طيف أول :
لا يهم الآن إن تسارعت الخطى او تثاقلت ذهب الشغف وابتلت الثقة بالشكوك وثبت الجُرم بإذنهم
و”لا النفي” لن تفيد وماعادت الأساليب في فن الخدعة
تجدي، فالحقيقة عارية ترفض أن يسترها ثوب الأكاذيب
ودخلت حكومة بورتسودان في دائرة خطيرة ومغلقة قد لايكون الخروج منها بالسهولة التي تعتقدها وبدأت في مشوار جديد ينقلها من مربع الهجوم على المجتمع الدولي بسبب عدم مساندته لها في حربها ضد الدعم السريع الي مربع ( المواجهة) معه والدفاع عن النفس
ولن تهدأ جهودها الدبلوماسية والسياسية في محاولة درء المخاطر التي بدأت تضرب خيامها عليها
وقد لاتنجح هذه الجهود الضئيلة في وقت بدأت فيه فعليا مرحلة رفعت فيها الأقلام وبدأ دفع الفواتير على كل الأخطاء التي ارتكبتها
ووصل عصر أمس الفاتح محمد عيسى طيفور النائب العام الى جنيف وذلك للمشاركة في أعمال الدورة ٥٧ لمجلس حقوق الإنسان لتقديم بيان الحكومة الذي سيقدمه خلال جلسة الحوار التفاعلي المعزز مع بعثة تقصي الحقائق المُشّكلة من قبل المجلس ،
و سوف يستعرض البيان التحقيقات والإجراءات القضائية التي اجرتها اللجنة ويفند تقرير بعثة تقصي الحقائق وما تضمنه من توصيات التي يرى انها ذات طابع سياسي ولا تقع ضمن تفويض البعثة بحسب قرار تشكيلها
ومخطئ النائب العام
إن ظن أن البعثة تعتمد في تقريرها فقط على زيارة ارض المعارك والتي قصدت الحكومة ان تعتمد على هذه الحيلة عندما منعت البعثة من الدخول الي السودان هذا المنع الذي كانت الحكومه تتعمده لتأتي وتقف لاحقا، أي في مثل هذا اليوم لتقول إن البعثة قدمت تقريرا وهي لم تزر السودان
ومُدرَك أن البعثة لديها فرق تحقيق وصلت الي الشعب السوداني في اكثر من دولة في مناطق اللجوء
وألتقت بمئات الضحايا فالشعب الذي هرب من السودان نصفه خرج بعد ان تعرض لاسوأ الإنتهاكات التي ارتكبت من قبل الدعم السريع والجيش
والكثير من الأسر السودانية فقدت عددا من افرادها الذين ماتوا بدانات ومدافع الدعم السريع او بقصف طيران الجيش او فقدت ممتلكاتها او تعرضت النساء فيها للإغتصاب والقهر جميعهم يتواجد الآن في مناطق النزوح ودول الجوار فكلهم عكسوا مارأت أعينهم للبعثة وحكوا عن معاناتهم مع الموت والفقد بوجوهه المتعددة
كما ان البعثة ايضا تواصلت مع الشعب السوداني عبر وسائل مختلفة ومنذ تكوينها فتحت خطا مباشرا مع الشعب السوداني لتلقي الشكاوى وكانت شفافة للغاية في إدانتها لجرائم قوات الدعم السريع وتحميله نصيب الأسد من الإنتهاكات، وقالت ان قواته مارست افظع الإنتهاكات وجرائم الحرب
ولكن تريد الحكومة عبر مقارعة النائب العام يجنيف غفران جرائم الجيش لتلقي بنفسها بعيدا عن دائرة الآتهام الدولية وهذا لن يحدث لأنه يتنافى مع الحقيقة ، لطالما أن ثمة جرائم مروعة ارتكبتها كتائب العمل الخاص وكتائب البراء، وقصف طيران الضباط الإسلامين المواطنين بلا رحمة في عدد من المدن
فمنذ ان بدأت الحرب حذرنا من ارتكاب الجرائم التي سيأتي يوما وتساوي بين الطرفين لذلك إن النفي الذي يقدمه النائب العام لن يشفع للحكومة التي بدأت تسارع في الخطى الآن وتطرق كل الأبواب لكن يفوتها أنه انتهى الوقت وفات الآوان
فما أوصت به بعثة الحقائق ستكون له الف أذن صاغية وان مرافعة النائب العام لن تغير في الواقع شي فالبعثة سيتم تمديد عملها لفترة قادمة حتى وإن تم وقف اطلاق النار ستدخل الي السودان وستعمل في البحث عن الجرائم الخفية وجرائم (ماوراء الجبال) وستكون الصين قبلة حج البرهان الأخير أول الموقعين على تمديد عمل البعثة بل وعلى دخول القوات لحفظ السلام وستحتفظ روسيا بمكانها تحت لافة التحفظ فالصين وروسيا لم تمنعا دخول اليوناميد من قبل ولم تبطلا قرار المحكمة الجنائية ضد البشير بالرغم من اواصر الصلات بينهما وحكومة السودان
وكما ذكرنا من قبل ان روسيا والصين مصالحهما مع الولايات المتحدة الامريكية اكبر بكثير من مصالحهما مع حكومة (المدينة الواحدة) بورتسودان. وجنيف التي يقف علي منصتها النائب العام هي ذاتها التي فتحت ابوابها للجيش عندما دعته للحوار وخذلها البرهان وحكومته وتمسكوا بموقفهم الرافض فسترد له التحية بأحسن منها خذلانا، فالمجتمع الدولي منذ ان لوحت واجهاته العدلية بالتدخل بارح منطقة الحل السياسي ولن يعود له مالم تتقدم الحكومة نحو منصات الحوار في جدة
لذلك هما خياران لاثالث لهما إما القبول بالتفاوض اوتدخل دولي عسكري وما بينهما ماهو إلا إهدار للوقت ووأد للفرص.
طيف أخير :
#لا_للحرب
بعد أن إلتقى الحكومة
مدير منظمة الصحة العالمية: ( يحزنني الوضع في السودان).
ولكنه لايحزنهم!!