ابنعوف نفسه في بيانه الانقلابي الأول قبل أن يجبره حميدتي إلى تقديم استقالته ومغادرته.
اعتراف آخر مثير ، دفع به عبد الخالق، دحض الإشاعة المتفشية بأن ما حدث كان انقلاباً على البشير من قبل اللجنة الأمنية، وهذا غير صحيح، لأن اللجنة الأمنية وفقاً لعبد الخالق، كانت مكونة من قادة الوحدات التي تمتلك مقاتلين على الأرض، كالدعم السريع والقوات البرية والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، وبالتالي فإن ما حدث لم يكن كذلك، بل كان تمويها وانحناء من قبل هيئة القيادة لحميدتي، والإيحاء باستجابتهم لصوت الجماهير، ومن ثم التخطيط للتخلص من حميدتي لاحقاً وارجاع السلطة للكيزان، وهو ما حدث، رغم تأخره لأكثر من (4) سنوات حتى 15 ابريل 2023، بينما الوحيد الذي انحاز إلى الثورة بحسب إفادات صلاح عبد الخالق نفسه، هو حميدتي فقط، ولربما هذا ما دفع بعض الثوار إلى رفع شعار (حميدتي الضكران الخوّف الكيزان) في ميدان الاعتصام، قبل أن يتم خداعهم باغراق الميدان بالعملاء والأمنجية والغواصات، فأضاعوا ثورة كاملة، وأضاعوا معها البلاد بأكملها.
ما يثبت أن ذلك صحيحاً، وأن موقف قائد الدعم السريع من الثورة كان الأقوى بالنسبة لمواقف الضباط الآخرين، هو إصراره – بشهادة عبد الخالق- على إيداع (رأس) النظام السابق سجن كوبر، وكسره لقرار عوض أبنعوف و(شلته) بالتحفظ عليه في منزله (في مكان آمن) كما قال في بيانه الانقلابي، ولولا حميدتي، لربما تمكن البشير من العودة إلى السلطة خلال أيام، ولو حدث هذا لكان استخدم فتوى شيخ الدمويين والكذابين وقتل ثلث الشعب السوداني.
في هذا السياق، سأل المذيع، الفريق صلاح عبد الخالق، ماذا كان رأيكم، عندما أصر قائد الدعم السريع على ايداع البشير السجن؟، فكان رده: ” ما كان في زول يقدر يقول رأي آخر”، فما معنى ذلك؟ – وما الذي يجعل أي أحد منهم يقدر الآن -حالياً- على قول رأي آخر والرصاص (يلعلع) وهم هاربون من أرض المعركة؟؟ هل سمعتم يا من تنتظرون نصراً من البرهان؟
انهم جبناء فطرة ، ومن يومهم.
حديث عبد الخالق معناه ببساطة أن حميدتي هو الذي قاد التغيير ، وأنه كان مسيطراً على الأوضاع وأن قادة الجيش الآخرين لم تكن لديهم (كلمة) ولا يستطيعون أن ينبسون ببنت شفة أو يعارضون قرارات قائد الدعم السريع، لأنه الذي كان يحرسهم في مقر قيادتهم، وكانت قواته تقاتل نيابة عنهم في دارفور وغيرها، كما تكشف هذه الجزئية عن مدى جبن هؤلاء الضباط وخوارهم، وهذا يكشف الحال الذي وصل إليه الجيش آنذاك، كما يؤكد مقولة حميدتي الشهيرة (بأنه لا يوجد جيش) أصلاً، وهذه عبارة قالها في وجود عمر البشير نفسه، وليس من دليل على ذلك مثل وجود شخص هزيل ومنخور مثل صلاح عبد الخالق في قيادة القوات الجوية، ما يجعلنا نتساءل كيف وصل رجل بهذا الإمكانيات الضعيفة وهذه العقلية الخانعة إلى هذا المنصب الرفيع؟!، وكيف بلغ هذا المقام العسكري السامي، وهو يتحدث بهذه اللغة (الشوارعية) الركيكة خاصة عندما أراد أن يتبنى الرواية الكاذبة القائلة بمقتل حميدتي، فقد شعرت بالحسرة على هذا الجيش (وهذا ليس جيش)، عندما قال ” والله الزول البنضرب بطيران، يوم القيامة ذاته ما بقوم”!!، وكأنه يتحدث من أزقة الحواري الشعبية!
جيش هؤلاء قادته، لن ينتصر في معركة واحدة، ولا ينبغي له. هذه هي الحقيقة المرة التي ظل الجميع يتهرب منها، وقد حان الوقت لمواجهتها والتعامل معها، من خلال القبول بتأسيس جيش جديد، بناءه (من أول وجديد)، حتى لا ينتح لنا ضحالة وسطحية وعاهات مثل عبد الخالق والبرهان والكباشي والعطا وغيرهم.
نحن فعلاً في حوجة بالغة إلى تأسيس جيش جديد، قوامه: الرجال .. الرجال.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10