علي أحمد
أذاقت عصابة “أولاد قمري”، المكونة من شباب من الولاية الشمالية كانوا يعملون بالشرطة والمباحث وجهاز الأمن ومليشيا الاحتياطي المركزي ثم تقاعدوا أو أُحيلوا إلى التقاعد، الشعبَ ويلات الجرائم. قام اثنان منهم (توأمان) بتشكيل عصابة للاتجار بالبشر والمخدرات وتوزيعها على مستوى السودان عبر عملاء محليين، مستغلين معرفتهم بالقانون وعلاقاتهم مع أجهزته التنفيذية.
كانت العصابة المعروفة بـ”أولاد قمري” تجلب مخدر (الآيس) من مصر بمعرفة السلطات الأمنية في البلدين، وتمكنت خلال وقت وجيز من خلق نفوذ واسع في الولاية الشمالية، خصوصاً في مناطق تعدين الذهب والمثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، حيث تنتشر أنشطة تهريب المخدرات والبشر وغيرها.
يخرج علينا قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، ليل نهار، دون كلل أو ملل، قائلاً إن قوات الدعم السريع عبارة عن مليشيا، فيما الحقيقة التي يعلمها الناس كافة أنها شُكّلت بموجب قانون أُجيز بالإجماع من قبل برلمان حكومة المخلوع البشير عام 2017، ثم اختار البرهان قائد الدعم السريع (حميدتي) نائباً له في المجلس العسكري الانتقالي ومجلس السيادة، وهذا وحده يكفي لتكتسب الدعم السريع صفتها القانونية والدستورية التي لا يستطيع أحد مهما أوتي من فقه قانوني المجادلة فيها.
ويحدثنا عن (مليشيا متمردة) في الوقت الذي ظل فيه منذ حربه التي أشعلها ضد الدعم السريع في 15 أبريل يؤسس عشرات المليشيات القبلية في مناطق لم يعرف سكانها مثل هذا النوع من المليشيات عبر تاريخها، مثل شرق وشمال ووسط السودان. يا له من رجل كارثي بامتياز!
نعود لعصابة “أولاد قمري” التي تبناها قائد مليشيا الكيزان عبد الفتاح البرهان بعد أن فشل في حربه وتجرّع الهزيمة تلو الأخرى وأصبح عاراً وشناراً على الجيش، فأطلق عليها اسم “كتيبة الاستطلاع الاستراتيجية”، فأصبحت عصابة المخدرات وتهريب البشر بين ليلة وضحاها تابعة إدارياً لاستخبارات الفرقة (19) مشاة – الولاية الشمالية، بشعار لا يخلو من الطابع الجهوي والعنصري (أولاد البلد) – كما راعيها- ومنح أفرادها رتباً عسكرية مختلفة واستقلالية كاملة عن الجيش، ووضع على رأسها التوأم “أولاد قمري” رئيسي العصابة، فعاثت في الأرض فساداً ونهباً وسرقة وقتلاً، ولا تزال، وحوّلت المثلث الحدودي إلى مساحة لممارسة البلطجة والقتل والتهريب وتوزيع المخدرات.
ومع ذلك، أتاح البرهان لها مساحات في إعلامه الرسمي للترويج لها، ومنها أن إذاعة الشمالية أجرت حواراً مع قائدها (ود القمري) حسين يحيى، فأقر بأن لديه معسكراً للتجنيد، وأن عصابته لها أرقامها العسكرية من الجيش وتضطلع بمهام عسكرية مركزية مثل الطواف الليلي ونصب الإرتكازات، بالطبع مما يسهل عليها ممارسة وظائفها الرئيسية في الاتجار بمخدر (الآيس) وتهريب البشر والذهب بسهولة ويُسر.
إنها أخطر عصابة إجرامية صارت مليشيا برعاية البرهان ووالي الشمالية الذي زارها وأشاد بها، فيما ترتكب جرائم يندى لها الجبين وتسير بها الركبان.
إن عبد الفتاح البرهان هو الخطر الأكبر على السودان بحق وحقيقة، وأتذكر أنه عندما انقلب على حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، صرح بأنه اتخذ هذه الخطوة لمنع نشوب حرب أهلية وشيكة، قبل أن يشعل الحرب بنفسه، ثم أصبح يتحدث عن الدعم السريع كمليشيا، فيما استمر بشكل متواتر ومتسارع ليس فقط في إعادة المليشيات الإرهابية الكيزانية التي تم حلها إبان الحكومة الانتقالية، بل خلق عشرات المليشيات الأخرى، وتحالف مع مليشيات المرتزقة التي تُسمى مجازاً بـ(حركات الكفاح المسلح).
بناءً على ذلك، يصبح عبد الفتاح البرهان صانعاً محترفاً للمليشيات ومفككاً كبيراً للجيش السوداني، الأمر الذي يعرض البلاد والشعب لخطر عظيم حتى لو توقفت هذه الحرب. فمن سيتمكن من السيطرة على عشرات المليشيات ذات الطابع القبلي والجهوي (وهذا هو الأخطر)؟ ومن يستطيع أن يعيد للشعب السوداني جيشه الذي تفكك وذاب في المليشيات المختلفة وضاع في خضمها (شمار في مرقة)، بينما يمارس هذا المجرم (البرهان) لعبته المفضلة في اللعب على تناقضات هذه المليشيات؟ وهذا لن يستمر طويلاً، فسوف تنقض عليه عاجلاً أم آجلاً.
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10