منعم سليمان* نحمد الله أن السلطة التي عينت المدعو “الفاتح طيفور” نائباً عاماً، سلطة مغتصبة وغير شرعية، والحق يقال انها قد أحسنت اختياره على قدر مقاسها الخفيض، فهو الرجل المهزأ في النيابة المهزأة، ويستحق أن يكون “المحامي العام لسلطة بورتكيزان”. أصدر هذا التافه العام قائمة من (16) سياسياً قال إنه بعثها إلى منظمة الإنتربول “الشرطة الدولية”، باعتبارهم متهمين في قضايا جنائية، مطالباً باعتقالهم وإحضارهم إلى بورتسودان، ربما للمثول أمام القضاء البرهاني غير الموجود أصلاً، مثلما هو حال الشرطة وبقية الأجهزة الهاربة حتى الآن. هذه الاتهامات غير مهمة بالنسبة لي، لأن الصبية الذين لم يبلغوا الحلم والمجانين الذين لم يفقوا من الجنون يعرفون أنها محض تهم كيدية سياسية لا أكثر ولا أقل. ولا أريد أن أؤكد ما يعرفه الجميع؛ من أن الإنتربول ليست مخولة بالنظر في الاتهامات السياسية، لكن هذا البهلول محامي الشيطان، لن يفعل ما يفعله البشر الأسوياء، لذلك سيبدو الحديث والاستغراق في تحليل قائمته هذه مضيعة للجهد والوقت. وما يهمنا في هذا المقال هو الحديث عن حججه ومظهره وسلوكه ودفوعاته التي قدمها في ظهوره الإعلامي على قناة الجزيرة مباشر. وما كان ينبغي له، وهذا عهدنا وعهد الجميع ببعض الوظائف ذات الطبيعة الخاصة، ألا يظهر شاغلوها في أجهزة الإعلام، مثل مدير جهاز المخابرات، رئيس القضاء والعاملين في هذا السلك، والنائب العام أو المدعي العام. لكنه ممثل تشكيل عصابي ومجموعة هاربين لا دولة، وقد فعلها وقدم لغواً سياسياً فانحط بالنيابة العامة إلى أسفل سافلين، تباً له وتب. لقد قصم ظهور “التافه العام” في الجزيرة القطرية ظهر الأكاديميين والمثقفين السودانيين، وأساء إليهم وأشان سمعتهم بين رصفائهم في البلدان الأخرى، خاصة العربية منها. لقد كان مشهداً محزناً مثيراً للرثاء والشفقة. بدا الرجل في زيّه الباهت وربطة عنقه المُدلاة كلسانِ كلبٍ يلهث من العطش، وقال كلاماً كله همهمة وتمتمة وغمغمة. إذ كان يقول طلاسماً لم يفهمها أحد غيره، فوجد مُقدِّم البرنامج فرصته و(تفسح) فيه طولاً وعرضاً وعمودياً ورأسياً. لقد كشف حالنا (الله يكشف حاله). إن (كشف حال) السودانيين أمام الشعوب العربية بدأ منذ أن ظهر في الوجود ما كان يسمى بالمجلس العسكري الانتقالي الذي تحول إلى المكون العسكري في مجلس السيادة ثم أصبح (حكومة بورتكيزان). حيث دفع هؤلاء العسكر بأراذل وتوافه وسواقط السودانيين إلى المؤسسات الإعلامية العربية، فمسحوا بنا الأرض وأصبحنا مهزلة ومسخرة بين الشعوب التي كانت تظن أننا شعب متعلم ومثقف ومهذب. وقد كشفت لهم هذه الحرب – كما كشفت لنا – أن ليس كل المعادن ذهباً، وأن قمامة العسكر وكيزانهم قد قضت على كل زهرة يانعة! كيف يمكن أن ينظر إلينا العالم و(نائبنا العام) بهذا المستوى المنحط في طريقة (لبسه) وكلامه وفي عدم معرفته بمجال تخصصه، وفي لغته التي ترتفع فوقها لغة الأزقة المظلمة؟ من أي مكب نفايات جاؤوا بهذا (التافه العام) ودفعوا به إلى العالم؟ رجل قانون عاجز عن تركيب جملة واحدة صحيحة مكونة من فعل وفاعل ومفعول به (!)، فكيف له أن (يُركّب) قائمة اتهام بحق مواطنين سودانيين غضب منهم سيده البرهان لأنهم لم يؤيدوه في حربه وطالبوا بإيقافها وسعوا من أجل ذلك وما يزالوا؟! عندما شاهدت هذا الرجل وهو معلق بين السماء والأرض على (مشنقة) المذيع أحمد طه، لا تصدر عنه غير كلمات مخنوقة، شعرت بدايةً بالتعاطف معه، قبل أن أشعر بالإهانة والخزي اللذين تسبب بهما للأجهزة العدلية في بلادنا. فتحول التعاطف إلى احتقار، خصوصاً بعد أن علمت أنه (كوز نتن) يستحق أن يوضع مواضع الإهانة و(النبيشة). يا له من منحط فكرياً ومهنياً وضعيف القدرات، وانتهازي (غير بارع)، لا يعرف كيف يتعامل مع المجتمعين الإقليمي والدولي، ولا يعرف حتى حدود وظيفته وواجباتها! أظهر هذا (الطيفور) البهلول في اللقاء درجة من العي والغباء والتبلد لا مثيل لها، حيث كان ينهق ويزعق ويتحشرج بطريقة مضحكة ومأساوية أمام مذيع قناة الجزيرة، الذي استمتع بهذه الخبطة الصحفية (الهبلة) والبلهاء الممثلة في (التافه العام). الأكثر سخريةً من كل هذا وذاك، أن المدّعي الدّعي هذا، لِخِفّةٍ في عقله وهبله وهطله الباديين عليه، ظنّ أن استضافته في البرنامج انعكاسٌ لوزنه وأهميّته، فكان كلما حاول تفخيم صوته وتضخيم ذاته بالإشارات الحركيّة غير المتناسقة مع هذيانه وخطرفاته، ازداد صوته خفوتًا وفكره نحافةً. ولا أجد هنا تعبيرًا في وصف حالته البائسة تلك أصدق مما جاء به الأستاذ “ياسر عرمان” حين قال: إن ادعاءاته كانت أعرض من حجمه!17:21والمؤكد أن “أحمد طه”، مذيع القناة، كان يدرك جيدًا مع من يتعامل، ويدرك أكثر لماذا يستضيفه، خصوصًا أن برنامجه المسائي المخصص لتناول الأحداث السياسية السودانية اليومية قد تحوّل، بفضل “خبراء” البرهان الاستراتيجيين و”مناويه” ومدّعيه الخاوي هذا، إلى أكبر برنامج كوميدي مُشاهَدةً يُعرض عبر قناة إخبارية، تنتظر جموع العرب قدومه بالصبر، وننتظر نحن نهايته بالسلوان! هذه الحرب فاقت كل تصوراتنا عن حدود البشاعة، لقد قتلنا البرهان مرتين. قاتله الله .
إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 18 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 19 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 20 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 21 22إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 23 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 24 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 25 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 26 إضغط هنا للإنضمام لقروب الواتس 10