في مقابلة مع (التغيير) تحدث الشاعر أزهري محمد علي، عن الواقع الشعري والإجتماعي والسياسي السوداني، وعرج على وضع الساحة الأدبية وقدرة الشعر على الوقوف في وجه الحرب، ودافع محمد علي عن قصيدته الأخيرة (لازم تقيف) التي ووجهت بسيل من الإنتقادات، وعبّر بوضوح عن رأيه في الحملات الموجهة ضد ثورة ديسمبر ورأى أن رحيل نجله زرياب مثّل جرحاً غائراً له ولأسرته، فيما أجاب برحابة صدر عن الكثير من النقاط.
أجرى المقابلة: عبدالله برير
كيف تقيّم واقع الساحة الشعرية بعد قرابة عام ونصف من حرب السودان؟
الحرب جنت على الحياة وحولتها من ساحة بكامل سلامتها ولطفها إلى دمار وخراب وتعدت على كل الساحات وهي حرب مؤكد تنسف الاستقرار اينما كان، على مستوى الحاصل في السودان كل الأنشطة الحياتية حدثت فيها ربكة وخلل واضح، على سبيل المثال منتخبنا الوطني في الرياضة يلعب خارج أرضه وكذلك الأندية وليس هنالك دوري، تم العصف بجميع السوح وتشظت وتفرقت الناس بين الضفاف والمدن والعواصم كما تفرق الشعب السوداني ولم تبق هنالك بالتالي ساحة أدبية وساحه شعرية على الحيز الجغرافي، كما أن الشعراء تقسمتهم الأماكن البعيدة ولكن الشعر والأدب موجود ويحمل رسالته بكل مكان ويستطيع أن يخاطب الضمير الجمعي والذائقة والهموم الوطنية والحياتية اينما كانت، وتصل القصائد من حين لآخر لكنها تصل مشروخة ومرتبكة ومجروحة بالواقع المرير الذي يعيشه شعبنا، نتمنى أن تنطوي هذه الصفحة ونعود للحياة.
الشعر قادر على الوقوف ضد قبح الحروب لكن هنالك شعراء يكتبون للحرب
هل يستطيع الشعر أن يقف في وجه الحرب وأن يجمّل قبح الحياة؟
بالتاكيد الشعر قادر على الوقوف ضد قبح الحروب وفي الجانب الآخر على العكس تماماً هنالك شعراء يكتبون للحرب، المحصلة الأخيرة هي ان الشعر وحده لا يستطيع ان يوقف الحرب ولكنه من الممكن أن يحدث حالة من الوعي الجمعي عند الناس حتى يملكوا ادواتهم ويعودوا لرشدهم بأن الشعر والفن بصوره عامة دعوه للحياة وليست دعوة للحروب وبالتالي المؤمنون برسالة المحبة والسلام وإشاعة الحرية والعدالة، يعلمون تماما أن هذا صعب تحقيقه وصعب إنجازه في ظل الحروب والتقتيل والنزوح واللجوء والشتات الذي يعيشه الشعب، الحرب هي كل القبح لأنها تعني سفك الدماء وهتك الاعراض والتعدي على الممتلكات، دعوتنا للشعراء بأن يقفوا مع دعوة السلام وايقاف الحرب ليعود الناس لحياتهم ومدارسهم وعملهم مثل كل شعوب الدنيا بشكل طبيعي.
هل تشيخ القصيدة ومفرداتها ومضامينها عند الشاعر؟
احياناً إذا ذبلت ذاكرة ومخيلة ومعين الشاعر والظروف الضاغطة التي من الممكن ان تساهم في هذا الذبول، ولكن هذا يعتمد على مقدرة الشاعر في مسألة تجاوز كل العقبات والمعوقات والمحبطات التي من الممكن ان تساهم في تغييب صوته الشعري وتحدي الظروف لإعادة بناء قدرته في انتاج قصيدته.
