الخميس”٢٦/سبتمبر/٢٠٢٤”،هو اليوم المُقرر لتقديم المدعو عبدالفتاح البرهان خطاب أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ،مُنتحلاً صِفة تمثيل الدولة السودانية في المحافل الدولية.
لا أدري بأي حق يمثل عبدالفتاح البُرهان الذي يترأس عصابة بورتسودان الهاربة من أتون الحرب التي أشعلوها في صبيحة السبت،١٥أبريل/٢٠٢٣م ،ثم ولوا الأدبار نحو بورتسودان تاركين الشعب السوداني تحصده براميل الطيران العسكري الحارقة ويتوسد الألم والعوز في معسكرات اللجوء الخارجية والنزوح الداخلي.
البرهان الذي تحاصره إتهامات عديدة وتلاحقه قضايا متعددة أخرها الفيديو الذي نشرته الوكالة الفرنسية(Visegrad24) لإحدى الناجيات من محرقة دارفور في زمن البشير،والتي ذكرت في حديثها المأسوي بأنها تعرضت للإغتصاب والإستغلال الجنسي من المدعو (عبدالفتاح البرهان)،الذي إرتكب جريمة قتل عمداً ضد خالتها ،لتهرب هي بنفسها وتعيش مأساة الحَمل سِفاحاً،و ولادة طِفل تكفلت بتربيته وحدها الى سِن العاشرة ليموت في ظروف غامضة تاركاً والدته لإجترار ذكريات العُنف والإغتصاب والإستغلال الجنسي والخوف من الوحش الذي اغتصبها وقتل خالتها بلا رحمة.
بعيداً عن العواطف ،لابد من الوقوف الى جانب 《حليمة صديق》ودعمها من أجل إظهار الحقائق التي تُعد نُقطة في بحر الجرائم المُرتكبة في حق النساء السودانيات في مناطق النزاع.
البرهان الذي ما زال يرتكب جرائم الإبادة الجماعية ضد المواطنين في كردفان ودارفور والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم ،وجرائم القتل المُنهج وبقر البطون وإستغلال القانون لمحاكمة نساء ظُلماً على أساس جهوي بغيض، وقصف الطيران للأعيان المدنية وقتل العُزل وهدم المنازل على رؤوس الشعب السوداني،يضع المُجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة أمام تحدي تاريخي وإنساني وأخلاقي كبير ،يكشف للعالم إزدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا الإنسانية داخل أروقة الأمم المتحدة التي تدعي الوقوف الى جانب الشعوب المُضهدة من أجل نيل حقوقها،واليوم تستمع لسفاح السودان مغتصب النساء وقاتل أحلامهن.
نعلم إجتهاد (UNCancel)وإجتماعاتها المُغلقة المستمرة مع مُعظم رؤوساء الدول المتواجدين هذة الأيام في نيويورك لمناقشة أمر تحقيق السلام في السودان،ولكننا نُدرك بأن الحراك الإجتماعي الأمريكي لم يصل بعد إلى مرحلة الإهتمام بما يدور في السودان من موت ودمار ،وأن هناك أولويات أخرى لدى المجتمع الدولي-(حرب اوكرانيا روسيا،حرب غزة اسرائيل،حرب اسرائيل حزب الله)-جعلت من حرب السودان شِبه منسية.
طالعت قبل قليل تقرير مخيف جداً صدر من مركز”الأمن الغذائي العالمي”،يقول بأن هناك حوالي ١٢مليون سوداني على وشك الموت من الجوع خلال العام المقبل إذا لم ينجح الموسم الزراعي
هذا التقرير يؤكد حتمية فناء الشعب السوداني ،فمن يخرج سالماً من قصف الطيران سيحصده الجوع الذي لا فرار منه.
هُناك مبرراً لإستقبال المدعو البرهان في نيويورك والإستماع لخطابه الذي سيكون أسوأ من خاطبه السابق ولن يحمل جديد،ولكن يبقى السؤال:هل المجتمع الدولي سيكون أكثر صرامة مع البرهان من أجل إيقاف الإقتتال؟!أم سيتباكى أمامهم بحجة الإغتصابات المزعومة التي أصبح هو المُتهم الأول فيها بعد تصريحات الضحية “حليمة صديق”؟!.
ولنا عودة بإذن الله
فاطمة لقاوة
الخميس،٢٢٦سبتمبر/٢٠٠٢٥م