علي أحمد
يبدو أن ياسر العطا منذ أن بثه الله سبحانه وتعالى داجناً يمشي بين الناس على أرض السودان، جعل له حظين، أحدهما من الدنيّة العسكرية والدونية الإنسانية، ووسمه بانكسار شخصي داخلي وخنوع لتنظيم سياسي فاسد واجرامي (الكيزان) حد التعرّي والابتذال، فصار بين أيديهم لهذا السبب دمية يحركونها ويتلاعبون بها، والآخر: إحساسه بتفاهته وبالبصق في كرامته ما جعله لا يأبه ولا يبالي بابتذال ما تبقى منها إلى حد لا يوصف فطفق يمرغها في وحل القذارة الكيزانية فأهان شرفه العسكري، وألحقه بشرفه الشخصي الذي فقده باكراً (زمان)، وأرزى به أيما إرزاء، له العار وعليه لعنة الله وغضبه بكرة وعشيا.
بالأمس، ظهر العطا في أسوأ حالة إنسانية عرفتها البشرية، ظهر كبعرة معلقة على مؤخرة شاة جرباء، أمام ثلة كريهة المنظر سيئة المنقلب من مليشيات هيئة العمليات الأمنية وكتائب “الفرقان” و “المنتصر بالله” الكيزانية المهزومة المندحرة، في فاصل تهريجي ملؤه الجهالة والضحالة والكذب والسخف، فبعد أن أكمل افراغ بذاءته في رؤساء وحكومات وشعوب الدول المجاورة والصديقة والشقيقة وعلق على مشاجبهم فشله الذريع والمريع في تحقيق أي انتصارات على أرض المعركة، عاد أمس لـ(يهاوش ويناوش) الشعب السوداني التوّاق للحرية والسلام والديمقراطية وينذره ويهدده أن رئيسه وقائده (البرهان) الذي لا يقل خفوتاً وعتمة وانخفاضاً وجهلاً وسفاهة وغباءً عنه، سيستمر في حكم البلاد حتى في الفترة الانتقالية ولأربع دورات انتخابية كاملة، بمعنى أن البرهان – وربما يقصد نفسه عندما ينوب عنه – سيظل رئيساً للمجلس السيادي لسنتين انتقاليتين ثم لـ 16 سنة (مجموع أربع دورات انتخابية) بافتراض أن الدورة الواحدة تعادل أربع سنوات، بما يعني أن هو أو البرهان – وبالتالي الكيزان- سيحكمون لمدة 18 عاماً، هذا وفقاً لافتراضه طبعاً، لكن في الواقع وعلى الأرض وبعد حوالي (18 شهراً) من الحرب، لا أحد يرى مؤشراً واحداً يجعل العطا يدفع بهذا الافتراض، بل لا أحد يستطيع أن يجزم ما إذا كان الرجل سيستمر في منصبه الراهن لـ 18 ساعة أو يوماً أو شهراً، فالمهزوم يضع روحه بين كفيه ويقبض عليها بإحكام، فلربما تطير منه في أي لحظة وتصعد إلى السماء، وفي ذلك الوقت لن يقوى العطا حتى على النعي والعزاء.
وبعيداً عن هذا السجع، فإن أقوال هذا “المنخور” المرتجف الراجف والمرتدف الرادف، تكشف بجلاء عن من الذي أشعل الحرب ومن أجل ماذا؟، لقد شن ضباط التنظيم العسكري الاسلامي داخل الجيش الحرب بأمر من الحزب المخلوع ضد زميلهم (حميدتي) عندما وقف حجر عثرة أمام طموحاتهم بالاستحواذ على السلطة، وأجهض أحلامهم بإدارة البلاد بمعرفتهم لمصلحة الكيزان، ولما ألحق بهم الهزيمة النكراء وأخرجهم من العاصمة ومن القيادة العامة والقصر وقذف بهم في بورتسودان وكرري والقاهرة واسطنبول، قرروا الكشف عن مؤامرتهم الحقيرة والدنيئة التي تسببوا من خلالها بقتل الشعب السوداني وتشريده وتجويعه وتدمير وطنه، فاحتفوا بكتائب الفرقان والبراء والمنتصر بالله ومليشيا العميل مفقوء العين وأعور الفؤاد “صلاح قوش” المسماة بهيئة العمليات والتي لا هي هيئة ولا هي قامت بأي عملية منذ تاريخ انشائها سوى قتل شعبها الأعزل، وعندما حاولت أن ترفع رأسها قليلاً إبان الفترة الانتقالية تصدت لها قوات الدعم السريع أمام أعيننا وفرقتها أيدي سبأ وقضت عليها، لكن العطا ومعه “برهانه” الذي يريد أن يحكمنا لأربع دورات مقبلة (إن انتصر) ولن ينتصر، أعادها إلى الواجهة ظناً منهما أن لديها قدرات عسكرية ومهارة قتالية غير مسبوقة، لكننا رأينا ضباطها يسقطون وجنودها يولون الأدبار ويدخلون الأجحار ما إن يظهر أمامهم جندي واحد من جنود الدعم السريع، ومع ذلك يريدون أن يحكموا السودان!!
لا شك لدّى أن العطا الذي يعمل لدى البرهان والكيزان مرزئة ذباب، يهشه عنهم، فهذا العطا لا يستطيع أن يذّب صبية وشبان يحاربونه على الأرض عن نفسه وجيشه، دعك أن يحكم هو وبرهانه السودان، فهذا دونه خرط القتاد ودونه المهج والأرواح والثورة العارمة، ولن تكون ثورة بشعاراتها الوردية الحالمة كما سابقتها، بل ستهتف الشوارع بما ظل يخبئه العطا ويخشى انكشافه، وهو مصدر عذاباته واحساسه الداخلي بقذارته وتفاهته، والجذر الرئيسي لاضطراباته النفسية واسترجاله وعنترياته الفارغة!!
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10