من قاموا بهذا العمل ضحايا تحت تاثير العمل الذي يسخرهم للتحول الى مدافعين عن مسألة حرب
نصك الأخير (لازم تقيف) هوجم بشراسة واُتهم بالصناعة وقلة الشاعرية، ما تعليقك؟
صحيح النص وجد كثيرا من ردود الافعال التي تحركت من شخوص معروفين بمواقفهم وهم يعتقدون بأن باغتيال القصيدة سينتصر لفكرتهم باستمرار الحرب، الوضع الطبيعي هو ان تذهب للمحمول او المضمون الاساسي للقصيدة ومسألة التركيب و البناء الشعري للنص وهذا ليس تخصص هذه الغرف الإعلامية المضادة وإنما تخصص مدارس نقدية تمتلك أدوات النقد الموضوعي الذي يمكن ان يحاسب النص الشعري، لكن ان تجند غرف حربية وعسكرية لاغتيال القصيدة فهذا بالتاكيد يخلق لها رد فعل مضاد، مع ذلك النص حقق نجاحات كبيرة وأنا سعيد بها وأبدا (ما زعلت) بل على العكس لانني لا اعتقد ان من قاموا بالعمل هم ليسوا اعداء بل ضحايا تحت تاثير العمل الذي يسخرهم للتحول الى مدافعين عن مسألة حرب هم يدافعون عنها بالوكالة وهي ليست حربهم بل حرب لها ابعاد بعيدة ومن اشعلها يسميها (حربا وجودية) لكن بالنسبه لهم ولوجودهم وليس للسودان لان الوجود الحقيقي ياتي من خلال السلام، عموما لم انزعج من رد الفعل على القصيدة ولم انساق وراء انتاج ردود افعال لها لانني كنت اعرف مراميها وهي خدمت فكرة الدعوه لايقاف الحرب اكثر من فكرتهم الداعية لها، ولذلك لم اتوقف عندها وشاكر للاصوات التي تصدت لمن هاجموا وهنالك من قال رأيه بادب هونالك من أساء الأدب، الفئة الأولى لها الشكر والآخرون لا اجاريهم لأن كل جبل على أخلاقه، ولست مسؤولا عن إساءة الأدب.
ما حدث لا أسميه صمودا في وجه العاصفة لأن العواصف تمر ولكن (الريح في الحجر شن شايلة)
انحيازك للسلام ومشاركتك في مؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وضعك أمام سيل من الاتهامات كيف صمدت في وجه هذه العاصفة؟
السؤال لخص الإجابة لأن المؤتمر كان انحيازا للسلام، حيثما كان السلام موجودا ساكون هناك حتى دعاة الحرب انفسهم الذين ويحركون جمرها من تحت مقعد الشعب السوداني اذا عادوا لرشدهم وقرروا إقامة منبر للسلام ساكون حاضرا، ردود الفعل والانتقادات ليست جديدة علي ومن يكون في العمل العام من الطبيعي ان يتهيأ لمواجهه الانتقادات، بعضها موضوعي وبعضها غرضي ناتج عن حرب بالوكالة لكن استمرار منبر السلام والمحبة ننحاز له دوما، منذ وقت طويل اعرف ان هذه مواجهة مستمره لعقود ولن تكون الأخيرة لأنها صراع بين الخير والشر وجدلية متجذرة في التاريخ والحضارة والثقافة، المتربصون بالايذاء يمتلكون رصيدا وافرا من الرغبة في التصغير من جهود الاخرين، الفترة الماضية واجهت حملة منظمة تضمنت تنزيل صور فاضحة وتهكير للصفحة الرسمية بفيسبوك وفبركة لتسجيلات بانني اصبت بالعمى واسأل الاصدقاء المساعدة مرورا بالحملات الاعلامية في مشاركتي بمؤتمر (تقدم) ثم قصيدة (لازم تقيف)، هذه غرف لها موجهات وأجندة، ما حدث لا أسميه صمودا في وجه العاصفه لأن العواصف تمر ولكن (الريح في الحجر شن شايلة).
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10